هجمات دموية تخترق مفاوضات السلام الأفغانية

مقتل 90 مسلحا من طالبان وإصابة آخرين خلال اشتباكات عنيفة مع الجيش الأفغاني بإقليم قندهار في أحدث حلقة من الحرب تأتي في ظل استمرار مفاوضات السلام الشاقة بين الطرفين.
قتيل ومصاب في هجوم صاروخي على كابول
محادثات السلام الأفغانية تتوقف حتى 2021

كابول - تشهد أفغانستان بين الحين والآخر هجمات دموية متتالية من شأنها أن تفشل مفاوضات السلام الجارية بين الحكومة وحركة طالبان، حيث قتل بإقليم قندهار (جنوب) عشرات العناصر من طالبان، فيما أودى السبت اعتداء صاروخي على كابول بحياة شخص وأصيب آخر بعد عمليات مشابهة أسفرت خلال الأسابيع القليلة الماضية عن مقتل العشرات من الجيش والمدنيين في مناطق متفرقة.

وتأتي أعمال العنف بين الحكومة وطالبان في ظل استمرار مفاوضات السلام الشاقة بين الطرفين والجارية ببطيء في الدوحة، وذلك ضمن الجهود الدولية لإنهاء نحو 20 سنة من الاقتتال الدموي في أفغانستان.

وذكرت وزارة الدفاع الأفغانية السبت أن 90 مسلحا على الأقل من حركة طالبان قتلوا بإقليم قندهار جنوب أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة 'خاما برس' الأفغانية للأنباء.

وأفاد البيان بأن قوات الحيش الأفغاني صدّ هجمات شنتها طالبان في مناطق بانجواي وخيراي وارغانداب ومايواند بإقليم قندهار الجمعة، معلنا عن مقتل 90 مسلحا من الحركة وإصابة 9 آخرين في اشتباكات عنيفة.

وعثر الجيش الأفغاني على 15 حقلا من الألغام، حيث تم إحباط مفعولها، وفق وزارة الدفاع الأفغانية التي أكدت أيضا تدمير عدد من الأسلحة والذخائر التابعة للمتمردين، بالإضافة إلى نفق كان يتم استخدامه في هجمات إرهابية.

من جانب آخر قال المتحدث باسم الوزارة طارق عريان ان "اربعة صواريخ أطلقت من حي لاب جار في كابول"، مضيفا ان اثنين سقطا قرب مطار كابول.

وتابع "لسوء الحظ قتل شخص وأصيب شخصان آخران بجروح"، فيما نفت حركة طالبان نفت ضلوعها في أعمال العنف هذه، لكن الحركة تقود على مدى سنوات أغلب الاعتداءات الإرهابية المستهدفة للقوات الحكومية، فضلا عن هجمات أخرى يقوم بها تنظيم داعش من حين إلى آخر في مناطق متفرقة من أفغانستان.

من جهته أكد المتحدث باسم شرطة كابول فردوس فارامارز سقوط الصواريخ، مضيفا أن معظمها أصاب الجزء الشرقي من العاصمة.

في 21 نوفمبر/تشرين الثاني قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص جراء سقوط صواريخ على وسط كابول بالقرب من المنطقة الخضراء حيث توجد سفارات وشركات دولية. وتبنى ذلك الهجوم تنظيم الدولة الاسلامية.

وقد تبنى داعش في الأسابيع الماضية هجمات دامية في العاصمة بينها الهجوم على جامعة كابول ومركز تعليمي آخر، ما أسفر عن أكثر من 50 قتيلا.

ولا تزال افغانستان تشهد أعمال عنف رغم محادثات السلام التي بدأت في 12 سبتمبر/أيلول في الدوحة وتتقدم ببطء. وقد أعلن الطرفان في مطلع ديسمبر/كانون الأول عن اتفاق يحدد إطار المحادثات.

وفي هذا السياق أعلن طرفا المفاوضات الجارية بين طالبان والحكومة الأفغانية في قطر وقف المحادثات مؤقتا حتى 5 يناير/كانون الثاني.

وأفاد الجانبان على تويتر أنهما تبادلا "لائحات أولية لبنود جدول الأعمال للمحادثات الأفغانية وأجريا مناقشات تمهيدية حول المواضيع".

في الوقت نفسه تواصل القوات الأميركية مغادرة البلاد. وقد تعهدت واشنطن بسحب كل قواتها من افغانستان بحلول منتصف 2021 مقابل ضمانات أمنية بحسب الاتفاق الذي وقع بين واشنطن وطالبان في فبراير/شباط في الدوحة.

وحذر المجتمع الدولي من أن تسريع واشنطن سحب قواتها من أفغانستان يتيح الفرصة أمام الجماعات الإرهابية لترميم صفوفها والعودة بقوة.

ومع وقفها استهداف القوات الأميركية في إطار هذا الاتفاق، واصلت طالبان تكثيف أعمال العنف ضد القوات الافغانية منذ ذلك الحين.