واشنطن تضغط بقائمة الإرهاب لدفع السودان نحو التطبيع

ترامب يسعى لتعزيز سجل سياساته الخارجية بنجاح آخر قبل الانتخابات الرئاسية، ضاغطا على الخرطوم لإبرام اتفاق تطبيع مع إسرائيل، فيما يعاني السودان أزمة اقتصادية في ظل تعثر الاستثمار بسبب تصنيف البلد على لائحة الدول الراعية للإرهاب.
السودان بين خياري التطبيع أو البقاء في قائمة الإرهاب
السودان يحترق بشظايا تفجيرات 1998 وتراكمات نظام البشير
السودان يرفض ربط حذفه من قائمة الإرهاب بالتطبيع مع إسرائيل

واشنطن – بينما ظهرت مؤخرا بوادر إيجابية بخصوص اقتراب الخرطوم وواشنطن من تسوية ملف تعويضات هجمات عام 1998 وإزالة السودان من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب، بدا أن الولايات المتحدة تستغل الملف للضغط على السلطات السودانية ودفعها نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقالت صحيفة 'ذا هيل' الأميركية إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدفع السودان لتطبيع علاقاته مع إسرائيل في خطوة يمكن أن تكسبه فوزا آخرا في السياسة الخارجية قبيل انتخابات الرئاسة.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة أعدته 'لورا كيلي' ونشرته أمس الجمعة.
وقال التقرير إن إدارة ترامب تضغط لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في خطوة قد تدفع بالبلد الإفريقي لفتح علاقات مع إسرائيل ومنح الرئيس فوزا آخرا في السياسة الخارجية قبيل الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأضاف "لكن الوتيرة السريعة التي تأمل الإدارة من خلالها إبرام اتفاق مع البلد الإفريقي زادت من الضغوط على الكونغرس الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن تشريع يدفع من خلاله السودان تعويضات لعائلات الضحايا الأمريكيين"، في إشارة إلى الضحايا الذي قتلوا وجرحوا في تفجيرات السفارتين بكينيا وتانزانيا عام 1998، وضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر مقابل الحصانة من دعاوى أخرى متعلقة بالإرهاب.

ولفت أن ضحايا الهجمات منقسمون حول التشريع الفيدرالي، وإن كان سيؤثر على القضايا التي تقدموا بها ضد السودان.

من جانبه قال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك السبت إن بلاده لا تريد ربط حذفها من قائمة أميركية للدول الراعية للإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وكان رئيس الحكومة السودانية الانتقالية عبدالله حمدوك قد أعلن إثر محادثات جرت مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في الخامس والعشرين من أغسطس/آب الماضي بالخرطوم، أن حكومته "لا تملك تفويضا" لاتخاذ قرار في شأن التطبيع مع إسرائيل، وأن مهمتها "محددة" باستكمال العملية الانتقالية وصولا الى إجراء انتخابات.

ومع ذلك تدفع الإدارة وبشدة السودان لإبرام اتفاق تطبيع مع إسرائيل وكجزء من تعهد لترامب يقوم على إقناع "خمس أو ست دول" عربية ومسلمة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بعد التوقيع على اتفاقيات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين.

وجاء في التقرير أن التوصل لاتفاق مع السودان سيكون بمثابة انتصار دبلوماسي كبير لترامب قبيل الانتخابات، فيما ترفض الخرطوم تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويتطلع الرئيس الأميركي بحسب التقرير لإنجاز الاتفاقيات التاريخية في الشرق الأوسط قبيل إجراء انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني، رغم الرفض الدولي لخطته المعروفة بصفقة القرن كجزء من حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويعود تصنيف السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب إلى عام 1993، حين كان البلد الواقع شمال شرق إفريقيا منبوذا في ظل حكم الرئيس عمر البشير لاستضافته زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتصاعدت الأزمة بين الخرطوم وواشنطن مع هجومي العام 1998 اللذين خلفا أكثر من 200 قتيل.

وتسعى السودان للخروج من هذا التصنيف الذي يعرقل الاستثمار في بلد يعاني أزمة اقتصادية ومالية حادة من تراكمات حكم البشير وتواجه السلطة الانتقالية صعوبة في حل تلك المشكلات بسبب شح في السيولة والنقد الأجنبي وندرة في الموارد.

لكن من شأن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أن يفتح منافذ تمويلية من منح وقروض دولية لتحريك عجلة الاقتصاد بما يساعد السلطة الانتقالية على تنفيذ البرامج التنموية.