واشنطن تندد بالتدخل التركي في قره باغ

بومبيو يؤكد أن تدخل أنقرة في الصراع بين باكو ويريفان زاد الخطر في المنطقة، داعيا لحل الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية.
أميركا تتهم تركيا بتأجيج الصراع في منطقة مشتعلة
انقرة تريد ان تصبح لاعبا رئيسا في ملف قره باغ وذلك بتحريض أذربيجان على مواصلة القتال

واشنطن - أثارت التدخلات التركية لتصعيد النزاع المسلح بين أرمينيا واذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ حفيظة الولايات المتحدة الأميركية التي التزمت الصمت منذ بداية الأزمة ولم تعلق على تلك الانتهاكات.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس إن تدخل تركيا في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان زاد الخطر في المنطقة، ودعا مجددا لحل الأزمة من خلال الجهود الدبلوماسية.
ولاقى عدة مئات حتفهم في هذا القتال، وهو الأعنف منذ الحرب التي اندلعت خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب إقليم قرة باغ وأودت بحياة 30 ألف شخص.
وطبقا للقانون الدولي يتبع إقليم ناغورني قرة باغ أذربيجان لكن يسكنه ويحكمه الأرمن. وأثارت الاشتباكات القلق من احتمال أن ينجر إلى دائرة الصراع تركيا وروسيا خاصة وأن كلا منهما يدعم أيضا طرفا مختلفا في الصراعات الدائرة في سوريا وليبيا.
وتتهم تركيا أرمينيا باحتلال جزء من أراضي أذربيجان وتعهدت بتقديم الدعم الكامل لباكو. ودعت أنقرة مرارا مجموعة مينسك بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، والتي تشكلت للتوسط في الصراع، إلى حث أرمينيا على الانسحاب من المنطقة.
وقال بومبيو في مقابلة مع محطة (دبليو.إس.بي) أتلانتا "لدينا الآن الأتراك الذين تدخلوا وقاموا بتزويد أذربيجان بالموارد مما يزيد من الخطر ويزيد من حدة القتال في هذا الصراع التاريخي".

لدينا الآن الأتراك الذين تدخلوا وقاموا بتزويد أذربيجان بالموارد مما يزيد من الخطر ويزيد من حدة القتال

وأضاف "حل هذا الصراع ينبغي أن يكون عبر المفاوضات والمناقشات السلمية لا من خلال القتال وبالتأكيد ليس من خلال دخول طرف ثالث بتقديم قوته النيرانية لمكان هو بالفعل برميل بارود".
ورغم ان تركيا تنكر دائما تقديم العسكري لباكو لكن الدلائل تشير الى دعم تركي سخي للجيش الاذري سواء بالسلاح او المرتزقة السوريين.
وتراجعت الآمال الخميس في صمود اتفاق لوقف إطلاق النار لدواع إنسانية وسط تزايد عدد القتلى وتصاعد الاتهامات المتبادلة بين أرمينيا وأذربيجان بشن هجمات جديدة.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن القوات المسلحة لبلاده سوف تنتزع السيطرة على كل المناطق المحيطة بالجيب الجبلي المنشق إذا استمرت أرمينيا في "التصرف بسلبية".
واتهمت أرمينيا تركيا، حليفة أذربيجان، بعدم السماح لرحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة من التحليق في مجالها الجوي على الرغم من المخاوف المتصلة باحتمال حدوث كارثة إنسانية.
ولم يكن لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه السبت الماضي، والذي يهدف إلى السماح للطرفين بتبادل الأسرى وجثامين قتلى الاشتباكات، تأثير يُذكر على العمليات العسكرية حول قرة باغ.
وأثار إخفاق وقف إطلاق النار في وضع نهاية للقتال مخاوف بشأن أمن خطوط الأنابيب في أذربيجان التي تنقل الغاز الطبيعي والنفط إلى الأسواق الدولية، كما أثار مخاوف من احتمال استدراج تركيا أو روسيا إلى صراع أوسع.
وقال علييف إن عملية السلام يمكن أن تبدأ فقط في حالة انضمام تركيا لمحادثات الوساطة التي تديرها منذ زمن كل من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأضاف علييف متحدثا لقناة (إن.تي.في) التلفزيونية التركية "تركيا تلعب دورا هنا وهذا حق لتركيا. كان الأمر كذلك تاريخيا".
وأوضح أنه لا يدعو إلى حل عسكري لكن القوات الأذرية يمكن أن تنتزع السيطرة على كل المناطق الخمس الرئيسية في قرة باغ إذا لم تحدد أرمينيا جدولا زمنيا محددا للانسحاب من المنطقة. وقال علييف إنه تم بالفعل "تحرير 40 مستوطنة من المحتلين".
وكانت تركيا دعت الى حوار رباعي وتجاوز مجموعة مينسك التي فشلت وفق وجهة النظر التركية في ايجاد حلول للازمة.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إن بلاده على استعداد لتنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار لكن تقرير مصير جيب ناغورني قرة باغ، الذي انفصل عن السيطرة الأذرية مع انهيار الاتحاد السوفيتي، "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية للأنباء أن وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا عبر الهاتف على أن الحل السلمي هو الخيار الوحيد.

المئات من الجنود قتلوا وجرحوا في اقليم ناغورني قره باغ
المئات من الجنود قتلوا وجرحوا في اقليم ناغورني قره باغ

تزايد القتلى
وقالت وزارة الدفاع في إقليم ناغورني قرة باغ الجمعة إن 29 جنديا قتلوا لترتفع حصيلة القتلى بين قواتها إلى 633 منذ اندلاع القتال مع قوات أذربيجان في 27 سبتمبر/أيلول.
وذكرت أذربيجان الأربعاء أن حصيلة قتلاها المدنيين بلغت 43 شخصا، وأُضيف لهم أربعة قتلى آخرين وثلاثة مصابين في جنازة بمنطقة تارتار عندما سقطت قذيفة مدفعية في المقابر، حسبما قال مكتب المدعي العام الأذري.
وأضاف المكتب أن مدنيين اثنين أصيبا في القصف في آغدام. ولا تكشف باكو عن خسائرها في صفوف العسكريين.
وقال مكتب المدعي العام الأرميني إن طائرات مُسيرة أذرية قتلت جنديين اثنين في منطقة فاردينيس بأرمينيا الأربعاء، مما يرفع عدد قتلى الجيش الأرميني إلى خمسة.
وأضاف أن الجنديين لم يشاركا في عمل عسكري.
وأظهرت بيانات هذا الأسبوع أن صادرات تركيا العسكرية إلى حليفتها أذربيجان زادت ستة أمثال هذا العام. وهناك اتفاقية دفاع بين أرمينيا وروسيا.
وحذرت منظمات دولية منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الصراع، الذي يتزامن مع جائحة كوفيد-19، قد يجعل عشرات الآلاف في حاجة لمساعدات في الشهور المقبلة.
وقال المفوض الأعلى لشؤون الشتات في أرمينيا زاره سنانيان إن توصيل 100 طن من المساعدات الأميركية تعطل بعدما منعت تركيا الطائرة المتجهة إلى أرمينيا حاملة المساعدات من استخدام مجالها الجوي.
وقال رئيس اللجنة تاتيفيك ريفازيان إن لجنة الطيران المدني الأرمنية تلقت الأربعاء إخطارا بأن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من لوس انجليس أُلغيت دون ذكر أسباب.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من وزارة الخارجية التركية المسؤولة عن شؤون المجال الجوي.