واشنطن حريصة على تحصين جهود السلام في الشرق الأوسط

وزير الخزانة الأميركي يزور إسرائيل والبحرين والإمارات ويرأس وفدا الى المنامة لتوقيع اتفاق مرحلي من أجل اقامة علاقات دبلوماسية وفتح سفارتين.
ابوظبي تؤكد ان اتفاقات السلام مع إسرائيل ستسهم في التصدي للارهاب
أميركا تسعى لجعل اتفاقيتي السلام مثالا يمكن اتباعه من قبل عدد من الدول العربية

واشنطن - ذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان الجمعة أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين سيرأس وفدا أميركيا يزور إسرائيل والبحرين والإمارات في الفترة بين 17 و20 أكتوبر/تشرين الأول.
وتأتي الزيارة بعد شهر من توقيع الإمارات والبحرين على اتفاقين لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل ليصبحا أول بلدين عربيين يتخذان هذه الخطوة منذ 25 عاما.
ومن المنتظر ان توقع إسرائيل والبحرين غدا الأحد اتفاقا مرحليا ينص على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، يتضمن فتح سفارتين.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي أن منوتشين سوف يرأس الوفد الإسرائيلي-الأميركي المشترك المقرر وصوله الى المنامة ، حيث تقام مراسم التوقيع.
وذكرت الهيئة أن إسرائيل استجابت لطلب البحرين عدم التوقيع في هذه المرحلة على "معاهدة سلام " شاملة بسبب الجدل الداخلي في البحرين حول الاتفاقية.
وقد تم توقيع اتفاقيتي السلام الشهر الماضي في واشنطن برعاية أميركية خاصة وان ادارة ترامب لعبت دورا كبيرا للتقريب بين الإسرائيليين والإماراتيين وكذلك البحرينيين في الأشهر الأخيرة.
وستكون زيارة وزير الخزانة الى الدول الموقعة على اتفاقيتي السلام رسالة مشجعة لكل من يريد الانخراط في السلام من الدول العربية في منطقة عانت لعقود من تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي.
والخميس صادق الكنيست الإسرائيلي على اتفاق السلام مع الإمارات بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال نتانياهو أثناء النقاشات إنّ "هذا الاتفاق التاريخي هو ثمرة جهود حثيثة"، معرباً عن أمله في توقيع دول إقليمية أخرى "اتفاقات سلام".
وكشف أنّ اتصالات جرت حديثاً وللمرة الأولى بين اسرائيل ودولة أخرى في المنطقة لم يسمها.
ودافع نتانياهو بقوة في كلمته عن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين مضيفا"في منطقتنا الأقوياء أقدر على البقاء على قيد الحياة، الأقوياء محترمون، والأقوياء يصنعون تحالفات، والضعفاء يُسحقون".
وأضاف "العديد من الدول العربية والإسلامية تطلب التقارب مع إسرائيل، التي كان يُنظر إليها على أنها عدو لعقود من الزمن، يُنظر إليها اليوم على أنها حليف قوي، وحتى حليف حيوي".
وتابع "تطالب العديد من الدول العربية والإسلامية بالتقرب منا، يرون قوتنا العسكرية ويغيرون موقفهم تجاهنا" نافيا أن تكون هناك "ملاحق سرية للاتفاق مع الإمارات".
وأفاد مستشار حكومة الإمارات لمكافحة الإرهاب علي النعيمي إن اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات العربية المتحدة ، تسهم في التصدي للتطرف في الشرق الأوسط.

شجاعة اماراتية على المضي في خطط السلام رغم تهديدات ايران وحلفائها وانصار تيارات الاسلام السياسي
شجاعة اماراتية على المضي في خطط السلام رغم تهديدات ايران وحلفائها وانصار تيارات الاسلام السياسي

وقال النعيمي لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "نحن بحاجة إلى تجميع كل الموارد للعمل معا لمكافحة الإرهاب".
وتابع"إنه (ارهابيون) عبر الحدود. انهم في كل مكان. من مسؤوليتنا كمسلمين استعادة ديننا وإظهاره لأطفالنا كدين سلام ".
وذكر النعيمي إنه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية ، أرسلت الإمارات قوات إلى أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة ، ومنذ ذلك الحين طورت استراتيجية شاملة لاستهداف الإرهاب في المنطقة.
واستطرد "الإرهاب ليس له دين .الإرهابيون يشكلون تهديدًا لنا جميعا ، وللعالم ، ولن تكون أي دولة بمفردها قادرة على مكافحة الإرهاب".
وأشار النعيمي إلى أن الإمارات شنت حربا على التطرف في الداخل والخارج من خلال "القوة الناعمة" مثل المساعدات الخارجية والتعليم ، مضيفا أن مثل هذا النهج ضروري لمنع التطرف.
وأوضح أنه حان الوقت للاعتراف أخيرًا بالمكانة المركزية لليهود والمسيحيين في تاريخ المنطقة.
وقال إن التعايش هو وجه أساسي لمستقبل أكثر استقرارا ، مضيفا: "جذور اليهود والمسيحية في هذه المنطقة ، وليس في أميركا الشمالية أو أوروبا.إنهم ينتمون إلى هنا. هم جزء منا ".
وقال النعيمي: "أولئك الذين يساعدون المسيحيين أو اليهود على الخروج من (دول مثل) العراق والمغرب وسوريا ومصر يفعلون شيئًا يمثل تهديدًا لنا جميعًا"، متابعا "أولئك الذين هم جزء من تاريخنا يجب أن يكونوا جزءًا من مستقبلنا".

ويبدو ان رسالة النعيمي موجهة الى الاطراف غير الراغبة في السلام سواء من ايران وحلفائها او انصار تيارات الاسلام السياسي والتي وجهت تهديدات صريحة للامارات عقب توقيع اتفاقية السلام.