واشنطن تخطط لأول اجتماع بين إسرائيل والدول العربية المطبعة

الولايات المتحدة تعتزم تنظيم اجتماع يضم إسرائيل والدول العربية التي وقعت معها اتفاقيات سلام في الربع الأول من العام الجديد في محاولة لكبح نزعة التطرف لدى حكومة يواصل نتنياهو تشكيلها وستكون الأشد تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية.

واشنطن - تعتزم الولايات المتحدة عقد اجتماع مطلع 2023 يضم إسرائيل والدول العربية التي أبرمت معها اتفاقات تطبيع للعلاقات في إطار مساعيها لحضّ الحكومة الإسرائيلية اليمينية القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو على ضبط النفس، وفق ما أعلن مسؤول أميركي الثلاثاء.

ومن المنتظر أن يتولى نتنياهو السلطة على رأس أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، تشمل شخصيات متطرفة تدعم بقوة توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال مسؤول أميركي كبير إن الولايات المتحدة تعمل على تنظيم اجتماع "ربما في الربع الأول" من عام 2023 لوزراء خارجية الدول التي شاركت في "قمّة النقب" في مارس/اذار 2022.

وشارك في القمة بصحراء إسرائيل التي كانت تحكمها حينها حكومة وسطيّة، وزير خارجية مصر أول دولة عربية طبّعت العلاقات رسميا مع إسرائيل ونظرائه من دولة الإمارات والبحرين والمغرب التي طبّعت العلاقات مع الدولة العبرية عام 2020 في إطار ما سمي باتفاقات أبراهام التي رعتها واشنطن.

وقال المسؤول الأميركي الذي طلب عدم كشف هويته، أن الاتفاقات التي أشاد بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باعتبارها إنجازا مميزا، "قريبة وعزيزة على قلب رئيس الوزراء نتنياهو ولذا أتصور أنه يريد أن يستمر في رؤية هذا التقدم"، مضيفا "أعتقد أن على إسرائيل أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار".

وتابع "بعض الخطوات التي ستقوم بها إسرائيل، ستحدد إذا كانت ستصعّب أو تسهّل على هذه الدول الانخراط والمشاركة والمضي قدما، ناهيك عن ضمّ دول جديدة إلى المسار".

ووقعت دولة الإمارات اتفاقات أبراهام مقابل وعد من حكومة نتنياهو آنذاك بعدم المضي قدما في ضمّ الضفة الغربية، وهي خطوة حظيت بمباركة إدارة ترامب.

بدورها، حذّرت إدارة الرئيس جو بايدن من أنها تعارض الضمّ وتوسيع المستوطنات ودعمت إنشاء دولة فلسطينية، بينما لم تطلق أي مبادرة دبلوماسية كبيرة للوصول إلى هذا الهدف الذي تُعتبر فرص تحقّقه ضئيلة.

وأحاط نتنياهو نفسه بقوى يمينية متطرفة في سياق ترضيات لتشكيل ائتلافه الحكومي فضم إلى الائتلاف الذي سيكون الأكثر تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية، كل من القوة اليهودية بزعامة ايتمار بن غفير الذي منحه منصب وزير الأمن الداخلي وهو منصب شديد الحساسية.

وأثار بروز نجم بن غفير قلقا في الداخل والخارج وهو مستوطن من الضفة الغربية يتضمن سجله إدانات في عام 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متشددة موضوعة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة.

ولمرات عديدة، شارك بن غفير ضمن جموع المستوطنين في اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى أو لمناطق في الضفة بينما دعا في السابق لطرد العرب ثم عدل من موقفه ليطالب بطرد من تورطوا في الإرهاب.

وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي تسجيلا من اجتماع داخلي لحزب القوة اليهودية يناقش فيه أحد نواب الحزب مشروع قانون يقترح ترحيل من يعبرون عن تضامنهم مع المسلحين.

وإلى جانب بن غفير ضم نتنياهو لحكومته زعيم حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش والذي لا يقل تطرفا عن بن غفير ويتقاسم معه المواقف المتطرفة ذاتها حيال الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين.