هل يرضخ الجيش السوداني لضغوط واشنطن بعد تصاعد الاحتجاجات؟
الخرطوم - بحث نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الأربعاء مع مسؤولة أميركية، ضرورة استكمال ترتيبات الانتقال الديمقراطي في بلاده، وصولا إلى الانتخابات.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه حميدتي، من مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي فيي، وفق بيان لمجلس السيادة.
وقال المجلس إن الاتصال الهاتفي "أكد فيه الجانبان ضرورة استكمال ترتيبات الانتقال الديمقراطي في البلاد، وصولا إلى انتخابات بنهاية الفترة الانتقالية".
وقدم حميدتي، شرحا مفصلا لمساعدة وزير الخارجية الأميركي حول الأوضاع السياسية في البلاد، وفق المصدر ذاته.
وتابع البيان، أن "المخرج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد يكمن في ابتداء حوار شامل يفضي إلى توافق وطني يشمل جميع السودانيين".
بدورها، أكدت مولي، حرص واشنطن على التعاون والتنسيق مع حكومة السودان "من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي".
وأشارت إلى أنها تدعم قيام حوار سوداني سوداني لتجاوز الأزمة الراهنة، معلنة استعداد بلادها والمجتمع الدولي كافة لـ "تقديم كل ما من شأنه مساعدة السودانيين لتحقيق الاستقرار والتحول الديمقراطي".
ودعت مولي، إلى الاستفادة من بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس" كوسيط لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.
وتضغط الولايات المتحدة الاميركية بشكل قوي من اجل ضمان استمرار العملية السياسية في السودان والحفاظ على الديمقراطية في وقت ينتظر فيه المحتجون السودانيون رضوخ مجلس السيادة لدعوات الحفاظ على الديمقراطية.
ويتي الاتصال بين حمدوك ومولي بعد ان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء إنه يجب أن يكون هناك انتقال يقوده مدنيون في السودان وسط احتجاجات في البلاد في أعقاب انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية بعد مباحثات أجراها القائم بأعمال السفارة الأميركية في السودان براين شوكان مع البرهان. وقال الأخير لضيفه إن "أبواب الحوار ستظل مفتوحة مع جميع القوى السياسية وشباب الثورة".
وأضاف بحسب البيان أن ذلك "من أجل التوافق على استكمال هياكل الفترة الانتقالية، والسير في طريق التحول الديمقراطي وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة".
وذكرت شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الثلاثاء الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود ضخمة تجمعت احتجاجا على الحكم العسكري ومقتل محتجين في الآونة الأخيرة في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم والمدن المجاورة.
والثلاثاء، حث الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (النرويج والولايات المتحدة والمملكة المتحدة)، بشدة السودانيين على الالتزام بحوار فوري بقيادة سودانية ودعم دولي لمعالجة قضايا الفترة الانتقالية".
ويأتي موقف الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة، استعدادها لتسهيل حوار شامل يؤدي إلى حل الأزمة السياسية بالبلاد، وفق بيان لرئيس "يونيتامس"، فولكر بيرتس.
وأعلن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الأحد، استقالته من منصبه على خلفية الأزمة السياسية بالبلاد، قائلا: "قررت تقديم استقالتي لأفسح المجال وأرد الأمانة للشعب السوداني".
وجاءت استقالة حمدوك، عقب ساعات قليلة من احتجاجات شهدتها الخرطوم قتل خلالها 3 أشخاص وجرح 108 آخرون بحسب لجنة "أطباء السودان" (غير حكومية).
ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.