هل أفلام الأبطال الخارقين أعمال فنية أم منتجات استهلاكية؟

مارتن سكورسيزي ينتقد مجددا استوديوهات مارفل ويعتبر أن أفلامها تفتقر الى عناصر المفاجأة والغموض والتشويق الفعلي ويوقظ الجدل بين أوساط هوليوود والمتفرجين.
عشاق أفلام مارفل يصفون سكورسيزي بالمتعجرف والنخبوي
نقاد يعتبرون أن أذواق المشاهدين تنوعت في حين تقوقع قدامى هوليوود على أنفسهم

 واشنطن – هل تعتبر أفلام الأبطال الخارقين أعمالا سينمائية أو منتجات استهلاكية؟ أيقظ انتقاد مارتن سكورسيزي الجديد لاستوديوهات "مارفل" جدلا تنقسم حوله أوساط هوليوود وصولا إلى المتفرجين.
في مطلع تشرين الأول/اكتوبر، قال المخرج الشهير البالغ 76 عاما خلال مقابلة صحافية إن أفلام "مارفل" الطويلة "لا تصنف من الأعمال السينمائية".
وقد أعاد سكورسيزي الكرة خلال الأسبوع الحالي في مقال طويل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". فهو اعتبر فيه أن الإنتاجات الضخمة المستوحاة من عالم "مارفل" تفتقر إلى عناصر تجعل من الفيلم "عملا فنيا" بينها عنصر المفاجأة والغموض والتشويق الفعلي.

إنها ردة فعل سطحية من الحرس القديم في هوليوود

وأكد سكورسيزي مخرج أفلام مثل "تاكسي درايفر" و "ذي ديبارتد" ، أن أفلام "مارفل" التي حصدت إيرادات زادت عن 22 مليار دولار في العالم منذ "آيرون مان" في 2008، "تم ضبطها وتعديلها وأعيدت صياغتها حتى تصبح جاهزة للاستهلاك".
وأضاف "ينقصها شيء أساسي في السينما هي الرؤية الفنية الخاصة بالمخرج".
وضم مخرجون آخرون مشهورون صوتهم إلى صوت سكورسيزي ومنهم فرنسيس فورد كوبولا وكين لوتش. وذهب فرنسيس فورد كوبولا إلى حد وصف "مارفل" بأنها "جديرة بالازدراء”.
وأوقف نقاد سينما إلى جانب هؤلاء المخرجين إلا ان هذه الانتقادات لم تقنع كثيرا الأطراف الناشطة في هذا المجال. ويتساءل البعض في هوليوود كيف يمكن لسكورسيزي أن يدعي تحديد معايير الفيلم الفنية بنفسه مع انه أقر بأنه عاجز عن مشاهدة أفلام "مارفل" رغم محاولته ذلك.

  ناتالي بورتمان
'ليست هناك طريقة واحدة لانجاز الفن'

وقال توم نونان المنتج الحائز جائزة أوسكار والاستاذ في جامعة "يو سي أل إيه" في لوس انجليس "لا يمكن الاطاحة ببساطة بنوع سينمائي من دون مشاهدة هذه الأفلام. الناس تقلق دائما عند حدوث تغيير ما يجعلهم ينزعجون"
وهو أشار إلى ما حصل في السبعينات مع النجاح اللافت لفيلم "ستار وورز".
وأكد نونان "لم يجرؤ أحد على وصف هذه الأفلام الناجحة بأنها غير سينمائية" .
ورأى بوب إيغر رئيس مجموعة "ديزني" أكبر شركة ترفيه في العالم التي اشترت "مارفل" في 2009 ان تصريحات سكورسيزي "لا تحترم كل الأشخاص الذين عملوا على هذه. لا يمكن لشخص شاهد أفلام مارفل أن يقول ذلك بكل صراحة".
وقالت الممثلة ناتالي بورتمان التي مثلت في سلسلة "ثور" من انتاج "مارفل"، "ليست هناك طريقة واحدة لانجاز الفن".
هذه الردود المعتدلة يقابلها سخط فعلي من آلاف من عشاق أفلام "مارفل" الذين احتلوا مواقع التواصل الاجتماعي دفاعا عن أبطالهم الخارقين المفضلين حاملين بقوة على مارتن سكورسيزي وواصفين إياه بالمتعجرف والنخبوي.
وقال جين ديل فيكيو الاستاذ في جامعة كاليفورنيا الجنوبية "إنها ردة فعل سطحية من الحرس القديم في هوليوود" معتبرا أن "السينمائيين الحاليين غيروا الفن".
ورأى ديل فيكيو أن أذواق المشاهدين توسعت وتنوعت لتشمل أنواعا مثل الخيال العلمي وأفلام الخيال في حين تقوقع قدامى هوليوود على أنفسهم.
وأوضح "فنانو الطراز القديم لا يقبلون بهذه الأنواع الجديدة لانهم معتادون على تعريف للفن مقيد أكثر".