هجوم دموي يخترق منطقة حدودية منزوعة السلاح بين السودان وجنوبه

مقتل 12 مدنيا في اعتداء نسبه مسؤولون حكوميون إلى رعاة ماشية مسلحين في بلدة أبيي المتنازع عليها يأتي بينما تشهد المنطقة الحدودية بين الخرطوم وجوبا تكرارا لهجمات دموية مماثلة.

جوبا - قتل 12 مدنيا في منطقة حدودية غنية بالنفط يتنازع عليها السودان وجنوبه في هجوم نسبه مسؤولون حكوميون محليون الاثنين إلى رعاة ماشية، في هجوم يأتي بعد أشهر من إمضاء اتفاق السلام السوداني في جوبا لإنهاء سنوات من النزاع الدامي.

وقع الهجوم في ساعة مبكرة الأحد في قرية تبعد 64 كيلومترا شرق البلدة الرئيسية في أبيي، المنطقة المتنازع عليها والتي تحظى بحماية الأمم المتحدة منذ استقلال جنوب السودان في 2011.

وقال نائب المسؤول الإداري لمنطقة أبيي الإدارية كون مانييت ماتيوك إن رعاة ماشية مسلحين من قبيلة الميسرية من السودان هاجموا قرية دنغوب قبيل الفجر.

وقال ماتيوك لوكالة فرانس برس "هاجموا المنطقة من ثلاثة اتجاهات والنتيجة كانت مقتل 12 شخصا"، مضيفا "إدارة أبيي وشعب أبيي بأسره يدينون بأشد العبارات هذا الهجوم الوحشي والجبان ومقتل أبرياء".

وقال ماتيوك إن الرعاة نفسهم، الذين اتهمتهم الأمم المتحدة في السابق بارتكاب فظائع، يقفون وراء هجوم آخر الجمعة قتل فيه مسن وأصيب آخر بجروح.

وطلبت وكالة فرانس برس من السلطات السودانية التعليق. وقال متحدث باسم قوة الأمم المتحدة في أبيي (يونيسفا) التي نشرت في المنطقة العام 2011، إن حصيلة هجوم الأحد بلغت 11 قتيلا، مؤكدا البدء بتحقيق رسمي.

وقال المتحدث باسم يونيسفا دانيال أديكيرا لوكالة فرانس برس "بالطبع فور سماع قواتنا التقرير توجهت إلى الموقع، لكن المهاجمين كانوا مع الأسف قد غادروا المكان"، مضيفا أنه لم يتم توقيف أي شخص.

هذا الشهر أمر مجلس الأمن الدولي أن تكون منطقة أبيي منزوعة السلاح ومن بينها عناصر مسلحة من مجموعات محلية.

لكن كثيرا ما اندلعت توترات بين قبيلة نغوك دينكا من جنوب السودان، والرعاة من قبيلة المسيرية الذين يتنقلون في المنطقة بحثا عن مراع لماشيتهم.

وبادرت قوة الأمم المتحدة إلى بدء محاثات سلام بين المجموعتين لكن عمليات قتل المدنيين استمرت.

في أبريل/نيسان 2020 قالت يونيسفا إن المسيرية تقف خلف هجوم دام على قرية أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وتدمير مساكن. في يناير/كانون الثاني من العام نفسه قتل 19 شخصا في هجوم آخر نسب إلى رعاة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقع السودان اتفاقاً تاريخياً مع الجبهة الثورية السودانية وهي تحالف لخمس جماعات متمردة وأربع حركات سياسية نشأت في مناطق دارفور (غرب) وجنوب كردفان والنيل الأزرق (جنوب).