واشنطن تندد بالتحليق المكثف للطيران الروسي فوق قاعدة التنف

مخاوف من حصول اشتباك بين موسكو وواشنطن على الساحة السورية بعد أيام من سقوط مسيرة أميركية بعد اصطدامها بمقاتلة روسية في البحر الأسود.
الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة تنتقل الى سوريا

واشنطن - اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك اتفاق يعود لنحو 4 سنوات في سوريا وذلك عبر تحليق طائرات روسية فوق قاعدة التنف بشكل يومي ما يعزز المخاوف من حصول اي اشتباك بين الطرفين على الساحة السورية بعد أيام من سقوط مسيرة أميركية في البحر الأسود واتهام مقاتلة روسية بالاصطدام بها.
وحذر اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكويتش، قائد المكون الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأميركية الأربعاء لشبكة "إن بي سي نيوز" من مخاطر التصعيد مشيرا "بأن أحدث تحليق روسي فوق قاعدة التنف حدث قبل ساعات قليلة فقط".
وأوضح ان الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي حوالي 25 مرة حتى الآن هذا الشهر، مقارنة بلا شيء في شباط/فبراير و 14 مرة في كانون الثاني/يناير.
وشدد على ان هنالك زيادة كبيرة في عمليات التحليق مضيفا "أنه بهذا المعدل "تمضي لتصبح ضعف ما كانت عليه في الماضي".
ولا يمكن فصل المواقف الأميركية بشان التصعيد الروسي ضد الوجود الأميركي في سوريا عن حالة الصراع بين البلدين خاصة بعد الاجتياح الروسي لاوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 .
ودخل البلدان في توتر شديد بعد ان تهمت واشنطن مقاتلة روسية باسقاط مسيرة من نوع "ام كيو-9" فيما نفت السلطات الروسية التهم.
وسعت روسيا لتقريب وجهات النظر بين دمشق وانقرة بهذف التوصل الى حلول سياسية وتطبيع العلاقات الثنائية حيث تنظر واشنطن بكثير من القلق بشان هذه الخطوات خاصة تاثيرها على نفوذها في شمال سوريا.
وتعول الولايات المتحدة على التعاون مع الاكراد وخاصة قوات سوريا الديمقراطية لتعزيز النفوذ الاميركي في شمال سوريا وسط مخاوف من تداعيات التدخلات الاجنبية.
وتدخلت موسكو عسكريا في 2015 لصالح نظام الرئيس بشار الاسد حيث قدمت له دعما عسكريا هما مكنه من استعادة مساحات كبيرة من الاراضي السورية فيما باتت المعارضة تسيطرة على مناطق في شمال البلاد فيما تحظة قوات حماية الشعب الكردي بدعم كبير من قبل واشنطن.
وتشعر الولايات المحدة بقلق من جهود تبذلها بعض الدول العربية لاعادة دمشق حليفة موسكو الى الحاضنة العربية حيث اكدت واشنطن معارضتها تطبيع العلاقات مع الأسد بعد أن أجرى زيارة هي الثانية له خلال سنتين إلى الإمارات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين "لن نطبّع العلاقات مع نظام الأسد" مشددا على أن الإدارة الأميركية لا تشجّع أحدا على هذا التطبيع بغياب أي تقدّم حقيقي نحو حل سياسي.
وتابع المتحدث "نحضّ جميع المنخرطين مع دمشق بالتفكير بصدق وتمعّن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون".