واشنطن تتعهد بمعاقبة مرتكبي الانتهاكات بحق المحتجين الايرانيين

الولايات المتحدة تحض المحتجين على فضح انتهاكات النظام عبر إرسال أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة السلطات على المتظاهرين.

واشنطن - حذرت واشنطن طهران من مغبة ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المحتجين السلميين الرافضين لقرار الرفع من سعر البنزين.
وفي هذا الإطار طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس في تغريدة على "تويتر" بالفارسية والإنكليزية المحتجين الإيرانيين بابلاغ الولايات المتحدة بأي صور ومعلومات أخرى توثق "عمليات قمع" الاحتجاجات من جانب الحكومة.
وتعهد وزير الخارجية الاميركي بمعاقبة مرتكبي "الانتهاكات. بحق المحتجين.
وكتب بومبيو في التغريدة: "طلبتُ من المحتجين الإيرانيين أن يرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة النظام على المتظاهرين". مؤكدا ان "الولايات المتحدة ستنشر هذه الانتهاكات وتعاقب مرتكبيها".

وليس بومبيو فقط من حذر السلطات الايرانية من مغبر ارتكاب جرائم بحق المحتجين فالرئيس دونالد ترامب اتهم الخميس الحكومة الإيرانية بقطع الإنترنت للتستر على ما يجري من "موت ومأساة" وسط موجة من الاحتجاجات التي عمت نحو مئة مدينة إيرانية خلال الأيام الماضية وأوقعت قتلى.
وكتب ترامب على تويتر "لقد أصبحت إيران غير مستقرة إلى درجة أن النظام أغلق شبكة الإنترنت لديهم بالكامل حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد. إنهم لا يريدون أي قدر من الشفافية، معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسببها النظام الإيراني!".
ورغم ان السلطات الايرانية بدات تعيد تدريجيا خدمة الانترنت بعد أن قال الحرس الثوري إن الوضع بات تحت السيطرة لكن ذلك لم يمنع من تداول مشاهد وصور حول الانتهاكات التي قامت بها الشرطة.
وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت أنها وثقت مقتل 106 محتجين على أيدي قوات الأمن وهو ما يجعلها أسوأ اضطرابات في إيران في عشر سنوات على الأقل وربما منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
واندلعت الاحتجاجات يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة على الأقل. وانطلقت في عدة بلدات في أقاليم مختلفة قبل أن تنتشر في نحو مئة مدينة وبلدة بالجمهورية الإسلامية وسرعان ما تحول المحتجون إلى مطالب سياسية منها تنحي كبار المسؤولين بالدولة.
وفي واشنطن قال صندوق النقد الدولي إنه يأسف على العنف وفقدان الأرواح خلال الاحتجاجات وإنه لم يناقش رفع أسعار البنزين مع إيران.
وقالت السلطات الإيرانية إن عددا من الأشخاص منهم أفراد من قوات الأمن والشرطة قتلوا في أعمال عنف في الشوارع ألقت باللوم فيها على "أعداء أجانب".

المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي
قادة ايران متمسكون برواية المؤامرة الخارجية ويصفون المتظاهرين بالاعداء

ونظرية المؤامرة دائما ما تتبناها السلطات الايرانية لتبرير العنف ضد المحتجين حيث كد المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية آية الله علي خامنئي الأربعاء أنه تم "دحر العدو" بعد أيام من التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف، على أثر زيادة أسعار الوقود.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون "دحرنا العدو خلال الأحداث الأمنية في الأيام الأخيرة"، مشيرا إلى أن ما حدث "خلال الأيام الاخيرة كان ممارسات أمنية وليست شعبية". وأكد "فرضنا التقهقر على العدو".
وفي تأييد رسمي للرواية التي طرحها خامنئي ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الرئيس حسن روحاني أعلن الأربعاء انتصار الحكومة على الاضطرابات التي يتهم أعداء أجانب بإشعالها.
وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية على موقعها الإلكتروني "نجح الشعب الإيراني مرة أخرى في اختبار تاريخي وأظهر أنه لن يسمح للأعداء بالاستفادة من الوضع، رغم أنه ربما كانت لديه شكاوى بشأن إدارة البلاد".
ويبدو ان خامنئي وبقية القيادة الإيرانية يرون في الآلاف التي خرجت تذمرا من التدهور الاقتصادي والاجتماعي مجرد أعداء يمكن قمعهم والتعامل معهم تعاملا امنيا صرفا.
وكان الزعيم الإيراني الأعلى أنحى الأحد باللائمة في الاضطرابات على أعداء إيران الخارجيين، ومنهم الولايات المتحدة، وندد بالمحتجين ووصفهم "بالبلطجية" دون ان يشير الى دور النظام وسياساته المتهورة وتدخله في المنطقة في الإضرار باقتصاد الشعب بسبب تشديد العقوبات الغربية خاصة الاميركية.