واشنطن تدعو موسكو ودمشق إلى احترام هدنة ادلب

القوات السورية والروسية تشنّ عدّة هجمات على ادلب المشمولة باتفاق خفض التصعيد يعتبر الأعنف منذ إعلان موسكو وأنقرة التوصل لاتفاقية هدنة في سبتمبر 2018 جنّبت حينها المحافظة هجوما سوريا كاسحا.

موسكو ودمشق تشنان غارات جوية عنيفة على ادلب
الهجمات السورية الروسية تأتي ضمن حملة تمهد لاستعادة السيطرة على ادلب
الأمم المتحدة تعبر عن قلقها من قصف المنشآت الطبية في ادلب

واشنطن - دعت الولايات المتحدة روسيا اليوم الثلاثاء إلى احترام التزاماتها وإنهاء "التصعيد" في منطقة ادلب في شمال غرب سوريا بعد رصد غارات جوية أدت إلى مقتل 10 أشخاص.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتاغوس "يجب أن ينتهي العنف. تؤكد الولايات المتحدة مجددا على أن أي تصعيد في العنف في شمال غرب سوريا سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة".

وأضافت "ندعو جميع الأطراف وبينهم روسيا والنظام السوري إلى احترام التزاماتهم بتجنب شن هجمات عسكرية واسعة والعودة إلى خفض تصعيد العنف في المنطقة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عائق لمواجهة الكارثة الإنسانية التي تسبب بها العنف المستمر".

وتسيطر هيئة تحرير الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة، على ادلب التي تعتبر واحدة من آخر المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي سبتمبر/أيلول 2018 وقعت روسيا التي تدعم النظام السوري وتركيا التي تدعم فصائل سورية معارضة، اتفاقا لإقامة منطقة عازلة لمنع النظام من شن هجمات واسعة على محافظة ادلب القريبة من الحدود التركية والمناطق المجاورة التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين شخص.

إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال الجمعة إن غارات جوية روسية على بلدتين ادتا إلى مقتل عشرة أشخاص بينهما صبي وفتاة. والقى المرصد باللوم على روسيا وسوريا في قصف مركز طبي. ووصفت الأمم المتحدة قصف المركز بأنه "غير مقبول بتاتا".

كما اندلع العنف في محافظة حلب حيث قال المرصد إن جماعات جهادية قتلت 22 عنصرا من القوات السورية والمليشيات التابعة لها السبت.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن قصف مناطق في شمال غرب سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية أدى إلى إلحاق الضرر بمركز طبي وخروج مستشفيين من الخدمة.

وقال ديفيد سوانسون من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "الأمم المتحدة تشعر بالاستياء البالغ من ثلاث هجمات على مستشفيات ومنشآت صحية في شمال غرب سوريا ما حرم الآلاف من حقهم الأساسي في الرعاية الصحية"، مضيفا "هذا العنف غير مقبول بتاتا".

وقال سوانسون إن مركزا طبيا في مدينة الهبيط جنوب محافظة ادلب التي يسيطر عليها الجهاديون أصيب بـ"أضرار جسيمة" في قصف مدفعي.

وأدى القصف إلى إحداث فجوة في جدران المركز، فيما ملأت الأنقاض المركز من الداخل.

وفي وقت سابق الاثنين، استهدفت غارة جوية مستشفى في بلدة اللطامنة في محافظة حماة المجاورة مما أدى إلى إخراجها من الخدمة، بحسب سوانسون.

كما توقف العمل في منشأة ثالثة هي مستشفى مدينة قلعة المضيق بعد إصابتها بغارة جوية قبل يومين أوقعت أضرارا جسيمة في العيادة الخارجية والصيدلية والمختبر التابعة للمستشفى، طبقا لسوانسون الذي أوضح أن المستشفى كان يخدم نحو 8 آلاف شخص شهريا.

وقال "الحوادث الثلاثة تحد من قدرة المدنيين على الحصول على الرعاية الصحية الأساسية في شمال غرب سوريا"، مؤكدا أن "الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع أطراف النزاع إلى إنهاء تدمير المستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية الضرورية للسكان المدنيين".

وأدى تصعيد العنف إلى مقتل أكثر من 200 مدني منذ فبراير/شباط، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وقال المرصد إن مدنيين قتلا في قصف الثلاثاء على ادلب وحماة المجاورة.

ورغم انخفاض عدد القتلى، إلا أنه قال إن هجمات الثلاثاء كانت الأعنف منذ هدنة سبتمبر/أيلول، بينما أدى العنف عموما في سوريا إلى مقتل ما يزيد عن 370 ألف شخص وتشريد الآلاف منذ 2011.