واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية لشمال سوريا بعد غارة تركية

ارسال واشنطن تعزيزات عسكرية لشمال سوريا يأتي بعد يوم من مقتل 4 موظفين بينهم امرأتان من الادارة الذاتية الكردية في غارة شنتها طائرة مسيرة تركية.
الولايات المتحدة تعزز تواجدها في شمال سوريا مع تنامي النفوذ الروسي

دمشق - دفع الجيش الأميركي بتعزيزات اضافية إلى قواعده في شمال شرق سوريا تشمل معدات لوجستية وعسكرية جديدة في خطوة تأتي بعد غارة تركية بطائرة مسيرة أمس الثلاثاء قتل فيها أربعة موظفين من الإدارة الكردية المدعومة أميركيا. كما يتزامن إرسال هذه التعزيزات مع تصاعد التوتر بين القوات الروسية والأميركية.
وأفادت مصادر محلية بأن موكبا عسكريا أميركيا مكونا من 75 مركبة دخلت يومي 19 20 يونيو/حزيران الجاري، محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، قادمة من العراق.
وأوضحت أن وجهة الموكب العسكري كانت القواعد والنقاط العسكرية الأميركية في منطقة الشدادي ورميلان الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد". واشتمل الموكب على مدرعات وصهاريج نفط ومعدات مدفعية إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر.
وكانت القوات الأميركية قد أرسلت في يناير/كانون الثاني 2023 دفعة سابقة من المعدات العسكرية واللوجستية إلى قواعدها ونقاطها المنتشرة في مناطق سيطرة "قسد" في محافظة الحسكة.
وتنتشر التعزيزات الأميركية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور التي تسيطر عليها قوات حزب العمال الكردستاني و"قسد".  
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 إبان عملية "نبع السلام" انسحبت القوات الأميركية من غربي نهر الفرات إلى شرقه لتعزز وجودها حول منابع النفط شمال شرقي سوريا.

ويتمركز نحو 900 جندي أميركي في الشرق السوري في إطار مهمة لقتال فلول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتعرضت القوات الأميركية هناك لهجمات متكررة في السنوات الماضية شنها مسلحون مدعومون من إيران.

وقتل نحو 15 ألف من مقاتلي قوات "قسد" خلال سنوات المواجهة الماضية مع التنظيم المتطرف في سوريا الذي انحسر نفوذه في العام 2019 بعد هزائم متتالية فقد خلالها الجهاديون آخر معقل كان تحت سيطرتهم، بينما لا تزال خلاياه النائمة تنشط بقوة خاصة في البادية السورية في المنطقة الحدودية الصحراوية مع العراق.

وتمّ اعتقال الآلاف من مقاتلي التنظيم في مراكز احتجاز تتولى قوات سوريا الديمقراطية حراستها، بينما طالبت الإدارة الذاتية للأكراد في شمالي وشرق سوريا مؤخرا بمحاكمة المئات من المقاتلين الأجانب من تنظيم "داعش" المحتجزين لديها بعد أن رفضت بلدانهم الأصلية استعادتهم.

وتقول "قسد" إنها تحتجز الأسرى من مقاتلي التنظيم المتطرف في حوالي عشرين مركز احتجاز، بما في ذلك 2000 أجنبي رفضت بلدانهم الأصلية إعادتهم إلى أوطانهم.

وأرسل الجيش الأميركي مطلع الأسبوع الماضي تعزيزات عسكرية إلى قواعده المنتشرة في محافظة الحسكة السورية ضمّت  رتلا عسكريا ولوجستيا دخل من معبر الوليد بين العراق وسوريا.
واستقرت التعزيزات في القواعد والنقاط العسكرية للقوات الأميركية في مناطق رميلان وتل بيدر والشدادي بمحافظة الحسكة شمال غربي سوريا.
وتسعى الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الروسي في سوريا وذلك بهدف عزل موسكو دوليا على خلفية غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2021.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا متشعب الأطراف تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 في مقتل أكثر من نصف مليون شخص وفي دمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.