واشنطن تحشد لجبهة دولية أوسع في مواجهة إيران

قمّة وارسو ستناقش قضايا حساسة تشمل الإرهاب والتطرف وتطوير الصواريخ وانتشار الأسلحة والتجارة البحرية والأمن وتهديدات جماعات تخوض حروبا بالوكالة.

أميركا تشارك في استضافة قمة دولية في بولندا تركز على إيران
قمة بولندا تستهدف كبح أنشطة إيران المزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط

واشنطن - قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة تعتزم المشاركة في استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط وتحديدا على ملف إيران، في الشهر المقبل في بولندا.

ويتصدر الملف الإيراني بمجمل تفرعاته: الاتفاق النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية والفضائية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط  أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ وصوله للحكم في يناير/كانون الثاني 2017.

وتسعى واشنطن التي انسحبت في مايو/ايار 2018 من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 وعودتها للعمل بنظام العقوبات السابق على إيران، إلى كبح الأنشطة الإيرانية التي اعتبرتها خطرا على الأمن الإقليمي والدولي.

لكن بقية الشركاء في اتفاق 2015 وهم الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا، تسعى لحماية الاتفاق النووي من الانهيار.

وفي تحول حدث أوائل الأسبوع الحالي تحرك الاتحاد الأوروبي لفرض بعض العقوبات على إيران ردّا على تورطها في مخططات إرهابية بعدد من الدول الأوروبية.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان، إن القمة ستعقد يومي 13 و14 فبراير/شباط في العاصمة وارسو.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمحطة فوكس نيوز التلفزيونية في مقابلة ستذاع اليوم الجمعة، إن القمة "ستركز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة وهذا يشمل عنصرا مهما وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار".

وتعتبر إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب أن مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط يكمن في لجم التمدد الإيراني في المنطقة وكبح أنشطتها في عدد من الدول على رأسها اليمن وسوريا والعراق ولبنان وهي دول تشكل مجالا حيويا لنفوذ إيران.

وقالت الخارجية الأميركية، إن هناك مصالح قوية مشتركة في استقرار الشرق الأوسط، مضيفة أن "الاجتماع الوزاري سيناقش سلسلة من القضايا الحساسة تشمل الإرهاب والتطرف وتطوير الصواريخ وانتشار الأسلحة والتجارة البحرية والأمن وتهديدات الجماعات التي تخوض حروبا بالوكالة في الشرق الأوسط".

صواريخ إيران الباليستية تشكل انتهاكا للقرارات الدولية
إيران ترفض وقف برنامجها للصواريخ الباليستية

ويزور بومبيو عددا من دول الشرق الأوسط في مسعى لحشد الدعم في المنطقة لتحالف عربي شرق أوسطي على شاكلة تحالف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل وجود مجموعة من القضايا الراهنة تشمل انسحاب القوات الأميركية من سوريا وأزمة قطر التي ترخي بظلالها على وحدة الصف الخليجي.

وقال بومبيو، أثناء الجولة التي تستغرق ثمانية أيام، إن الولايات المتحدة "تضاعف" جهودها للضغط على إيران وتسعى لإقناع حلفائها في المنطقة بأنها ملتزمة بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من قرار ترامب في الآونة الأخيرة سحب القوات الأميركية من سوريا.

وأضاف الوزير الأميركي لفوكس نيوز أن القمة ستضم ممثلين عن دول من أنحاء العالم للتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة مع سعي إدارة ترامب للضغط على طهران.

ويرى متابعون للسياسات الأميركية أن هناك مفارقة في الإستراتيجية التي تروج لها إدارة ترامب، حيث أن قرار الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا سيكون فرصة لإيران وأيضا لروسيا وتركيا لتعزيز تواجدها في الساحة السورية، في الوقت الذي تحشد فيه واشنطن لجبهة دولية أوسع في مواجهة التمدد الإيراني.