واشنطن تضغط لتشكيل الحكومة العراقية بالكهرباء القادمة من ايران

الولايات المتحدة تمدد لشهر واحد فقط الاستثناء الذي يسمح للعراق باستيراد الكهرباء من جارته على أمل تشكيل حكومة ذات مصداقية.

واشنطن - قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة جددت استثناء يسمح للعراق باستيراد الكهرباء من إيران لكن لفترة أقصر هذه المرة.
ويأتي التمديد في وقت تواجه فيه بغداد مروحة من الأزمات، لا سيما تدهور أسعار النفط وفيروس كورونا المستجد ومعضلة تشكيل الحكومة.
وأضاف المسؤول أن واشنطن ستعيد تقييم إمكانية تجديد الاستثناء مرة أخرى فور تشكيل "حكومة ذات مصداقية" في العراق.
وقال المسؤول مشيرا إلى وزير الخارجية مايك بومبيو ان "وزير الخارجية منح هذا التمديد القصير للاستثناء لإتاحة الوقت أمام تشكيل حكومة ذات مصداقية" في العراق.
وأشار إلى أن هذا الاستثناء سينتهي في 26 مايو/أيار.
ومددت واشنطن مرات متكررة الاستثناء الذي تمنحه لبغداد والذي يقضي باستخدام إمدادات الطاقة الإيرانية المهمة لشبكة الكهرباء العراقية وتم تمديد الاستثناء لفترات تراوحت بين 90 يوما و120 يوما.
وأصرت الولايات المتحدة على أن يتحرك العراق، الدولة المنتجة للنفط والعضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، صوب الاكتفاء الذاتي من الطاقة كشرط لاستثنائه من استيراد الطاقة الإيرانية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري كلف الرئيس العراقي رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة وهو ثالث شخصية تكلف بتشكيل الحكومة خلال عشرة أسابيع في وقت تبذل فيه البلاد قصارى جهدها لتشكيل حكومة تحل محل الحكومة التي سقطت في العام الماضي بعد شهور من احتجاجات شهدت سقوط قتلى.

حال تسلم هذه الحكومة مهام عملها سيعيد وزير الخارجية تقييم ما إذا كان سيتم تجديد الاستثناء ولأي مدة

 وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية "حال تسلم هذه الحكومة مهام عملها سيعيد وزير الخارجية تقييم ما إذا كان سيتم تجديد الاستثناء ولأي مدة".
وتوترت العلاقات بين واشنطن وبغداد بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها أصيبت بخيبة أمل لتقاعس القوات العراقية عن حماية القوات الأميركية المتمركزة في العراق. وتعرضت القوات لعدة هجمات صاروخية هذا العام وحده، تنحي الولايات المتحدة باللوم فيها على فصائل مسلحة تدعمها إيران.
وأمام الكاظمي الآن حتى التاسع من أيار/مايو المقبل، لتقديم تشكيلته الحكومية.
وحظي الكاظمي بدعم قوي من مختلف الأطياف السياسية في البلاد عند تكليفه تشكيل الحكومة، لكن يبدو ان الخلافات حول الحقائب الوزارية قد قوّضت هذا الدعم.
وفي حال لم يمدد الاستثناء، كان سيتوجب على العراق وقف استيراد الغاز والكهرباء من طهران، أو الاستمرار بالتعامل مع طهران ومواجهة احتمال التعرّض لعقوبات أميركية.
ويعتمد العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك على صادراته من النفط الخام في تمويل أكثر من 90 بالمئة من موازنته، لكن تدهور الأسعار إلى ما دون 30 دولارا للبرميل يهدّد مالية الدولة.
وبالإضافة إلى ذلك، تواجه البلاد تفشيا لفيروس كورونا المستجد الذي أوقع وفق وزارة الصحة 87 وفاة وأكثر من 1800 إصابة مؤكدة.
وتدهورت العلاقات الأميركية الإيرانية منذ إسقاط الثورة الإيرانية شاه إيران الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة عام 1979 وبدء عهد من الحكم الديني. وتفجرت التوترات بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وتفاقمت التوترات إثر هجوم شنته طائرة مسيرة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني في العراق وأدى إلى مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وأدى الهجوم أيضا إلى مقتل أبومهدي المهندس الذي أسس كتائب حزب الله الشيعية بالعراق بعد الغزو الذي قادته أميركا في 2003.