هل تراجعت المتسلقة الإيرانية عن موقفها من الحجاب إثر تهديدات؟
دبي - بعد أن أثارت جدلا بخوضها مسابقة دولية دون حجاب، واختفت لمدة 48 ساعة في سيؤول، عادت المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي، إلى بلادها وحظيت باستقبال من مناصرين لموقفها.
وتجتاح إيران احتجاجات أشعلت شرارتها وفاة الشابة مهسا أميني إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها لعدم ارتدائها الحجاب.
وكررت ركابي تصريحاتها لوسائل إعلام رسمية بأنها لم تتعمد أن تكون دون الحجاب خلال المسابقة، فيما فسّر مراقبون هذا التبرير بتعرّض الرياضية الإيرانية بتهديدات طالت أسرتها، وهو ما لم يستبعده ناشطون إيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت لقطات ركابي (33 عاما) وهي تتسلق جدارا دون حجابها خلال منافسات في كوريا الجنوبية ممثلة لإيران.
وتوفيت أميني الشهر الماضي إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب "ملابسها غير المناسبة"، ما أثار احتجاجات على مستوى البلاد خلعت خلالها نساء حجابهن قبل حرقه.
وتطورت الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني إلى واحدة من أجرأ حركات التحدي للحكومة في الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، على الرغم من أن تلك المظاهرات لا تبدو على وشك الإطاحة بالنظام.
وفي تصريحات أدلت بها للتلفزيون الرسمي لدى وصولها إلى طهران، قالت ركابي إنها عادت وهي "بصحة جيدة"، واعتذرت "للشعب الإيراني عما سببته من توتر وقلق" وتحدثت وشعرها مغطى بقبعة رياضية وقلنسوة.
وأضافت "المعاناة التي لاقيتها بسبب ارتداء حذائي وتجهيز معداتي أنساني ارتداء الحجاب المناسب كما يجب، وتوجهت إلى الجدار وتسلقت".
وهلل حشد من الداعمين لموقفها وصفقوا وصوروا المشهد على هواتفهم المحمولة لدى وصولها للمطار وخروجها منه واستقلالها سيارة حسبما ظهر في لقطات متداولة على تويتر.
وقالت ركابي في بيان نشرته على حسابها على إنستغرام أمس الثلاثاء إن سبب خوضها المنافسة دون حجاب هو سوء ترتيب للمسابقات موضحة أنها استدعيت للتسلق في موعد لم تتوقعه.
وفي تعليقات نقلها التلفزيون، نفت ركابي، التي احتلت المركز الرابع في المسابقة، أنها ظلت 48 ساعة لا يمكن التواصل معها، وقالت إن الفريق عاد إلى إيران في الموقع المقرر، وإن ليس لديها نية لترك الفريق الوطني.
وكانت الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قد قالت أمس الثلاثاء إن أصدقاء ركابي لم يتمكنوا من التواصل معها وإن هناك مخاوف على سلامتها. ونفت سفارة إيران في كوريا الجنوبية في حسابها على تويتر التقارير التي ترددت عن اختفائها بعد المنافسات.
وأظهر بث تدفقي نشره الاتحاد الدولي لرياضة التسلق أن ركابي ظهرت في المنافسة الأولى ورأسها مغطى بمنديل مشدود الى الوراء، ولكن في المنافسة التالية لتسلق جدار مرتفع بواسطة حبل، اكتفت بلفّ رأسها بعصبة تظهر كل شعرها المربوط الى الوراء، وهو ما رجّح فرضية انشقاقها عن النظام الإيراني.
وأتى ذلك بينما تشهد إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر، احتجاجات على خلفية وفاة أميني (22 عاما)، تخللها قيام العديد من النساء المشاركات بخلع حجابهن في الشوارع ومؤسسات تعليمية.
وخلال التظاهرات الأخيرة، عبّر العديد من الرياضيين والرياضيات عن تأييدهم لمطالب النساء، وطالت بعضهم إجراءات اعتقال.