هجوم دموي يعيد دارفور الى دائرة العنف

24 قتيلا بعمليات إطلاق نار داخل مخيم للنازحين غرب دافور استمرت يومين وسلطت الضوء على أحد اهم التحديات القائمة امام السلطات الجديدة في السودان.

الخرطوم - قال مسؤول دولي في مجال حفظ السلام الأربعاء إن 24 شخصا على الأقل قتلوا بعد تعرض مخيم للنازحين في غرب دارفور بالسودان للهجوم، في الوقت الذي وصل فيه مسؤولون كبار لمحاولة تهدئة العنف.
وقال أشرف عيسى، المتحدث باسم البعثة المشتركة لحفظ السلام من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة (يوناميد) إن مخيم كريندينغ، شرقي الجنينة عاصمة الولاية، تعرض للهجوم يومي 29 و 30 ديسمبر/كانون الأول إثر نزاع بين جماعات عربية وأفريقية.
وأضاف "جاء رجال من قبائل عربية إلى معسكر النازحين وبدأوا في إطلاق النار والقتل والحرق".
ومضى قائلا "ثم ذهب الأقارب إلى المستشفى وهددوا العاملين فيه بالسلاح ودمروا بنك الدم. وعندما حاول أحد رجال الشرطة السودانيين التدخل، تم إطلاق النار عليه وسقط قتيلا".
وتمثل الوساطة من أجل سلام دائم في دارفور وأجزاء أخرى من السودان أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها السلطات العسكرية والمدنية التي تتقاسم السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي.

جاء رجال من قبائل عربية إلى معسكر النازحين وبدأوا في إطلاق النار والقتل والحرق

واندلع الصراع في دارفور عام 2003 بعد أن حمل متمردون غالبيتهم من غير العرب السلاح ضد الخرطوم. وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة، قُتل ما يصل إلى 300 ألف شخص وتشرد 2.5 مليون آخرين، من بينهم أكثر من 180 ألفا نزحوا في غرب دارفور.
وقال عيسى إن غرب دارفور ينعم بالهدوء بشكل عام منذ عام 2010 إلا أن التوترات عاودت الظهور بين المساليت والقبائل العربية في عام 2017 في شكل مناوشات بين الحين والآخر على نطاق أصغر.
وقال المجلس السيادي في بيان إن مسؤولين كبارا بينهم عضو المجلس محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك وصلوا إلى الجنينة الأربعاء واطلعوا على الوضع الأمني.
وقال عيسى إن 17 شخصا على الأقل أصيبوا في أعمال العنف في محيط الجنينة، رغم أن أعداد الضحايا لا تزال تقديرات أولية قابلة للزيادة. وفر كثيرون من المخيم إلى الجنينة أو الجبال القريبة.
وأضاف عيسى أن الوضع لا يزال متوترا للغاية بعد تبادل إطلاق النار في أنحاء الجنينة الثلاثاء.
وقال صحفي محلي إن العنف امتد إلى المنطقة المجاورة وإن عشر قرى على الأقل أُحرقت وإن بعض الأشخاص كانوا يحاولون الفرار عبر الحدود إلى تشاد.
وقال بيان صادر عن جماعة المساليت غير العربية إن القتلى زادوا عن 50 لكن لم يتسن التأكد من هذا العدد من جهة مستقلة.
وتخفض يوناميد تواجدها في دارفور بشكل تدريجي وانسحبت من الجنينة عام 2019.
وليس للبعثة تفويض بإجراء عمليات حفظ سلام في الجنينة لكن عيسى قال إن التفويض الممنوح لها يمكن توسيعه إلى المنطقة في "الظروف القصوى".