واشنطن تحشد لإدانة دولية لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية

إيران تندد بالمساعي البريطانية الفرنسية التي أفضت إلى عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لمناقشة برنامج طهران للصواريخ الباليستية، داعية الدول الأوروبية القلقة من هذا البرنامج الصاروخي إلى وعي أكبر.

طهران تنكر التخطيط لتصنيع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية
برنامج إيران للصواريخ الباليستية لا يتلاءم مع قرار مجلس الأمن رقم 2231
إيران تتذرع بمسائل دفاعية رافضة التخلي عن برنامجها للصواريخ الباليستية

نيويورك - طالبت واشنطن الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي بإدانة التجربة الصاروخية التي أجرتها طهران قبل أيام، وفق بيان للمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي.

وقالت هايلي في البيان، إن الاختبار الباليستي الإيراني "كان حدثا خطيرا، لكنه ليس مفاجئا".

وأضافت "لقد حذرت الولايات المتحدة مرارا من جهود إيران المتعمدة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، إن قيامها باختبار صاروخ باليستي متوسط المدى يشكل تحديا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".

وتابعت "إذا كان مجلس الأمن جادا بشأن محاسبة إيران وتطبيق قراراتنا، عندها على الأقل ينبغي أن نكون قادرين على إصدار إدانة بالإجماع لهذا الاختبار الصاروخي الاستفزازي".

وعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة مغلقة لبحث اختبار إيران صاروخا باليستيا متوسط المدى والذي وصفته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بأنه استخفاف بالقيود التي فرضتها المنظمة الدولية على برنامج طهران الصاروخي.

لكن لم تدفع أي دولة عضو بالمجلس باتجاه اتخاذ إجراء ضد إيران بسبب هذه التجربة التي تمت في الأول من ديسمبر/كانون الأول إذ أن أي قرار ذي صلة مآله الفشل على الأرجح.

ويدعو قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2015 إيران إلى التخلي عن تطوير أي صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية لمدة ثماني سنوات. ويقول بعض الدول إن صياغة هذا القرار جعلته غير ملزم لطهران.

وقالت كارين بيرس سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، والتي دعت لعقد هذه الجلسة بمجلس الأمن مع نظيرها الفرنسي فرانسوا ديلاتر "لا يوجد أي سبب منطقي يدفع طهران للاستهانة بهذا القرار".

وأضافت "إذا أردتم أن تظهروا للمجتمع الدولي أنكم عضو مسؤول فيه وإذا كنتم بالفعل مهتمين بالسلام والأمن في المنطقة، فما كان لكم أن تختبروا هذا النوع من الصواريخ".

وقالت بعثة إيران في الأمم المتحدة في بيان اليوم الثلاثاء إن طهران لم تنتهك قرار الأمم المتحدة وإن صواريخها مصممة لحمل رؤوس حربية تقليدية لا نووية.

وأضافت البعثة "لم تسع إيران أبدا لامتلاك أسلحة نووية ولن تسعى لذلك في المستقبل".

لكن مسؤولا عسكريا إيرانيا كبيرا نُقل عنه في وقت سابق اليوم الثلاثاء قوله إن الجمهورية الإسلامية ترغب في زيادة مدى صواريخها الذي يشير الجيش الإيراني إلى أنه يبلغ حاليا ألفي كيلومتر.

مجلس الأمن يناقش تجربة ايران الصاروخية الأخيرة بوصفها استهتارا بالقرارات الأممية
مجلس الأمن يناقش تجربة ايران الصاروخية الأخيرة بوصفها استهتارا بالقرارات الأممية

وقالت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في بيان "أحدث اختبار إيراني لصاروخ باليستي كان خطيرا ومثيرا للقلق لكنه لم يكن مستغربا".

وفي وقت سابق اعتبر مندوب هولندا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير كارل أوستريم في تصريحات صحفية أن الاختبار الصاروخي الإيراني "لا يتلاءم مع قرار مجلس الأمن رقم 2231 لكنه لا يعد انتهاكا له".

وكان قد أوضح في تصريحات للصحفيين بمقر الأمم المتحدة أن بريطانيا وفرنسا طلبتا عقد اجتماع لأعضاء المجلس بشأن تلك التجربة، مشيرا إلى أن الجلسة سيتم عقدها في وقت لاحق اليوم الثلاثاء.

واعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2231 في يوليو/تموز 2015، بخصوص البرنامج النووي الإيراني وطلب بموجبه من طهران عدم إجراء أي تجارب لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

لكن الخارجية الإيرانية أعلنت رفضها للمساعي البريطانية الفرنسية وأدانت دفعهما لعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن تكون  إيران تخطط لتصميم أو تصنيع صواريخ تحمل رؤوسا نووية بالمطلق.

وقال إن طهران لا تضع خططها الدفاعية بناء على قلق وتصريحات لا أساس لها من الصحة من بعض دول العالم، مؤكدا أن المنظومة الصاروخية الإيرانية ردعية وجزء من برامج إيران الدفاعية التي لا يمكن إيقافها.

ودعا المسؤول الإيراني الدول الأوروبية التي تبدي قلقا بالغا من برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى التصرف بوعي أكبر، مشددا على أن البرنامج الصاروخي الإيراني لا يتعارض مع القرار الأممي رقم 2231، الصادر في يوليو/تموز عام 2015 لدعم الاتفاق المتعلق برنامج إيران النووي.