هدنة جديدة هشة في قره باغ لم تدم سويعات

أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه ليل السبت، فيما يرجح تجدد القصف المتبادل استمرار الحرب العنيفة لفترة أطول.

باكو/يريفان – بعد سويعات من موافقة أرمينيا وأذربيجان على وقف إطلاق النار، تبادل الطرفان الأحد الاتهام بخرق هدنة إنسانية جديدة تم الاتفاق عليها ليل السبت لإنهاء القتال العنيف على ناغورني قره باغ، فيما يبدو أن آمال السلام في الإقليم الانفصالي باتت ضئيلة وسط توقعات باستئناف الهجمات العسكرية من كلا الجانبين.

واتّهمت أذربيجان الجيش الأرميني بخرق وقف إطلاق النار الجديد في ناغورني قره باغ، بعد ساعات من دخوله حيز التنفيذ واتهام يريفان باكو أيضاً بعدم احترام الهدنة.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، "رغم الهدنة المعلنة، انتهكت القوات المسلحة الأرمينية بشكل فادح الاتفاق الجديد"، منددةً بقصف مدفعي وهجمات على طول الجبهة.

من جانبها قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، إن صواريخ وقذائف مدفعية أطلقت من جانب العدو في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، وإن هناك ضحايا في الجانبين.

وجاءت محاولة السلام الجديدة التي أعلنت عنها وزارتا الخارجية في الدولتين مساء السبت، في الوقت الذي قالت فيه روسيا وفرنسا إنهما تدخلتا في محاولة للتوسط لإنهاء التصعيد الأخير في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

ونهاية الأسبوع الماضي تبادلت أرمينيا وأذربيجان أيضا الاتهامات بشأن انتهاك اتفاق أول لوقف إطلاق النار بعد سويعات من دخوله حيز التنفيذ.

ويدور النزاع بين الجمهوريتين السوفيتيتين سابقا منذ عقود بسبب المنطقة الجبلية التي يقطنها نحو 145 ألف نسمة.

وهذا أعنف قتال شهدته المنطقة منذ أن خاضت أذربيجان وقوات من الأرمن الحرب في التسعينات بسبب إقليم الانفصالي الجبلي الذي يعتبر جزءا من أذربيجان بحكم القانون الدولي، لكن يقطنه ويديره الأرمن.

وبدأت المعارك في 27 سبتمبر/أيلول بعد أعلنت سلطات في الإقليم الانفصالي أن أذربيجان أطلقت حملة قصف "على طول خط التماس" وعلى ستيباناكرت عاصمة الإقليم، فيما أكدت باكو أنها شنّت "هجوماً مضاداً" رداً على "اعتداء" أرمني.

وبعدها بيوم دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أرمينيا إلى إنهاء "الاحتلال" الأرمني لناغورني قره باغ، مؤكداً أن تركيا ستدعم أذربيجان "بكل الوسائل الممكنة".

وفي اليوم التالي أكدت أرمينيا أن مقاتلة تركية أسقطت إحدى طائراتها الحربية. ونفت أنقرة الأمر وطلب الكرملين من تركيا عدم صبّ "الزيت على النار"، مثلما طالب مجلس الأمن الدولي بـ"وقف فوري للمعارك".

وأعربت موسكو عن "قلقها البالغ" لنشر تركيا مقاتلين "قادمين من سوريا وليبيا" مشيرةً إلى أنها تخشى "تصعيداً" في المنطقة.

وتعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بمواصلة العمليات حتى استعادة الإقليم أو الانسحاب الكامل للقوات الأرمنية.

وطالب الرؤساء الروسي والفرنسي والأميركي الذين تتشارك بلادهم في رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ العام 1992 الوساطة في ملف ناغورني قره باغ، بـ"وقف فوري للأعمال القتالية".

وبينما أعلنت يريفان أنها "ملتزمة" مع مجموعة مينسك بـ"إرساء وقف إطلاق نار"، تكثّف القصف على المدن من الجانبين مستهدفاً خصوصاً ستيباناكرت وغنجه، ثاني مدن أذربيجان.

واتّهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تركيا بـ"خوض حرب". وأبدى باشينيان ثقته بأن "روسيا ستفي بالتزاماتها إذا تطلب الوضع ذلك"، التزاما بالتحالف العسكري القائم بين البلدين بموجب معاهدة.

وأعلنت السلطات الانفصالية نزوح نصف سكان ناغورني قره باغ البالغ عددهم حوالي 140 ألفاً.

وتعرّضت كاتدرائية رمزية في شوشة في جنوب العاصمة ستيباناكرت، للقصف.