واشنطن تقرر رفع العقوبات على الجنائية الدولية

المحكمة ترحب بقرار بايدن رفع العقوبات التي فرضها ترامب على المدعية العامة معتبرة أن هذه الخطوة تفتتح "حقبة جديدة" من التعاون مع واشنطن.
بايدن تعهد بحماية طاقم الولايات المتحدة الحالي والسابق رغم رفع العقوبات عن المحكمة
بلينكن يدعو الى إصلاح المحكمة الجنائية الدولية
بايدن يعتبر ان التهديد وفرض عقوبات مالية على المحكمة ليس استراتيجية مناسبة أو فعالة

واشنطن - وضع الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة حدا للهجوم غير المسبوق الذي شنه سلفه دونالد ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية، معلنا رفع العقوبات عن المدعية العامة للمحكمة.
وسارعت المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ لاهاي مقرا الى الترحيب بقرار بايدن رفع العقوبات التي فرضها ترامب على المدعية العامة للمحكمة، معتبرة ان هذه الخطوة تفتتح "حقبة جديدة" من التعاون مع واشنطن.
لكنّ بايدن اكد أن واشنطن تواصل "معارضة" رغبة المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في مزاعم تتعلق بـ"أفراد من دول غير موقّعة" على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة، ومن بين تلك الدول "الولايات المتحدة وحلفاؤها"، وذلك في اشارة إلى التحقيقات في مزاعم بارتكاب جرائم حرب أميركية في أفغانستان أدت إلى فرض عقوبات على المدعية العامة للمحكمة خلال عهد ترامب، وفي إشارة أيضا الى فتح تحقيق في جرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة أُلقِي اللوم فيها خصوصا على إسرائيل.
وقال بايدن "سنحمي بقوة طاقم الولايات المتحدة الحالي والسابق" من هذه التحقيقات.
وفي مسعى منه لتوضيح قراره اعتبر بايدن أن "التهديد وفرض عقوبات مالية على المحكمة ليس استراتيجية مناسبة أو فعالة"، لذلك "قام بابطال" المرسوم الرئاسي الذي أصدره سلفه في حزيران/يونيو الماضي والذي يتيح معاقبة قضاة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان "نتيجة لذلك، تم رفع العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا" ومسؤول آخر هو فاكيسو موشوشوكو بالإضافة إلى العديد من القيود على التأشيرات كانت فُرضت في عام 2019 ضد موظفين في المحكمة.
وأوضح أنه يفضل "الحوار" بدلاً من "العقوبات".

التحقيقات في مزاعم بارتكاب جرائم حرب أميركية في أفغانستان أدت إلى فرض عقوبات على المدعية العامة للمحكمة
التحقيقات في مزاعم بارتكاب جرائم حرب أميركية في أفغانستان أدت إلى فرض عقوبات على المدعية العامة للمحكمة

ودعا بلينكن الجمعة الى إصلاح المحكمة الجنائية الدولية قائلا إن "دعمنا لسيادة القانون والوصول إلى العدالة وإمكانية محاسبة المسؤولين عن الفظائع الجماعية هي مصالح أمن قومي مهمة للولايات المتحدة".
ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان بالقرار الأميركي، معتبرا اياه "خبرا سارا لجميع المنخرطين في خدمة مكافحة الإفلات من العقاب، والتعددية والنظام الدولي القائم على سيادة القانون".
وقالت سيلفيا فيرنانديز دي غورمندي "بصفتي رئيسة لجمعية الدول الأطراف في نظام روما الأساسي (المحكمة الجنائية الدولية)، أود أن أعرب عن ارتياحي العميق للقرار الذي اتخذته اليوم حكومة الولايات المتحدة  برفع العقوبات المؤسفة ضد مدعية المحكمة الجنائية الدولية".
وأضافت في بيان "أرحب بهذا القرار الذي يسهم في تعزيز اعمال المحكمة وبشكل عام في تعزيز نظام دولي قائم على القانون".
كانت إدارة ترامب فرضت عقوبات على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا ومسؤولين آخرين في أيلول/سبتمبر لقرارهم فتح تحقيق في مزاعم حول ارتكاب جرائم حرب أميركية في أفغانستان.

أنا مقتنعة بأن هذا القرار يمثل بداية مرحلة جديدة في التزامنا المشترك بمكافحة الإفلات من العقاب

وقالت دي غورمندي ان الجنائية الدولية "رحبت دائما بمشاركة الولايات المتحدة" في عملها، على الرغم من أن واشنطن لم تصدق على قانون روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية.
وأردفت "أنا مقتنعة بأن هذا القرار يمثل بداية مرحلة جديدة في التزامنا المشترك بمكافحة الإفلات من العقاب" في ما يتعلق بجرائم الحرب.

وأشارت إلى أن قرار إدارة بايدن قد "تم تبنّيه في وقتٍ اساسيّ شرعت فيه جمعية الدول الأطراف والمحكمة في عملية مراجعة واسعة لتحسين نظام روما الأساسي".
وقال بلينكن خلال إعلانه عن رفع العقوبات، إن هذه الإصلاحات مشجعة.
وتغادر الغامبية فاتو بنسودا منصبها في حزيران/يونيو ويحل مكانها المحامي البريطاني كريم خان المتخصص في مجال حقوق الإنسان.