واشنطن تتحسب لردّ انتقامي يستهدف قواتها في شرق سوريا

مقتل خمسة مقاتلين من الأكراد في ضربة جوية بطائرة مسيرة استهدفت مركبة في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق.

دير الزور (سوريا) - يسود التوتر بين القوات الأميركية والجماعات المدعومة من إيران في شرق سوريا، مع توقعات برد إيراني على إسرائيل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو/تموز الماضي.

وتمتلك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الكردية السورية ضمن ائتلاف قوات سوريا الديمقراطية (المدعوم أميركيا) التي تشكل رأس الحربة في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتنتشر الجماعات المدعومة من إيران المساندة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في معظمها بمحافظة دير الزور شرقي البلاد.

وتشهد المنطقة تصعيدا خطيرا بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية مع اندلاع الاشتباكات وإعلان الأولى رغبتها بتحرير المنطقة.

وتستهدف طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مجموعة تابعة لما يعرف باسم "جيش العشائر" في بلدة ذيبان شرقي المدينة، بحسب ما ذكرت مواقع سورية محلية.

وترجح تقديرات محلية ودولية أن إيران هي من تقف وراء تأجيج المواجهات ضمن إستراتيجية تستثمر فيها ورقة العشائر للضغط على الولايات المتحدة التي تدعم قوات قسد، في محاولة لدفع واشنطن للخروج منها وأيضا لإبقاء أي رد أميركي في إطار محدود.

وتنفّذ قوات التحالف الدولي تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، في أكبر قاعدة أميركية داخل حقل العمر النفطي بريف دير الزور باستخدام الذخيرة الحية.

وأفادت مصادر محلية بأن القوات الأميركية نقلت مؤخرا عددا كبيرا من المقاتلين الأكراد والذخائر من قواعدها في الحسكة إلى قواعدها في دير الزور التي تضم وجودا قويا للجماعات المتطرفة، مشيرة إلى أنها اتخذت تدابير تحسبا لهجوم محتمل على قواعد روباريا ورميلان والشدادي في المنطقة، بالإضافة إلى حقل عمر النفطي وقواعد كونيكو وتنك شرق نهر الفرات.

كما نقل الجيش الأميركي إلى هذه القواعد، قافلة عسكرية مكونة من 70 آلية تضم شاحنات محملة بالذخائر وعربات قتالية من نوع همفي.

وعززت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة قواعدها في سوريا باستخدام نظام الرادار "سونتينال"، ونظام الدفاع الجوي "هيمارس" متوسط المدى والموجه وعالي الأداء، إضافة إلى مدافع "هاوتزر" متوسطة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي "أفنجير" قصيرة المدى.

وتراقب في الوقت الحالي المجموعات المدعومة من إيران، المنتشرة على الخط الغربي لنهر الفرات، عبر مسيراتها.

وقال مصدران أمنيان إن خمسة مقاتلين من الأكراد على الأقل قُتلوا في ضربة جوية بطائرة مسيرة استهدفت مركبة لمقاتلين في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق، أثناء تبديل مناوباتهم عند نقطة تفتيش.

وتنتشر التنظيمات الكردية بشكل كثيف جنوبي محافظة دمشق ومدن دير الزور والميادين والموحسن والبوكمال، فضلا عن خط الحدود مع العراق.

وتنتشر آلاف العناصر من فيلق القدس الإيراني ولواء فاطميون وكتائب الشهداء العراقية وحزب الله اللبناني على الحدود السورية العراقية، حيث تستخدم تلك القوات المدعومة إيرانيا الأنفاق والمخابئ تحت الأرض بشكل كبير لحماية نفسها من الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق المصادر ذاتها.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت كلا من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية في بيان قائلا "من يلحق بنا الأذى على نحو لم نشهده من قبل سنقصفه على الأرجح بطريقة لم تحدث في أي وقت مضى"، مضيفا أن إسرائيل لا تريد اندلاع حروب على جبهات أخرى لكن يتعين عليها أن تكون مستعدة.

وتحاول بعد تراجع قدرتها على الحركة بحرية جراء الهجمات السابقة التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة التمويه بارتداء زي الجيش العربي السوري النظامي.

كما ينتشر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في قاعدة الإمام علي التي بدأ بناؤها عام 2018 في البوكمال على الحدود مع العراق، حيث تعتبر من النقاط المحتمل أن تشهد اشتباكات مع القوات الأميركية.

ويوجد في القاعدة صواريخ "كاتيوشا" و"غراد" ومسيرات مسلحة وصواريخ "سكود" الروسية قصيرة المدى وصواريخ "فجر5" الإيرانية.