هزيمة داعش في شرق سوريا قاب قوسين أو أدنى

قوات سوريا الديمقراطية تكشف أنها رفضت طلبا من تنظيم الدولة الإسلامية نقله لها وجهاء بالسماح لهم بالانسحاب من المنطقة.

الخناق يزداد ضيقا على تنظيم الدولة الإسلامية
داعش محاصر في 4 كيلومترات مربعة في شرق سوريا
قادة كبار في داعش متحصنون في أخر جيب بشرق سوريا
لا أنباء عن أبي بكر البغدادي ولا مكان تواجده
خلافات بين الجهاديين الأجانب والمحليين تشق صفوف داعش

السوسة (سوريا) - بات تنظيم الدولة الإسلامية محاصرا في نحو أربع كيلومترات مربعة في آخر جيب له في شرق سوريا، فيما تستعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل رأس الحربة في الحرب على التنظيم المتطرف، للتقدم في تلك المنطقة الضيّقة التي تمتد من الباغوز إلى الحدود العراقية.

ومع ازدياد الخناق على التنظيم، يتوقع أن يكون أكثر شراسة في الدفاع عن آخر ما تبقى من مناطق سيطرته وقد لجأ في الفترة الأخيرة لاستخدام خزانه من الانتحاريين والانتحاريات فضلا عن حفره خنادق وتلغيم الطرقات.

وقال هفال روني قائد عمليات قوات سوريا الديمقراطية في منطقة هجين "من ناحية جغرافية لم يبق تحت سيطرة الدواعش سوى أربع كيلومترات من الباغوز وصولا إلى الحدود العراقية".

ومنذ تأسيسها خاضت هذه القوات التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك كبرى ضد التنظيم المتطرف ونجحت في طرده من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.

وأشار القيادي الذي يستخدم اسمه العسكري إن قواته تنتظر "إتمام التحضيرات اللازمة" للتقدم في آخر بقعة يتواجد فيها الجهاديون.

وتوقع أن تنتهي السيطرة الجغرافية للتنظيم قريبا "ويبقى التمشيط والتخلص من الفلول والألغام وهذا يحتاج بعضا من الوقت".

وأضاف "مرات كثيرة ناقشنا ما الذي يتيح للدواعش أن يحاربوا والبقاء بهذا التنظيم حتى الآن، هذا يدل على أن قيادات كبيرة لا زالت موجودة في المنطقة" .

وأوضح القيادي "لديهم أسرى منا ونحاول الآن استعادتهم وإنقاذ آخر المدنيين هناك. لا نعرف ما إذا كنا سنصل إلى نتيجة"، مشيرا إلى أن قواته تتواصل مع وجهاء في المنطقة بهذا الصدد.

مئات العوائل نزحت مع احتدام المعارك بين داعش وقوات سوريا الديمقراطية
احتدام القتال يدفع المئات للفرار إلى مناطق خاضعة لسيطرة سوريا الديمقراطية

وأشار إلى أن قواته سبق لها أن رفضت طلبا من تنظيم الدولة الإسلامية نقله لها وجهاء بالسماح لهم بالانسحاب من المنطقة.

وذكر أيضا أن قوات سوريا الديمقراطية رصدت عبر الأجهزة اللاسلكية واستخباراتها الخاصة في الفترة الأخيرة "خلافات بين المهاجرين (الجهاديين الأجانب بحسب تعبير التنظيم المتطرف) من جهة والقيادات العراقية والسورية من جهة ثانية".

وأوضح "المهاجرون كانوا من القيادات الكبرى للتنظيم خصوصا في مرحلة التمدد أما الآن فبات القرار بيد العراقيين أساسا".

ويتوقع القيادي وجود قياديين كبار وخصوصا من الجنسية العراقية في البقعة الأخيرة للتنظيم إلا انه "ليس لدينا أنباء عن أبوبكر البغدادي".

وتستعد قوات سوريا الديمقراطية لإعلان انتهاء الخلافة المزعومة للتنظيم المتطرف في مهلة أقصاها شهر، وفق ما قال قائدها العام مظلوم كوباني مؤخرا وذلك بعد استعادة الكيلومترات الأخيرة وتمشيط المنطقة.

وفي 10 سبتمبر/ايلول 2018، أطلقت القوات المشكلة من ائتلاف عربي كردي، آخر المعارك لطرد التنظيم من آخر جيب له في شرق سوريا قرب الحدود العراقية بعد أن كان يسيطر في العام 2014 على مساحات شاسعة في سوريا والعراق المجاور وأعلن فيها إقامة "الخلافة الإسلامية" وطبق فيها قواعده المتشددة.

وكانت بغداد قد دفعت في الأشهر الأخيرة بالمزيد من التعزيزات العسكرية للمنطقة الحدودية بين العراق وسوريا تحسبا لفرار وتسلل مقاتلين من التنظيم المتطرف إلى داخل الأراضي العراقية.

ولاتزال القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية موالية لإيران، تتعقب بقايا التنظيم في المنطقة الصحراوية.

ولم يعد التنظيم المتطرف يحتفظ بوجود فعلي هيكلي في الساحة العراقية، إلا أن قيادات عسكرية وسياسية تعتقد بقوة أن له خلايا نائمة تنفذ من حين إلى آخر هجمات انتحارية.