هل ينجح المغرب في تحقيق الانسجام بين الفرقاء الليبيين؟

المغرب يقود جهود حل الأزمة الليبية وتحقيق التوافق لتوحيد مؤسسات ليبيا وتشكيل حكومة كفاءات وتتويج مقررات لقاء بوزنيقة الأول.
أطراف الصراع الليبي تستأنف الحوار بالمغرب
قرار استقالة السراج المرتقبة يفتح الطريق أمام احتمال توافق الفرقاء الليبيين
لجنة 5 زائد 5 تبحث تشكيل قوة مشتركة لوقف النار وتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا

الرباط - يشهد منتجع بوزنيقة المغربي جنوب الرباط، غدا الثلاثاء الجولة الثانية من الحوار الليبي بمشاركة ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ومجلس النواب (برلمان طبرق)، وسط جهودي مغربية لتحقيق الانسجام بين الأطراف المتصارعة في ليبيا وتوحيدها وإفشال المخطط التركي لتوسيع النفوذ والاستثمار في الفوضى لضمان بقاء دائم في البلد الغني بالثروات.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الاثنين عن مصادر مطلعة في الرباط القول، إن الجولة الثانية تأجلت من أمس إلى الغد جراء تضارب في أجندة طرفي الأزمة.

ويعقد لقاء بوزنيقة الثاني وسط ترويج تسريبات مفادها أن هناك تباينا داخل مؤسسات الدولة المغربية حول تدبير ملف الأزمة الليبية، ما اعتبرته مصادر مغربية "تشويشاً خارجياً يسعى إلى إفشال الدور المغربي في حل الأزمة الليبية". وأكدت المصادر أن المغرب يدير الملف الليبي في توافق وانسجام تام وتشاور بين جميع مكونات الدولة.

ولفتت المصادر إلى أن الهدف من لقاء بوزنيقة الثاني هو تحقيق التوافق لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية في شرق البلاد وغربها، وتشكيل حكومة كفاءات وإعادة هيكلة المجلس الرئاسي، وتتويج ذلك بالتوقيع على ما جرى الاتفاق عليه في لقاء بوزنيقة الأول.

ويرى كثير من المراقبين أن قرار رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس فايز السراج، التخلي عن مهامه نهاية أكتوبر/تشرين أول المقبل، سهل المأمورية على الطرفين المتفاوضين.

لكن إعلان السراج تنحيه من رئاسة حكومة الوفاق أربك حسابات الرئيس التركي رجب اردوغان الذي غبر عن انزعاجه من قرار حليفه في طرابلس.

وكان أردوغان يراهن على السراج لتمرير مخططه الرامي إلى ترسيخ أقدامه في ليبيا والهيمنة على المنافذ البحرية الإستراتيجية وإعادة تنشيط الاستثمارات التركية في قطاعات الطاقة والكهرباء إضافة إلى عقود إعادة الاعمار وودائع حكومة الوفاق في بنك تركيا المركزي كمكافأة على ما قدمه من دعم عسكري لها لكبح هجوم شنه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

في غضون ذلك يعقد في مدينة الغردقة المصرية المطلة على ساحل البحر الأحمر اليوم اجتماع أمني ليبي ضمن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لليبيا والمعروفة باسم 5 زائد 5 والمنبثقة عن اجتماع ومخرجات برلين لبحث بعض الملفات الأمنية والعسكرية.

ونقل موقع 'العربية نت' عن مصدر مصري مسؤول أن الاجتماع سيعقد برعاية مباشرة من الأمم المتحدة ويبحث تشكيل قوة مشتركة لوقف النار في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية.

وتعقد الجولة الثانية من الحوار الليبي في المغرب وسط آمال ضعيفة لوقف الحرب في ليبيا في ظل التدخلات الأجنبية وبالنظر إلى تاريخ قاتم من الاتفاقيات الليبية التي سرعان ما تبخرت في ظل وجود أرضية هشة لاحتضان الاستقرار.

والمشهد في ليبيا معقد في ظل تداخل الأطراف الخارجية، لا سيما التدخل العسكري التركي المستمر والذي أجج فعلا الصراع بين الفرقاء الليبيين ووضع البلاد الغارقة في الفوضى منذ سنوات أمام سيناريو حرب طويلة الأمد، خاصة وأن تحركات أنقرة متناقضة مع أغلب الجهود الدولية لإرساء السلام بالأراضي الليبية.

فبعد مرور نحو عشرة أشهر على توقيع الاتفاق الأمني والعسكري بين رئيس حكومة الوفاق بطرابلس فايز السراج والرئيس التركي رجب أردوغان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لم تتوقف عمليات نقل المقاتلين الأتراك والمرتزقة السوريين إلى ليبيا بأعداد بلغت حتى الآن أكثر من 17 ألف مرتزق، على الرغم من المناشدات الدولية لدعم التهدئة وتعهدات تركيا بذلك في مؤتمر برلين قبل أشهر.

وما يزيد الوضع تعقيدا فضلا عن التدخل التركي، هو تاريخ الاتفاقيات المبرمة مرار في السنوات الماضية والتي لم تصمد بين الأطراف المتنازعة، وهو ما يعكس آمالا متواضعة بالتوصل لحل سياسي وسلمي عقب الحوار المستمر بالمغرب.