واشنطن تبقي على ورقة أكراد سوريا في مواجهة العناد التركي

تركيا تتهم الولايات المتحدة بالمماطلة في تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بمنبج السورية والقاضية بإخراج مسلحي الوحدات الكردية من المدينة وتسيير دوريات مشتركة أميركية تركية.

القوات الأميركية باقية في سوريا لمواجهة التمدد الإيراني
تجميد اتفاق منبج ينذر بتوتر جديد بين أنقرة وواشنطن
القوات التي يقودها الأكراد تسيطر على ربع سوريا تقريبا

أنقرة - اتهمت تركيا اليوم الأربعاء الولايات المتحدة بالمماطلة في تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بمدينة منبج السورية.

وقال إبراهيم  قالن  المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن واشنطن تماطل في تشكيل دوريات مشتركة مع تركيا في مدينة منبج بشمال سوريا وهو ما اتفقت عليه الدولتان، مضيفا أن أنقرة ترى التأجيل مشكلة متنامية.

وأضاف عقب اجتماع للحكومة أن خفض التصعيد في محافظة إدلب السورية تحقق إلى حد بعيد بعد اتفاق مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح حول المنطقة.

وشدد على وجوب تنفيذ خارطة الطريق حول منبج السورية في أقرب وقت ممكن.

وذكر أن ما وصفه بأسلوب المماطلة في ما يخص خارطة الطريق بدأ يصبح "مشكلة متنامية"، مؤكدا ضرورة تأمين عودة سكان منبج إلى مدينتهم بأقرب وقت.

وتوصلت واشنطن وأنقرة في يونيو/حزيران الماضي لاتفاق على "خارطة طريق" حول منبج السورية، تضمن إخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.

وينص الاتفاق على تشكيل مجلس محلي من أبناء منبج لإدارتها عقب خروج المقاتلين الأكراد السوريين من المدينة.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية والأجنحة السياسية والعسكرية الكردية في سوريا "تنظيمات ارهابية".

وأشار المتحدث باسم الرئيس التركي إلى أن بلاده وروسيا تواصلان التفاوض بشأن تنفيذ اتفاق ادلب حول المنطقة منزوعة السلاح، متحدثا عن إحراز تقدم في الجدول الزمني.

وقال إن الأسلحة الثقيلة للفصائل السورية المقاتلة ستُسحب لغاية 10 أكتوبر/تشرين الأول وأن العناصر المرتبطة بالإرهاب ستنسحب اعتبارا من 15 من الشهر ذاته، وهو إعلان يتناقض مع تأكيد فصائل معارضة تمسكها بأسلحتها الثقيلة وأيضا اعلان جماعات اسلامية متطرفة رفضها الانسحاب من ادلب.

وفي رده على سؤال حول إمكانية تنفيذ عملية شرقي الفرات من عدمه، أشار قالن إلى إمكانية اتخاذ بلاده أي لحظة خطوات ضد إرهابيين على الساحة السورية بما يضمن أمنها القومي.

ولفت إلى أن تركيا تنتظر من إدارة الولايات المتحدة إنهاء دعمها للفصائل الكردية السورية "في ظل عدم وجود ذريعة مكافحة داعش بعد الآن".

الوحدات الكردية شوكة في خاصرة تركيا
الوحدات الكردية شوكة في خاصرة تركيا

وقال "نعلم أن الولايات المتحدة عبر ذرائع أخرى تريد البقاء في سوريا بسياسة جديدة وتقييم سياسي جديد خاصة أنها ترغب بوجود عسكري لها هناك ضد إيران، لكن نرى بوضوح أن التوترات في المنطقة ستتصاعد في حال بقائها تحت تلك الذرائع".

وبشأن القمة الرباعية المزمع عقدها بين تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، قال إن زيارتي الرئيس اردوغان الأخيرتين إلى نيويورك وألمانيا شكلتا أرضية للقمة، مبينا أنهم يعملون حاليا على تحديد تاريخها.

وأشار إلى أن القمة ستبحث عددا من القضايا على رأسها سوريا واتفاق إدلب ومسألة الهجرة، مؤكدا أنهم يهدفون للخروج بنتائج ملموسة يكون لها إسهامات إيجابية للشعب السوري والمنطقة.

وجاءت تصريحات المتحدث باسم الرئاسة التركية بينما وافق البرلمان التركي اليوم الأربعاء على تمديد فترة تفويض الحكومة لعام واحد، لإجراء عمليات عسكرية في العراق وسوريا.

وقال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان عصمت يلماز خلال كلمة له في جلسة التصويت، إن "تركيا لن تسمح بتموضع التنظيمات الإرهابية على حدودنا الجنوبية وتدريبها واستهدافها لبلادنا عبر الاستفادة من الوضع السياسي المتزعزع في العراق وسوريا".

وأضاف أن عدم اتخاذ الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق، تدابير ضد منظمة حزب العمال الكردستاني يؤدي إلى استمرار التهديدات والهجمات الإرهابية ضد تركيا من شمالي العراق.

وشدد على أن تركيا لن تسمح بتشكيل "ممر إرهابي" خلف حدودها الجنوبية من أجل أمنها ومستقبل سوريا.