واشنطن تدعم الجهود العربية لنزع فتيل الأزمة الليبية

الولايات المتحدة تعمل على ايجاد حلول سياسية بعيدا عن الخيارات العسكرية والعمل على التوصل إلى صيغة نهائية لوقف دائم لإطلاق النار واعتماد خارطة طريق لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
واشنطن تشدد على ضرورة رفع الحصار المفروض على النفط
الاردن يدعم الجهود العربية لانهاء الازمة الليبية والتصدي للتدخلات الاجنبية

طرابلس - تبذل الولايات المتحدة الأميركية جهودا للحد من التصعيد التركي في ليبيا لتعاضد بذلك الجهود العربية لإنهاء الأزمة الليبية.
وقد زار القائم بأعمال السفارة الاميركية لدى ليبيا جوشوا هاريس اليوم الخميس مدينة بنغازي شرق ليبيا للتشاور مع مجموعة من المسؤولين الليبيين لتحقيق حلّ غير عسكري في سرت والجفرة، وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملها الحيوي على الصعيد الوطني، واغتنام الفرصة التي وفرها الحوار الذي تيسّره الأمم المتحدة للتوصل إلى صيغة نهائية لوقف دائم لإطلاق النار وخارطة طريق لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
جاء ذلك في بيان اصدرته السفارة الأميركية على فيسبوك اليوم الأربعاء.
يشار الى أن بنغازي هى مقر مجلس النواب الليبي المنتخب ومقر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ووفقا لبيان السفارة الأميركية "في لقاءاته مع مسؤولين من مجلس النواب والقوات المسلحة العربية الليبية، أكّد القائم بالأعمال هاريس مجدّدا أنّه مع رفع الحصار المفروض على النفط، وستظل السفارة ملتزمة التزاما كاملا بتعزيز الإدارة الشفافة لعائدات النفط والغاز حتى يثق جميع الليبيين في أنّ هذه الموارد الحيوية ستستخدم بحكمة لصالح الشعب الليبي".
واضاف البيان "تؤكّد هذه الزيارة، التي تلت سفر وفد السفارة إلى مدينة زوارة في 22 حزيران/يونيو ومدينة مصراتة في 27 تموز/يوليو، التزام الولايات المتحدة الأميركية بإشراك مجموعة واسعة من القادة الليبيين، من كل أرجاء البلاد، وخاصة أولئك المستعدين لدعم السيادة الليبية ورفض التدخل الأجنبي والتجمّع في حوار سلمي".

وينتظر ان تمارس واشنطن مزيدا من الضغوط على انقرة التي تعمل على تحريض الميليشيات ونقل الاسلحة والمرتزقة لاجتياح مدينة سرت وقاعدة الجفرة رغم التحذيرات المصؤية والتهديد بالتدخل لمواجهة حالة الانفلات.
وياتي المسار الأميركي بالتوازي مع المسارات العربية لانهاء الازمة الليبية حيث اتفقت المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية على الدفع بجهود السلام في ليبيا بما يشمل رفض التدخل الأجنبي والحلول العسكرية.
وهذه المواقف تتفق مع المواقف العربية بشكل عام خاصة مع مواقف الدول الجارة لليبيا ما يشير الى ان الجهود الحالية ستهدف الى عزل التدخل التركي وفرض الحلول السياسية بعيدا عن التجييش والتهديد بالاجتياح العسكري لسرت والجفرة.
وحذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأربعاء خلال استقباله في عمان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح من خطورة "أقلمة الأزمة" في ليبيا.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن الصفدي حذر خلال لقائه بصالح من "مخاطر أقلمة الأزمة على أمن ليبيا وجوارها"، مشددا على "أهمية تفعيل الدور العربي في جهود حل الأزمة والحؤول دون تدهورها وجعل ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية".
ودعا الصفدي إلى "التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والانخراط في مفاوضات سياسية لإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار لليبيا الشقيقة".
وأكد "أهمية تكثيف الجهود المستهدفة التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية عبر حوار ليبي - ليبي يوقف التدهور ويحمي الشعب الليبي الشقيق ووحدة ليبيا وسيادتها".
كما أكد "دعم المملكة لكل الجهود والمبادرات السياسية الهادفة إلى التوصل لحل سياسي للأزمة، بما فيها اتفاق الصخيرات ومؤتمر برلين وإعلان القاهرة وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأشار الصفدي إلى أن "أمن الدول العربية مترابط، وأن الأردن سيظل يعمل مع جميع الأشقاء من أجل حماية الأمن القومي العربي وتفعيل الدور العربي وبالتنسيق مع الشركاء في المجتمع الدولي من أجل خدمة القضايا العربية".
وتتجه الجهود الدولية والعربية عامة على تثبيت تهدئة ومواجهة حالة التصعيد التي تمارسها تركيا.