هيئة مراقبة البث التلفزيوني صوت الجماعات الدينية في تركيا

هيئة البث تفرض عقوبات على العروض بسبب ما تصفه بانتهاكات للقيم الأخلاقية لتركيا أو بناء الأُسرة أو غير ذلك من المسائل التي تعتبرها غير أخلاقية.

انقرة - فرضت هيئة مراقبة البث التلفزيوني التركية (آرتوك) الخميس حظرا لمدة أسبوعين على بث المسلسل التلفزيوني الشعبي الشهير "كيزيل جونجالار" البراعم الحمراء، بدعوى مخالفته "للقيم الوطنية والروحية للمجتمع"، بعد أن انتقدته الجماعات الدينية لتناوله الطوائف الإسلامية في البلاد.

وواجه مسلسل "كيزيل جونجالار"، الذي يسلط الضوء على الانقسام بين الشرائح الدينية والعلمانية في المجتمع التركي، برد فعل عنيف عقب بثه لأول مرة في 18 ديسمبر/ كانون الأول على الرغم من أن أول حلقتين منه تصدرتا قوائم التصنيف وحصدتا أكثر من 10 ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب.

وقال إلهان تاسكي، عضو مجلس هيئة المراقبة والذي يمثل المعارضة الرئيسية فيها على منصة إكس إن الهيئة التنظيمية فرضت أيضا غرامة إدارية بنسبة ثلاثة بالمئة على قناة فوكس.تي.في المملوكة لوحدة مجموعة شبكات فوكس التابعة لشركة والت ديزني.

وعادة ما تفرض آرتوك عقوبات على العروض بسبب ما تصفه بانتهاكات للقيم الأخلاقية لتركيا أو بناء الأُسرة أو غير ذلك من المسائل التي تعتبرها غير أخلاقية وتحديدا حقوق مجتمع الميم. وينتقدها ناشطون وأحزاب معارضة لتقييدها سقف الحريات.

وقال منتج المسلسل فاروق تورجوت، إن المسلسل يعكس الواقع الاجتماعي لتركيا ويصور الصراع بين الشرائح العلمانية والدينية في المجتمع. ونقلت صحيفة "حريت" اليومية عن تورجوت قوله "أحاول أن أعكس في مرآة واقع المجتمع التركي. يجب مناقشة الحقائق ولا يمكننا التقدم بتجاهلها. أعلنوا الحرب علينا، لكننا سنقاتل حتى النهاية".
وتتهم وسائل الإعلام الموالية للحكومة المسلسل بأنه معاد للإسلام مما أدى لإلغاء تصاريح خاصة بأماكن تصوير الحلقات القادمة.

وكتب أبو بكر شاهين رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على موقع إكس أن المشاهدين الغاضبين دعوا إلى إلغاء العرض وإن ملصقاته على اللوحات الإعلانية في إسطنبول تعرضت للتخريب بالطلاء الأسود.

مسلسل "كيزيل جونجالار"، الذي يسلط الضوء على الانقسام بين الشرائح الدينية والعلمانية في المجتمع التركي واجه رد فعل عنيف عقب بثه لأول مرة على الرغم من أن أول حلقتين منه تصدرتا قوائم التصنيف وحصدتا أكثر من 10 ملايين مشاهدة على يوتيوب.

وأثارت المشاهد الناقدة للمجتمعات الدينية عاصفة من المناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث واجه المسلسل دعوات لحظره من الطوائف والمنظمات الدينية المرتبطة بشكل وثيق بحزب العدالة والتنمية الحاكم. وتمثل مثل هذه المجتمعات الدينية نسبة كبيرة من القاعدة الشعبية للحزب، حيث يشغل أعضاؤها مناصب مهمة في الدولة.

وانتقد الصحفي والمؤلف التركي جان دوندار الذي يعيش في المنفى الذريعة التي استخدمتها آرتوك لمعاقبة المسلسل، قائلا في منشور ساخر "ذلك لأن القيم الوطنية للمجتمع تشمل إبقاء المرأة في المنزل واستخدام الطوائف الدينية لتحقيق مكاسب مالية... أليس كذلك يا هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية؟".

وكثيرا ما تواجه القنوات الإخبارية للمعارضة في تركيا قيودًا على بثها من خلال العقوبات التي يفرضها مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية، والذي يتم تعيين أعضاء مجلس إدارته بما يتناسب مع عدد المقاعد التي تشغلها الأحزاب السياسية في البرلمان، مما يعني أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يهيمن حاليًا على عليها.

وقد تلقت قناة "هالك.تي.في" التابعة للمعارضة غرامة إدارية بنسبة 3 بالمائة بسبب مزاعم بأنها قدمت أعمالاً إرهابية وقدمت مرتكبيها وضحاياها بطريقة يمكن أن تؤدي إلى نتائج تخدم أهداف الإرهاب.

بينما عوقبت محطة التلفزيون SZC بغرامة إدارية بنسبة 3 في المائة بدعوى عدم وجود "الحياد" بسبب تغطيتها لادعاءات تشير إلى حصول موظفي معهد الإحصاء التركي على مكافآت وترقيات مقابل التقليل من أرقام البطالة في تركيا. كما اتهمت أ قناة "تيلي" "بالتشهير بأفراد"، ومناقشة غسيل الأموال في أحد البرامج و"أثنت على المذنب" وتم تغريمها بنسبة 3 بالمائة عن كل انتهاك. كما تم فرض غرامات إدارية على قنوات أخرى.

وبعد الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016، أغلقت الحكومة التركية ما يقرب من 200 وسيلة إعلامية بسبب صلاتها المزعومة بالإرهاب أو تورطها المزعوم في الدعاية الإرهابية. وتضمنت حملة القمع التي أعقبت الانقلاب أيضًا احتجاز عشرات الصحفيين، مما جعل تركيا ثاني أسوأ سجان للصحفيين في العالم بعد الصين. وتحتل تركيا المرتبة 165 من بين 180 دولة في عام 2023 من مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود، وهي ليست بعيدة عن كوريا الشمالية، التي تحتل أسفل القائمة.