واشنطن تدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في اليمن

الولايات المتحدة ترى أن المناخ مناسب لإحياء مفاوضات السلام وحث جميع الأطراف على وقف العمليات القتالية والاعتداءات الحوثية تمهيدا للتسوية السياسية في اليمن.
غريفيث يتوقع استئناف محادثات السلام خلال شهر
واشنطن تدعو الحوثيين لوقف الاعتداءات الصاروخية على السعودية
نذر معركة حاسمة في الحديدة

واشنطن/عدن - دعت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء إلى وقف فوري للأعمال القتالية في اليمن وحثت الطرفين المتحاربين على العودة إلى محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام ونصف، وفق بيان صادر عن الخارجية الأميركية.

وحث روبرت بالادينو نائب المتحدث باسم الوزارة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على التوقف فورا عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة واعتداءاتها ضد السعودية والإمارات.

كما دعا التحالف الذي تقوده السعودية إلى وقف الضربات الجوية في اليمن من أجل إتاحة الفرصة لجهود التهدئة وتسوية الأزمة.

وقال بالادينو "خلصنا إلى تقييم مفاده أن المناخ مناسب في هذا التوقيت للمضي قدما" في إشارة إلى استئناف محادثات السلام بعد انهيارها في سبتمبر/أيلول.

وجاءت الدعوة الأميركية فيما ذكرت مصادر عسكرية محلية اليوم الأربعاء أن التحالف الذي تقوده السعودية حشد آلاف الجنود قرب مدينة الحديدة الساحلية باليمن في تحرك للضغط على المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران للعودة إلى محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي دفعت اليمن الفقير إلى شفا المجاعة.

مارتن غريفيث المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن
غريفيث يدفع لاحياء مفاوضات السلام اليمنية

وذكرت مصادر عسكرية يمنية موالية للتحالف أن التحالف نشر نحو 30 ألف جندي جنوبي الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وبالقرب من مدخلها الشرقي، في تحرك يأتي بعد أن حشدت الميليشيا الشيعية الموالية لإيران المزيد من عناصرها في الحديدة.

وقال أحد المصادر "جرى إرسال آلاف الجنود اليمنيين المدربين على يد التحالف إلى مشارف الحديدة بالإضافة إلى نشر أسلحة حديثة تشمل مركبات مدرعة ودبابات... استعدادا لعملية كبيرة في الأيام المقبلة".

وذكر سكان أن الحوثيين نشروا أيضا قوات في وسط مدينة الحديدة عند الميناء وفي الأحياء الجنوبية تحسبا لأي هجوم.

ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث إنقاذ محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر/أيلول وهو ما زاد المخاطر من تجدد الهجوم على المدينة الواقعة على البحر الأحمر، وهي الميناء الرئيسي للبلاد وشريان الحياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

ويؤكد التحالف العربي بالأدلة والبراهين أن الحوثيين يستخدمون الميناء لتهريب الأسلحة من إيران ويوظفون إيراداته في تمويل آلة الحرب.

ورحب غريفيث بدعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء لوقف العمليات القتالية قبيل المفاوضات المقرر انعقادها الشهر المقبل برعاية الأمم المتحدة.

وأيدت بريطانيا أيضا إنهاء القتال الذي تشير أرقام الأمم المتحدة المتاحة إلى أنه أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وأثار أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم.

ميناء الحديدة شريان حيوي لامدادات الأسلحة الإيرانية للحوثيين
انهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة مفتاح حل الأزمة اليمنية

وقال غريفيث في بيان صدر اليوم الأربعاء "نظل ملتزمين بالعمل على إقناع الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات خلال شهر. الحوار يظل الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق شامل".

وحث الأطراف المتحاربة على استئناف المشاورات من أجل الاتفاق على إطار عمل للمحادثات السياسية وإجراءات لبناء الثقة مثل دعم البنك المركزي وتبادل الأسرى.

وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في نيويورك اليوم الأربعاء، إن غريفيث يأمل الإعلان عن جولة محادثات "بأسرع ما يمكن لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد".

ورحب هشام شرف مسؤول الشؤون الخارجية في ميليشيا الحوثي بجهود غريفيث المتواصلة، لكنه دعا الحكومات الغربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لفرض هدنة لتهيئة "أوضاع تفضي إلى السلام بعيدا عن أي ضغوط أو إملاءات".

وفي العام 2015 تدخل التحالف العربي المدعوم من الغرب في حرب اليمن التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران. وجاء تدخل التحالف لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا.

وقالت الإمارات والسعودية مرارا إن السيطرة على الحديدة ستجبر حركة الحوثي على الجلوس إلى طاولة التفاوض من خلال قطع خط الإمداد الرئيسي لها.

وأوقف التحالف أيضا القتال لإعطاء فرصة لمحادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ولم تجر المحادثات بسبب عدم حضور وفد الحوثيين. وتعلل الحوثيون بعرقلة سفر وفدهم في حين اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بمحاولة تخريب المفاوضات.