هل يحاول الطبوبي استنساخ تجربة الرباعي التونسي للحوار؟

الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي يؤكد أن "البلاد تغرق ولا مجال إلا للقاء حول طاولة الحوار".
الطبوبي يؤكد أن البلاد تعاني من انسداد الأفق لأكثر من 12 عاما
انطلاق العد التنازلي لطرح المبادرة على الرئيس سعيد
اتحاد أرباب العمل يغيب عن مبادرة الطبوبي

تونس - انضمت ثلاث منظمات تونسية هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة المحامين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، إلى المبادرة التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل ويستعد لعرضها على الرئيس قيس سعيد ضمن جهود يقودها في خضم أزمة سياسية مستعصية ومعركة لي أذرع بين الاتحاد والحكومة حول برنامج تمويلي بنحو 1.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي شروط تراها المنظمة العمالية قاسية وتثقل كاهل المواطن، بينما كان لافتا أن الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة (أرباب العمل) الذي كان شريكا في رباعي الحوار التونسي في 2013، لم يلتحق بالمنظمات سالفة الذكر فيما يبدو أنه لم ينخرط في مبادرة اتحاد الشغل.

ويسعى اتحاد الشغل إلى استنساخ التجربة السابقة للرباعي التونسي للحوار الذي كان له دور مفصلي في العام 2013 لحلّ أزمة سياسية حادة في البلاد انتهت بتشكيل حكومة تكنوقراط آنذاك كانت مهمتها تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام 2014.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي في كلمة ألقاها اليوم الجمعة إلى جانب ممثلين عن كل من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وهيئة المحامين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالعاصمة تونس إن "البلاد تعاني من انسداد الأفق لأكثر من 12 عاما ونحن نتبادل الاتهامات والبلاد تغرق"، مضيفا "لا مجال إلا للقاء حول طاولة الحوار".

وتابع "ننظم المبادرة الوطنية للإنقاذ الوطني للتشاور من أجل صياغة برنامج متكامل وعقلاني حول كيفية إنقاذ البلاد ونحن في اللحظات الأخيرة للإنقاذ".

وينتظر أن تتفرع عن هذه المبادرة ثلاث لجان تضم خبراء في مجالات القانون الدستوري والاقتصاد والشؤون الاجتماعية وستعمل على تقديم مقترحات شاملة وحلول تعرض لاحقا على الحكومة وعلى الرئيس سعيّد.

وكان الطبوبي قد لوّح في خطاب ألقاه خلال الأسبوع الماضي بأن اتحاد الشغل لن يقف مكتوف الأيدي في حال رفض الرئيس سعيد المبادرة قائلا "لكل حادث حديث"، موجها نداء إلى السياسيين بأن "تونس تنادينا جميعا ويجب أن نتجاوز الأحقاد"، مؤكدا "أنه لا يمكن البناء بقرار فردي".

وأقر بأن اتحاد الشغل يخوض معركة سياسية في إطار ما أسماه "مساعيه الرامية إلى فتح طريق جديد يعيد البلاد إلى سكة البناء الديمقراطي والمؤسساتي ويضعها مجددا على طريق التنمية والعمل والبناء بعيدا عن كل مظاهر الاستبداد أو العودة إلى الحالة التي كانت عليها البلاد قبل 25 يوليو/تموز 2021".

وحذر من ردود الفعل الشعبية إزاء تدهور الأوضاع، في مؤشر على أن المنظمة النقابية ستلجأ إلى استغلال ورقة الشارع في حال تطور خلافها مع السلطة السياسية القائمة إلى صدام.

لكن الرئيس قيس سعيد رد على رسائل التهديد التي وجهها الطبوبي بتصريحات حذر من خلالها من مغبة استغلال أزمات البلاد لتأجيج الأوضاع والتحريض على مؤسسات الدولة، مشددا على أنه سيتم التصدي لكافة هذه المحاولات.

وتنظم الأحد الدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية وسط توقعات بنسبة إقبال ضعيفة مع مقاطعة أحزاب المعارضة السياسية لها والتجاء بعضها إلى جهات خارجية مطالبة بعدم الاعتراف بنتائجها على غرار الحزب الدستوري الحر الذي دعا مؤخرا منظمة الأمم المتحدة إلى عدم تزكية الانتخابات التشريعية ووصفها بـ"غير الشرعية".

وفشلت أحزاب المعارضة في كسب رهانها على تجييش الشارع التونسي ضد سعيّد رغم استغلالها للأزمة الاقتصادية وفقدان بعض المواد أساسية وعزوف الناخبين عن المشاركة في الدور الأول للانتخابات التشريعية، إذ اصطدمت بقناعة شعبية مفادها أنها تتحرك من أجل تحقيق أهدافها السياسية واستعادة السلطة مجددا.

ويرى العديد من التونسيين أن الأحزاب المعارضة لمسار 25 يوليو/تموز استوفت فرصتها خلال عشر سنوات كاملة محملينها مسؤولية الأزمات المتراكمة التي تعيشها البلاد.

ورغم ضبابية الوضع واحتدام الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية فإن العديد من التونسيين لا يرون بديلا عن الرئيس سعيّد خاصة بعد أن نجحت أحزاب العشرية الماضية في ترذيل العمل السياسي والعبث بمؤسسات الدولة.