هل تخضع هرات لتفاهمات بين طالبان وإيران؟

الخارجية الايرانية تحث حركة طالبان على ضمان سلامة دبلوماسييها والعاملين بقنصليتها في مدينة هرات بغرب أفغانستان بعد أن سيطرت عليها الحركة المتمردة.
ايران لديها علاقات مع اقلية الهزارة الشيعية وشكلت ميليشيات لمساعدة الحرس الثوري في الحرب السورية
طالبان لا تريد حاليا تصعيد العداء مع دول الجوار بما فيها ايران
طالبان تحتجز قائدا كبيرا في هرات بغرب أفغانستان

كابول - حثت وزارة الخارجية في إيران اليوم الجمعة حركة طالبان على ضمان سلامة دبلوماسييها والعاملين بقنصليتها في مدينة هرات بغرب أفغانستان والتي قالت الحركة إنها سيطرت عليها.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده على تويتر "مع هيمنة طالبان على مدينة هرات، لفتنا نظرهم بقوة إلى ضمان سلامة وصحة الدبلوماسيين التامة وكذلك المنشآت الدبلوماسية".
وفي وقت سابق كتب رسول موسوي، المسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية، على تويتر "دبلوماسيونا وكذلك دبلوماسيو الدول الثلاث الأخرى التي لها تمثيل في هرات في أمان وصحة ممتازة وليست لديهم مخاوف". وقال موسوي، المدير العام لشؤون غرب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، في تغريدة سابقة "سيطرت قوات الإمارة الإسلامية (طالبان) على إدارة هرات. القنصل العام والدبلوماسيون وموظفو القنصلية... ما زالوا داخل المبنى".
وكتب يقول "قوات الأمن تلتزم بضمان الأمن الكامل للقنصلية العامة ودبلوماسييها والعاملين فيها".

وقال عضو مجلس محلي إن مقاتلي طالبان احتجزوا محمد إسماعيل خان، القائد المعروف لجماعة مسلحة.
وقال غلام حبيب هاشمي عضو المجلس المحلي إنه تم تسليم خان، الذي كان يقود المقاتلين ضد طالبان في الأسابيع الماضية، مع حاكم الإقليم ومسؤولي أمن بموجب اتفاق.
وأضاف "وافقت طالبان على عدم توجيه أي تهديد إلى مسؤولي الحكومة الذين يستسلمون أو إلحاق ضرر بهم".
وخان هو أحد أبرز قادة الحرب في أفغانستان ومعروف باسم أسد هرات، وحارب المحتلين السوفييت في الثمانينيات. كما كان عضوا مهما في التحالف الشمالي الذي أطاحت قواته بدعم أميركي بطالبان في 2001.
وأكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان اعتقال خان.
وتوجد في هرات أقلية شيعية من الهزارة وهي موالية بشكل كبير لإيران وشكلت مجموعة من الميليشيات قاتلت طالبان في بداية الغزو الأميركي حيث لعبت طهران دورا معروفا في تلك الأحداث.
وقامت ايران بتجنيد مقاتلين شيعة من أقلية الهزارة وكثير منهم ينحدر من ولاية هرات من اجل القتال في سوريا ضد التنظيمات الجهادية وبرز اسم "لواء فاطميون" في تلك الصراعات المسلحة.
وكان وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف صرح قال في تصريحات سابقة إن "عدد المقاتلين في صفوف الميليشيات الأفغانية المتعاونة مع الحرس الثوري لا يتجاوز 5 آلاف مقاتل، وهم جزء من مجهود مكافحة الإرهاب، ومستعدون للتعاون مع الحكومة الأفغانية".
في المقابل اتهمت إيران بلعب دور في تسليح طالبان لمواجهة القوات الأميركية في اطار تصفية الحسابات بين طهران وواشنطن كما أبدت الحكومة الإيرانية استعدادها لاستقبال جولات حوار بين الحركة المتمردة والحكومة الأفغانية.
ومع تقدم حركة طالبان السنية المتشددة لا تخفي ايران مخاوفها من عودة القمع الذي عانت منه الأقليات الشيعية المتحالفة مع السياسات الإيرانية لذلك فانه من المتوقع ان تعمد الحكومة الإيرانية للحصول على تطمينات من الحركة المتمردة.
وربما ستخضع هرات لتفاهمات معينة بين طالبان وإيران خاصة وان الحركة الأفغانية لا تريد حاليا توتير الأجواء مع دول الجوار في خضم استعادتها لعدد كبير من الولايات في مواجهة الجيش الأفغاني.