هرتسوغ رئيسا لإسرائيل خلفا لريفلين

استلام إسحق هرتسوغ منصب الرئيس يأتي بينما تشهد إسرائيل انقسامات بين الجماعات الدينية والعرقية بسبب الخلافات حول الصراع مع الفلسطينيين وتنامي الأحقاد داخل الطبقة السياسية في إطار الصراع على رئاسة الوزراء فيما يسعى فيه اليسار إلى الإطاحة بنتانياهو.
هرتسوغ يحصل على 87 صوتا في انتخاب الكنيست لرئاسة إسرائيل

تل أبيب - انتخب الكنيست الإسرائيلي اليوم الأربعاء السياسي المنتمي لتيار يسار الوسط سابقا إسحق هرتسوغ رئيسا جديدا للبلاد وهو منصب شرفي إلى حد كبير لكنه يهدف أيضا إلى تعزيز الوحدة بين الجماعات العرقية والدينية.

وأصبح الزعيم السابق لحزب العمل اسحق هرتسوغ الرئيس الحادي عشر لإسرائيل يأتي في اليوم الذي يسابق فيه خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الوقت لتشكيل ائتلاف حكومي للإطاحة به.

حصل هرتسوغ على 87 صوتا مقابل 26 صوتا لمنافسته مريم بيريتس. وسيتقلد المنصب الشهر القادم عقب انتهاء ولاية ريئوفين ريفلين التي امتدت لسبع سنوات.

وقال في خطاب متلفز بعد إعلان النتائج "سأكون رئيسا للجميع، وسأبني جسورا بين مختلف شرائح مجتمعنا". وسيشغل المنصب لسبع سنوات مقبلة

هرتسوغ (60 عاما) فاز بعضوية الكنيست لأول مرة في 2003 ثم قاد حزب العمل وشغل عدة مناصب وزارية في تحالفات حكومية. وكان أحدث منصب عام يشغله رئيس الوكالة اليهودية.

وهو حفيد اسحق هرتسوغ، أول حاخام اكبر من اليهود الغربيين (الاشكيناز) في إسرائيل (1948-1959) وابن حاييم هرتسوغ الذي كان على التوالي جنرالا وسفيرا في الأمم المتحدة ونائبا ثم رئيسا لدولة إسرائيل بين 1983 و1993، وقريب وزير الخارجية الأسبق ابا ايبان.

وينتمي إلى عائلته أيضا مدير سابق لمكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير، وجنرال ومحام لامع.

قضى هرتسوغ عدة سنوات في نيويورك عندما كان والده يعمل هناك قبل أن يعود إلى إسرائيل ليخدم في وحدة الاستخبارات التابعة للجيش.ةوبعدها درس القانون في جامعة تل أبيب.

وقد تخصص هرتسوغ الذي انتخب في 2003 نائبا في الكنيست في مشاريع القوانين الاجتماعية وخصوصا حقوق المعوقين والدفاع عن ضحايا الاعتداءات الجنسية أو الناجين من المحرقة.

عين هرتسوغ وزيرا للإسكان في حكومة الائتلاف الوطني في 2005، ثم وزيرا للسياحة والشؤون الاجتماعية ومسؤولا عن ملف الشتات ومكافحة المعاداة للسامية بين 2006 و2011.

وخلال الانتخابات التمهيدية لحزب العمل في 2008، أصبح المسؤول الثاني في الحزب بعد ايهود باراك.

وعندما استقال باراك من الحزب في 2011 لتأسيس حزب جديد، بقي في "الحزب الأم" وترشح للمرة الأولى لرئاسة حزب العمل وحل في المرتبة الثالثة.

وعند توليه قيادة حزب العمل في عام 2013، حاول هرتسوغ إعادة التركيز على السلام مع الفلسطينيين وأجرى محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بعد عشرة أيام على انتخابه.

وخلال حملته الانتخابية عام 2015، تعهد بإعادة إطلاق محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين منذ عام 2014، وأعرب عن استعداده "لإخلاء" المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حال تطلب الأمر.

تولى في عام 2018 منصب رئيس الوكالة اليهودية وهي منظمة شبه حكومية مسؤولة عن تنظيم "هجرة اليهود" والعلاقات مع اليهود في الخارج. واستقال من منصبه ليترشح لمنصب الرئيس. يعيش هرتسوغ المتزوج والأب لثلاثة اولاد في تل ابيب.

جاء انتخاب هرتسوغ، الذي خسر في الانتخابات العامة أمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عام 2015، لمنصب الرئيس في وقت يواجه فيه خصمه السابق خطر الإطاحة به من قبل تحالف من أحزاب متباينة.

ويقترب زعيم المعارضة الإسرائيلية من الإطاحة برئيس الوزراء اليوم الأربعاء بعد اتفاقه مع عدة أحزاب، أحدها يرأسه وزير الدفاع بيني غانتس، على حكومة جديدة مقترحة.

وأمس الثلاثاء قوبل طعن قانوني قدمه نتانياهو لإفشال عملية الإطاحة به، بالرفض، بينما يحاول رئيس الوزراء جاهدا التشبث باستمراره في منصبه الذي يتقلده منذ 12 عاما.

وأثار التنافس على منصب رئيس الوزراء الأحقاد داخل القاعدة الدينية اليمينية لنتنياهو. ويطالب إسرائيليون من اليسار بالإطاحة به بسبب محاكمته في اتهامات بالفساد يصر هو على نفيها.

وفي الشهر الماضي تسبب قتال بين إسرائيل ومسلحين فلسطينيين في غزة في تفجر أعمال عنف نادرة بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية داخل مدن إسرائيلية.

وقال هرتسوغ أمام البرلمان لدى قبوله المنصب "من الضروري، الضروري جدا، تضميد الجروح التي حدثت في مجتمعنا مؤخرا".

وأضاف "علينا الدفاع عن مكانة إسرائيل الدولية وسمعتها الطيبة بالمجتمع الدولي، ومحاربة العداء للسامية والكراهية لإسرائيل، والحفاظ على أركان ديمقراطيتنا".