واشنطن تصنف مجموعة مسلحة عراقية منظمة إرهابية

الخارجية الأميركية تؤكد التزامها بإضعاف وتعطيل قدرة الجماعات المدعومة من إيران على شن هجمات إرهابية.

واشنطن - صنفت الخارجية الأميركية الثلاثاء حركة "أنصار الله الأوفياء العراقية" كـ"حركة إرهابية" وأمينها العام حيدر مزهر ملك السعيدي ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص" وذلك بعد أيام من تعهد تريسي جاكوبسون مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق أنها ستعمل على مواجهة الميليشيات الموالية لإيران وتعزيز مصالح واشنطن في المنطقة.
وقالت الخارجية الأميركية أن "حركة أنصار الله الأوفياء مليشيا متحالفة مع إيران وتمثل جزءا من المقاومة الإسلامية بالعراق" مضيفة أن واشنطن "متلزمة بإضعاف وتعطيل قدرة الجماعات المدعومة من إيران على شن هجمات إرهابية، وباستخدام جميع الأدوات المتاحة لمواجهة دعم إيران للإرهاب".
وتابعت "الحركة منظمة تضم العديد من الجماعات الإرهابية والميليشيات المتحالفة مع إيران، بما في ذلك المنظمات الإرهابية التي تصنفها الولايات المتحدة كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، اللتين هاجمتا بشكل متكرر التحالف الدولي ضد داعش".

وتعليقا على القرار قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق إلينا رومانوسك في تدوينة على حسابها بموقع " اكس" إن "تصنيف وزارة الخارجية الأميركية، (حركة أنصار الله الأوفياء) وقائدها، (منظمة إرهابية) يؤكد من جديد التزام الولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الخبيث لإيران والتهديدات التي تشكلها الميليشيات التابعة لطهران".

ويأتي هذا التصنيف فيما تشهد الساحة العراقية نوعا من التوتر وذلك بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة ووقوف الولايات المتحدة الى جانب إسرائيل خاصة عبر الدعم العسكري.
وقد تعرضت القواعد الأميركية في العراق وسوريا وكذلك الأردن لهجمات سواء بالصواريخ او المسيرات ما أدى لمقتل وجرح عدد من الجنود الاميركيين فيما قام الجيش الأميركي بالرد باستهداف بعض قيادات الميليشيات.
وشنت تريسي جاكوبسون هجوما على ايران وميليشياتها وبعض المجموعات التابعة للحشد الشعبي قائلة "إيران ممثل خبيث في ‎العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وندرك أن التهديد الرئيسي للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران".
وأشارت الى ضرورة مواجهة النفوذ المصرفي لإيران في العراق قائلة " سأستمر بدعم اجراءات الخزانة لتحديث النظام المصرفي العراقي ولن أسمح لإيران باستخدام الغاز المورد لتشغيل المحطات كسلاح ضد العراق".

وقالت ان ايران لديها نوايا شريرة من خلال دورها المستمر في تعكير الأوضاع الأمنية في المنطقة مضيفة "الميليشيات المدعومة من إيران تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار العراق، وأنها ستعمل بكل الوسائل السياسية المتاحة للتصدي لهذا التهديد وتحجيم النفوذ الإيراني".
وأثارت هذه المواقف غضب الحكومة العراقية التي تربطها علاقات وثيقة بإيران مشيرة بأن السفيرة الجديدة تتدخل بشكل سافر في شؤون البلاد.
وتحول العراق خلال العقدين الماضيين لساحة صراع دولي واقليمي خاصة بين إيران والولايات المتحدة فيما بات الحشد الشعبي الذي تشكل لمحاربة تنظيم داعش ذراع طهران في العراق لتنفيذ أجندات المرشد الأعلى علي خامنئي.
وضغطت المجموعات السياسية والعسكرية الموالية لطهران لإخراج القوات الأميركية من العراق فيما تشعر واشنطن بقلق كبير لسقوط العراق في يد إيران بشكل كامل وهو ما سينعكس سلبا على المصالح الأميركية والغربية في المنطقة.
ويرى مراقبون ان تصريح رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني المؤيدة للحشد والتي تتجاهل دوره السلبي في تأجيج التوتر في البلاد خلال السنوات الماضية سيثير ارتياح الحليف الإيراني لكنه سيجلب غضب الولايات المتحدة التي تعرضت قواعدها في البلاد لهجمات من فصائل مصلحة موالية لإيران.