واشنطن تضغط بالعقوبات لدفع الحوثيين لوقف النار

فرض الولايات المتحدة عقوبات مالية على اثنين من قادة بارزين في جماعة الحوثي يأتي في مسعى لإجبار المتمردين على وقف اعتداءاتهم والانخراط في الجهود الدبلوماسية وعملية السلام.
مصر والأردن والبحرين والتعاون الإسلامي تدين بشدة اعتداء الحوثيين على جازان السعودية
واشنطن: نشاط الحوثيين يرمي إلى تشجيع نوايا النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار
واشنطن تدعو جماعة الحوثي للانخراط في العملية الدبلوماسية
التحالف يعترض مسيرة حوثية مفخخة متجهة نحو الأراضي السعودية

واشنطن - فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات مالية على إثنين من "كبار القادة" الحوثيين في اليمن متهمين بـ"التخطيط لهجمات" ضد مدنيين ودول مجاورة وسفن تجارية، في محاولة لدفع المتمردين لوقف اعتداءاتهم والانخراط في عملية السلام،  فيما تستمر جماعة الحوثي في تصعيدها العسكري على مأرب آخر معاقل القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وهجماتها المتوالية على الأراضي السعودية.

وتأتي هذه التدابير بعد شطب الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين من القائمة السوداء للجماعات الإرهابية التي وضعها سلفه دونالد ترامب. وكانت المنظمات الإنسانية تخشى من أن يؤدي هذا التصنيف إلى عرقلة نقل المساعدات إلى المناطق الواسعة التي يسيطر عليها المتمردون وبالتالي إلى وقوع مجاعة، لكن استمرار تمرد الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء مقر وصول المساعدات يعرقل في حقيقة الأمر عميلة الإغاثة الإنسانية.

وقالت حكومة بايدن بوضوح إن هذا القرار اتخذ لأسباب إنسانية بحتة وتسعى إلى إيجاد وسائل أخرى للضغط على الحوثيين وحملهم على التفاوض لإيجاد حل سياسي للنزاع.

والعقوبات على منصور السعدي المعروف بأنه رئيس أركان القوات البحرية في التمرد واحمد علي حسن الحمزي قائد القوات الجوية تندرج في هذا السياق.

وصعّد المتمرّدون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة من لائحة المنظمات الإرهابية التي أدرجتهم فيها إدارة ترامب.

وعقب هجوم شنه الحوثيون جنوب السعودية، دعت السفارة الأميركية في العاصمة السعودية الثلاثاء الحوثيين إلى الانخراط في العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع الدائر  في اليمن منذ ست سنوات.

وأدانت السفارة الأميركية، الهجوم الذي شنه الحوثيون على مدينة جازان بجنوب غرب المملكة الليلة الماضية، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.

وقالت سفارة واشنطن لدى الرياض، إنها "تدين الهجوم الذي شنه الحوثيون على جازان الليلة الماضية (مساء الإثنين)، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين".

وأضافت "نتمنى للمصابين الشفاء العاجل والكامل، وندعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم ضد المدنيين الأبرياء، والانخراط في العملية الدبلوماسية لإنهاء هذا الصراع".

وفجر اليوم أعلنت السعودية إصابة 5 مدنيين جراء سقوط مقذوف أطلقته جماعة الحوثي على منطقة جازان، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان "تدين الولايات المتحدة تدمير الحوثيين مواقع مدنية"، مضيفة "ترمي نشاطاتهم إلى تشجيع نوايا النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار وتؤجج النزاع اليمني ما أدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص ودفع اليمن إلى شفير المجاعة".

مخاوف أممية بشأن أوضاع أكثر سوء باليمن في ظل تمرد الحوثيين
مخاوف أممية بشأن أوضاع أكثر سوء باليمن في ظل تمرد الحوثيين

وتستمر جماعة الحوثي في تنفيذ هجماتها على  الأراضي السعودية وأخرى على مأرب، ضاربة الدعوات الدولية لوقف انتهاكاتها والانخراط في عميلة السلام عرض الحائط.

وفي سياق التمرد الحوثي، نقل التلفزيون الرسمي عن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن قوله الثلاثاء، إنه دمر طائرة مسيرة أطلقتها جماعة الحوثي اليمنية باتجاه المنطقة الجنوبية من المملكة.

وكان التحالف أعلن السبت اعتراض صاروخ فوق الرياض وست طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون على مناطق أخرى في المملكة

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي و3 دول عربية الثلاثاء الهجوم الذي شنه الحوثيون على جازان، وفق بيانات رسمية لوزارات خارجية مصر والأردن والبحرين، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وأعلنت "منظمة التعاون الإسلامي في بيان "إدانتها الشديدة للعمل الإرهابي، وقوفها وتضامنها الكامل مع السعودية، في تصديها للجرائم الإرهابية".

من جهتها أدانت الخارجية المصرية بـ"أشد العبارات اعتداءات مليشيا الحوثي على جازان"، مؤكدة "دعمها الكامل والمستمر، حكومة وشعبا، لما تتخذه السعودية من تدابير وإجراءات لحماية وصون أمنها واستقرارها".

وفي الأردن أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين "إدانة المملكة واستنكارها الشديدين لاستهداف المدنيين الأبرياء (في جازان) الذي يشكل انتهاكا صارخا، وخرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني".

كما أدانت البحرين "بشدة استهداف مليشيات الحوثي الإرهابية، وإطلاق مقذوف عسكري تجاه السعودية"، واصفة الهجوم بـ"العمل الإرهابي الجبان".

وبشكل متكرر يطلق الحوثيون المدعومين من إيران صواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة ومقذوفات على مناطق سعودية، خلف بعضها خسائر بشرية ومادية.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.