هل تدوم المناعة المكتسبة من الإصابة بكورونا؟

خبراء في علم الأوبئة يجدون أن معدّل المناعة لدى السكان، في حال قيس على أساس وجود الأجسام المضادة قد لا يعطي نتيجة دقيقة في كل أنحاء العالم، إذ يكون فعلياً أعلى.
ملايين الاصابات ولم نسمع إطلاقاً عن أي حالة أصيب فيها شخص بالمرض مجدداً

باريس - يقول خبراء في علم الأوبئة إن معدّل المناعة لدى السكان، في حال قيس على أساس وجود الأجسام المضادة (الانتشار المَصلي)، قد لا يعطي نتيجة دقيقة في كل أنحاء العالم، إذ يكون فعلياً أعلى.
يوضح أستاذ طبّ الطوارئ في مستشفى "بيتييه سالبيتريير" في باريس يوناتان فروند أنه "إذا كانت لدينا أجسام مضادة مبطلة للمفعول، تكون لدينا مناعة. إنه الأساس. ولكن يجب ألا نعتبر أن لا شيء آخر موجوداً".
ويلاحظ الاختصاصي الألماني في علم المناعة أندرياس تييل أن "الاختبارات بالأجسام المضادة لا تعطي الحقيقة كاملة، بل تعطيها لفترة معينة فحسب".
وقد أظهرت دراسات بالفعل أن معدل الأجسام المضادة يمكن أن ينخفض سريعاً، في غضون أسابيع، لدى المرضى المصابين بكوفيد-19.
ويعلّق فروند "قد يعني ذلك أمرين: الأول، وهو كارثي، مفاده أن المناعة لا تدوم في كوفيد-19. ولكن لا أعتقد أن هذا الأمر صحيح، فمن 18 مليون حالة، لم نسمع إطلاقاً عن أي حالة أصيب فيها شخص بالمرض مجدداً".

من الممكن أن يكون ثمة أشخاص يتمتعون بالمناعة، ولو لم يظهر ذلك في اختبارات الأجسام المضادة

وأضاف "أما الأمر الثاني، فهو أن من الممكن أن يكون ثمة أشخاص يتمتعون بالمناعة، ولو لم يظهر ذلك في اختبارات الأجسام المضادة".
وبالتالي، فإن معدّل المناعة لدى السكان، قد لا يعطي نتيجة دقيقة في كل أنحاء العالم، إذ يكون فعلياً أعلى.
ويشير البروفسور فروند إلى أن "الدراسات المتعلقة بالانتشار المصلي تعطي أرقاماً تراوح بين 15 و20 في المئة في مناطق تشهد تفشياً واسعاً للفيروس. ولكن يمكن أن تكون معدلات الانتشار المصلي أعلى بكثير، وأن تكون هذه المناطق وصلت إلى درجة مناعة كافية كي لا تحصل فيها كارثة" بعد اليوم.
ويجد الخبراء الالمان أن "فهم أثر وجود الخلايا اللمفاوية التائية لدى السكان على الإصابة بسارس-كوف-2 مهم جداً لإدارة الجائحة".
وعلى الرغم من هذه الآراء والدراسات إلا أن العلماء يقرّون بأن الأمر لا يعدو كونه فرضية حتى اليوم.
 ويعتقد فروند أن "الأمر لا يزال موضع جدل. إنها مجرّد فرضيات والجميع يمشي على بيض".