واشنطن تقلص مدة السماح للعراق باستيراد الطاقة من ايران

في ما تبدو رسالة للكاظمي مع استمرار هجمات الميليشيات الموالية لايران، الولايات المتحدة تمدد لشهرين اضافيين فقط الإعفاء الممنوح للعراق من العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية في مجال الطاقة.
اربعة اشهر مدة الاعفاء السابق
العراق يستورد من ايران ثلث احتياجاته من الكهرباء والغاز

بغداد - أعلن مسؤول عراقي الأربعاء أنّ الولايات المتّحدة مدّدت لشهرين إضافيين الإعفاء الممنوح للعراق من العقوبات المفروضة على إيران في مجال الطاقة، مما سيتيح لبغداد الاستمرار في استيراد الغاز والكهرباء من الجمهورية الإسلامية.
وعلى الرّغم من أنّ العراق بلد نفطي إلا أنّه يعتمد بشدّة على إيران في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء وذلك بسبب بنيته التحتية المتقادمة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي طاقي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
ومنذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على إيران في نهاية 2018، لم تنفكّ الإدارة الأميركية تمنح العراق الإعفاء تلو الآخر ريثما يعثر على مورّدين آخرين.
وعندما تولّت حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السلطة في أيار/مايو، منحت الولايات المتحدة، التي تخوض في العراق نزاعاً على النفوذ مع إيران، بغداد تمديداً للإعفاء لمدّة أربعة أشهر دفعة واحدة.
واعتبرت تلك الخطوة يومها بمثابة دعم أميركي قوي لحكومة يُنظر إليها على أنّها موالية للولايات المتحدة أكثر من سابقتها.
غير أنّ حكومة الكاظمي فشلت حتّى اليوم في وقف الهجمات الصاروخية، التي أصبحت الآن شبه يومية، ضدّ المصالح الأميركية في العراق.
وكان الكاظمي الذي زار واشنطن في آب/أغسطس الفائت وقّع مذكرات تفاهم مع عدد من شركات الطاقة الأميركية. لكنّ حكومته تواجه أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ العراق الحديث.
وتضرّر العراق بشدّة من انخفاض أسعار النفط، وفاقم الضرر وباء كوفيد-19 الذي بلغ عدد المصابين به في هذا البلد أكثر من 330 الف مصاب توفي منهم أكثر من 8700، بحسب الأرقام الرسمية.
وتصر الولايات المتحدة على أن يتحرك العراق، الدولة المنتجة للنفط والعضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، صوب الاكتفاء الذاتي من الطاقة كشرط لاستثنائه من استيراد الطاقة الإيرانية.
وقبل تولي الكاظمي منصبه، توترت العلاقات بين واشنطن وبغداد بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها أصيبت بخيبة أمل لتقاعس القوات العراقية عن حماية القوات الأميركية المتمركزة في العراق. وتعرضت القوات لعدة هجمات صاروخية هذا العام وحده، تنحي الولايات المتحدة باللوم فيها على فصائل مسلحة تدعمها إيران.
وتدهورت العلاقات الأميركية الإيرانية منذ إسقاط الثورة الإيرانية شاه إيران الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة عام 1979 وبدء عهد من الحكم الديني. وتفجرت التوترات بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 وإعادة فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.
وتفاقمت الازمة إثر هجوم شنته طائرة مسيرة أميركية في الثالث من يناير/كانون الثاني في العراق وأدى إلى مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وأدى الهجوم أيضا إلى مقتل أبومهدي المهندس الذي أسس كتائب حزب الله الشيعية بالعراق بعد الغزو الذي قادته أميركا في 2003.