هل ناسا غير مستعدة لتغيير إرث فضائي يهيمن عليه الذكور؟

ناسا تدافع عن قرارها إلغاء خروج فريق نسائي بالكامل إلى الفضاء، وناشطات يعتبرن أنها في العادة تحضر بعناية التفاصيل الدقيقة لرحلاتها.
ترامب ينوي إنعاش وكالة الفضاء الأميركية
إدارة ترامب تسرع عودة الرواد إلى القمر

واشنطن – واصلت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الأربعاء الدفاع عن قرارها إلغاء خروج فريق مؤلف من النساء فقط إلى الفضاء بسبب نقص في البزات، مؤكدة عدم وجود تحيّز جنسي.
وقالت ناسا إن الخروج من محطة الفضاء الدولية الجمعة ستنفّذه كريستينا كوك ونيك هيغ بدلا من كوك وآن ماكلين، وهما رائدتان موجودتان في المحطة حاليا مع أربعة رواد هم أميركيان وروسي وكندي.
ولم تكن إلا بزة فضائية واحدة متوافرة بالحجم المتوسط جاهزة للاستخدام في المحطة والرائدتان في حاجة إلى ذلك الحجم، وكانت ماكلين أكدت أن الحجم المتوسط ناسبها أكثر من الحجم الكبير بعد خروجها إلى الفضاء في 22 آذار/مارس.
ولو أن كوك وماكلين خرجتا معا إلى الفضاء، كانت هذه المرة الأولى التي يكون فيها طاقم الرواد مؤلفا من نساء بالكامل.
فحتى الآن، نفّذت فرق مؤلفة من ذكور أو مختلطة من ذكور وإناث مهمات خارج المحطة منذ انطلاق عمل محطة الفضاء الدولية في العام 1998.

سلامة الطاقم وتنفيذ المهمة من الأولويات 

وأثار هذا الأمر ردود فعل من محبي الفضاء وناشطات نسويات رأوا فيه عدم استعداد ناسا لتغيير إرث فضائي استمر لعقود كان الرجال يهيمنون عليه، خصوصا أن الوكالة تحضر بعناية التفاصيل الدقيقة لرحلاتها وهي تحضر رحلة جديدة إلى القمر بحلول العام 2024.
وغّردت هيلاري كلينتون على تويتر، "اعطونا حجة أخرى". وقالت جولي كوهين مخرجة فيلم "آر بي جي"، "تستطيعون إرسال رجل إلى القمر لكن لا تستطيعون جمع بزتين فضائيتين لرائدتين؟".
وقالت الناطقة باسم ناسا براندي دين "12 ساعة إضافية كانت ستجبرنا على تأجيل موعد الخروج إلى الفضاء، الأمر الذي كان سيكون صعبا بسبب الجدول الزمني للمحطة، وموعد وصول مركبات شحن".
وكتبت على تويتر،"هذا القرار اتخذ بطلب مني. يجب علينا ألا نقبل بالأخطار إذا كان يمكن تجنبها. سلامة الطاقم وتنفيذ المهمة من الأولويات".
واعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها بصدد تسريع الخطط لعودة الرواد الأميركيين إلى القمر ليصبح الموعد العام 2024 بدلا من 2028.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في كلمة ألقاها في هانتسفيل في ولاية الاباما "تقوم سياسة هذه الإدارة والولايات المتحدة على عودة الرواد الأميركيين إلى القمر خلال السنوات الخمس المقبلة". 
وتلقب هانتسفيل بـ"مدينة الصواريخ" إذ تصنع فيها الصواريخ الفضائية منذ الستينات.
وأكد بنس "دعوني أكون واضحا: ستكون أول امرأة والرجل المقبل على القمر رائدين أميركيين ينقلهما صاروخ أميركي من الأرض الأميركية".
وكان من المقرر إرسال أول رحلة مأهولة إلى الفضاء منذ مهمة أبولو الأخيرة في 1972، في العام 2028.
إلا أن البرنامج واجه عمليات تأخير في تطوير صاروخ ثقيل جديد لمهمات القمر.
ومنذ الأشهر الأولى لتوليه الرئاسة أعرب ترامب بوضوح عن نيته إنعاش وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تعاني منذ العام 2011 بسبب سحب المكوكات الفضائية الأميركية من الخدمة.
وكان ترامب حدد في العام 2017 هدف العودة إلى القمر معتبرا أنه خطوة أولى لاستكشاف البشر للمريخ.
ووضعت الناسا بعد ذلك برنامجا زمنيا لتسيير مهمة مأهولة إلى القمر في العام 2028.