هل يدفع هجوم حوارة لعملية عسكرية إسرائيلية جديدة بالضفة الغربية

سموتريتش يؤكد أن الحكومة ستعمل على تكثيف البناء داخل المستوطنات بالضفة الغربية، فيما يحذر خالد مشعل من مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن.

القدس – ينبئ التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعودة التوتر في الضفة الغربية المحتلة، فقد دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الجيش إلى تنفيذ عملية عسكرية جديدة في الضفة الغربية لاستعادة الردع والأمن، تزامنا مع بحث عن منفذي عملية حوارة التي أودت بحياة إسرائيليين اثنين.

وقال سموتريتش في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس "يجب أن يكون في الوقت الذي يستمر فيه العمل على تعزيز البنية التحتية والاستيطان في المنطقة. في إشارة إلى الضفة الغربية.

وأضاف أن الحكومة ستعمل على تكثيف البناء داخل المستوطنات بالضفة الغربية.

وجاء هذه التصريحات عقب عملية إطلاق نار وقعت في وقت سابق السبت، في بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، أدت إلى مقتل إسرائيليين اثنين، أدانها سموتريتش.

وقتل إسرائيليان، هما أب وابنه في مغسل سيارات في بلدة حوارة جنوبي نابلس. وما زالت القوات الإسرائيلية تلاحق القاتل.

وأغلقت القوات الإسرائيلية مداخل قرية حوارة، وشنت عمليات دهم وأجرت تمشيط في قرى عدّة من بينها عقربا وبيتا القريبتان من نابلس وفق ما أكّدته مصادر فلسطينية.

 وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنّ مدنيا إسرائيلياً أصيب بجروح في الضفّة الغربية المحتلّة إثر إطلاق جنوده النار على "مشتبه بهم ملثمين" تبيّن لاحقاً أنّهم مدنيّون إسرائيليون.

ووقعت الحادثة في مستوطنة "معاليه ليفونا" قرب مدينة نابلس في شمال الضفّة مع تواصل أعمال التمشيط.

وبحسب الجيش فإنّ جنوده رصدوا عدداً من "المشتبه بهم ملثمين" في المنطقة قرابة الساعة الثالثة من فجر الأحد. وأضاف الجيش في بيان إنّ جنوده "فتحوا النار وفق التعليمات المتّبعة ما أدّى إلى إصابة أحد المشتبه بهم"، مشيراً إلى اكتشافه لاحقاً أنّ الملثّمين هم "مواطنون إسرائيليون ملثّمون".

ولم يقدّم الجيش في بيانه مزيداً من التفاصيل، لكنّه نوّه إلى أنّ الحادثة قيد التحقيق.

ومن جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية "ننظر بخطورة بالغة لعودة شعار "محو حوارة" ونعتبره تحريضا لارتكاب مجازر إبادة بحق مواطنينا".

في هذا السياق، دعا رئيس حركة "حماس" في الخارج، خالد مشعل، مساء السبت، إلى مواجهة خطة الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية.

ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن مشعل قوله في كلمة مسجلة عبر الفيديوكونفرانس، خلال مهرجان الأقصى الـ 22 في محافظة الكرك الأردنية "حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعد الأشد تطرفا والأكثر إجراما في تاريخ الكيان، تستعجل حسم الصراع في الضفة والقدس المحتلة والمسجد الأقصى، ولهذا يقول الصهاينة إذا كان لكم يا فلسطينيين وطن فهو في الأردن، هذا ما قاله سموتريتش تحديدا في باريس، وهذه هي حقيقة العقلية الصهيونية".

وحذر رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، من أن "ما يجري ليس مجرد استيطان، بل المخطط هو تهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن".

وأضاف مشعل في المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "إنما الأقصى عقيدة"، أن "الاحتلال يريد أن يستهدف أمتنا جميعا، وفي القلب منها فلسطين والأردن، ومن ثم هم يريدون تفريغ الضفة من أهلها، وحسم المعركة على القدس وتهويدها والسيطرة السياسية والدينية على هذه المدينة العظيمة، وكذلك حسم المعركة على الأقصى".

وأشار خالد مشعل، إلى أنه "لم يعد المسجد الأقصى في خطر، بل هو، اليوم، في قلب هذا الخطر الذي يكاد يحدق به تدنيسا واقتحاما، وعلى بعد خطوات من الهدم".

وتساءل رئيس حركة حماس في الخارج، ماذا يبقى لنا إذا ضاعت الأرض والقدس والأقصى؟ هل ننتظر الندم أم نحن رجال المرحلة؟ بل نحن أمة الجهاد والمقاومة والاستشهاد، وهذه الأمة كانت دائما عند حسن الظن منذ فجر التاريخ.

وشدد مشعل، على أن "المقاومة الفلسطينية عند حسن الظن، وموضع الرهان في كل من قطاع غزة ومدن الضفة الغربية، وأراضي الـ 48"، مشيرا إلى أن "الشعب الفلسطيني على العهد، بدعوى أن هذه معركة شرف ودين وعروبة وإسلام ومصير". ومنذ شهور، تشهد الضفة الغربية حالة تصعيد شديد جراء اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية.

وتحتلّ إسرائيل الضفّة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.

ويعيش في الضفة الغربية ما عدا القدس الشرقية نحو 490 ألف مستوطن في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي ومقامة على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم 3 ملايين نسمة.

وتقع حوارة جنوب مدينة نابلس وقد شهدت خلال الأشهر الأخيرة توتراً بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعداً في وتيرة أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وشمل هذا التصعيد عمليات عسكرية إسرائيلية متكرّرة ضدّ أهداف فلسطينية وتنفيذ فلسطينيين هجمات ضدّ إسرائيليين.

وتركّز التصعيد في شمال الضفة الغربية في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعتبران معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلّحة.

وأسفرت أعمال العنف بين الجانبين منذ بدء العام الحالي عن مقتل ما لا يقلّ عن 218 فلسطينيًا ونحو 30 إسرائيليًا وأوكرانية وإيطالي، وفقًا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.

وبين القتلى الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقصّر، وفي الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.