واشنطن ستشارك في تحقيقات حول تحطم الطائرة الأوكرانية

الوكالة الأميركية المكلفة بسلامة النقل تؤكد انها تواصل متابعة الوضع حول تحطم الطائرة وتقييم مستوى مشاركتها في التحقيق دون التكهن حول أسبابه بينما عبرت فرنسا عن استعدادها للمشاركة في التحقيق.
مسؤولون أميركيون سلموا معلومات مهمة لكييف تتعلق بالطائرة الاوكرانية

واشنطن - أعلنت الوكالة الأميركية المكلفة بسلامة النقل الخميس أنها تلقت مذكرة من السلطات الجوية المدنية الإيرانية للتحقيق في أسباب تحطم طائرة البوينغ الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران الأربعاء.
وقالت الوكالة في بيان إنها "تواصل متابعة الوضع حول تحطم الطائرة وتقييم مستوى مشاركتها في التحقيق. كما في كل تحقيق شاركت فيه الهيئة الوطنية لسلامة النقل، لم تطلق الوكالة تكهنات حول أسباب" تحطم الطائرة.
وبموجب قواعد المنظمة الدولية للطيران المدني، اختارت الهيئة ممثلا للتحقيق في هذه الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصا معظمهم من الإيرانيين والكنديين.

وسلّم مسؤولون أميركيون "معلومات مهمة" لكييف تتعلق بالطائرة الاوكرانية، وفق ما أفاد وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو الجمعة.
وقال بريستايكو عبر تويتر "التقينا أنا والرئيس فولوديمير زيلينسكي بممثلين عن الولايات المتحدة. حصلنا على معلومات مهمة سيحللها خبراؤنا".
وسيتحدث زيلينسكي حول الموضوع في الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ) الى جانب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. 
وطلب الرئيس الأوكراني من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا عناصر تبين، وفقا لها، أن الطائرة أصيبت بصاروخ أرض جو إيراني. 
بدوره صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الجمعة أن فرنسا مستعدة لتقديم خبرتها التقنية في التحقيق بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ بالقرب من طهران إذا تقدمت إيران بطلب لذلك.

وقال لودريان لإذاعة "ار تي ال" إن "فرنسا مستعدة للمساهمة بالخبرة اللازمة"، موضحا انها لم تتلق "حاليا" طلبا في هذا الشأن.

ورفض الوزير الفرنسي التكهن بأسباب تحطم الطائرة الأوكرانية.

وقال "قبل أن نتخذ أي موقف نحتاج إلى توضيح كامل لما حدث لذلك هناك تحقيقات دولية يجب أن تجرى". وأضاف "يجب قبل التكهنات كشف الحقيقة في ظروف تتسم بالشفافية الكاملة، والطلب من السلطات الإيرانية فعل ذلك".
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صرح الخميس أن مصادر استخبارية عدة، بما في ذلك كندية، تشير إلى أن طائرة البوينغ 737 التي تحطمت قرب طهران الأربعاء "أُسقِطت بصاروخ أرض-جو إيراني".
وقال ترودو في مؤتمر صحافي "لدينا معلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك من حلفائنا ومن اجهزتنا... تشير إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض-جو إيراني. ربما لم يكن الأمر متعمداً".
وطلبت إيران من كندا تقديم معلومات لها.
من جهته، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "شكوك" بشأن أسباب تحطم طائرة الركاب الأوكرانية بعيد إقلاعها. 
ووقعت الكارثة بعد قليل على إطلاق طهران صواريخ على قواعد يستخدمها الجيش الأميركي في العراق.
وكانت كندا طلبت الخميس من السلطات الايرانية إجابات على "أسئلة كثيرة"، كما طالبت اوكرانيا بدعم "غير مشروط" من الامم المتحدة للتحقيق في حين دعت بريطانيا الى تحقيق "موثوق ونزيه" في تحطم الطائرة التابعة للخطوط الأوكرانية.
وقال ترامب ردا على أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض حول تحطم الطائرة "لدي شكوكي". وأضاف "لدي شعور بأن شيئا رهيبا قد حدث".
واضاف ترامب إن الطائرة "كانت تحلق في أجواء صعبة للغاية وكان من الممكن أن يرتكب شخص ما خطأ"، مضيفا "يقول البعض إنه كان (عطلاً) ميكانيكيا. أنا شخصيا لا أعتقد أن هذا أصلاً ممكن".
وفي ترديد إلى ما خلصت إليه الولايات المتحدة وكندا، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تحقيق شامل وشفاف في الحادث الذي قتل 176 شخصا بينهم أربعة بريطانيين.
وقال جونسون في بيان "هناك الآن معلومات تفيد بأن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني. قد يكون هذا غير مقصود. تواصل بريطانيا دعوة جميع الأطراف بشكل عاجل إلى خفض التوتر في المنطقة".
ونقلت مجلة نيوزويك ومحطتا سي بي إس وسي إن إن عن مسؤولين قولهم إنهم يزدادون ثقة بأن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أسقطت الطائرة بطريق الخطأ، بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية والرادار والبيانات الإلكترونية.

سقوط الطائرة الاوكرانية
شكوك دولية بان الطائرة تعرضت لهجوم صاروخي ايراني عن طريق الخطا

وقال مسؤول أميركي إنه وفقا لبيانات الأقمار الصناعية فإن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية بوينج 737-800 التي أقلعت في رحلة إلى كييف حلقت لدقيقتين فقط بعد مغادرة طهران عندما رُصدت بصمة حرارة صاروخين أرض-جو أعقبه بسرعة انفجار بمحيط الطائرة. وأظهرت بيانات بصمة الحرارة بعد ذلك الطائرة تهوي وهي مشتعلة.
بدوره، طلب مساعد وزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا أمام مجلس الأمن الدولي الخميس "دعما غير مشروط" للخبراء المكلفين التحقيق حول تحطم طائرة الركاب الأوكرانية.
وقال كيسليتسيا خلال اجتماع حول موضوع الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، "أُزهقت 176 روحا بريئة"، مضيفا ان "ظروف هذه الكارثة لم تتضح بعد. يعود الآن للخبراء أن يحققوا ويجدوا أجوبة حول مسألة معرفة من تسبب بحادث التحطم. يجب من أجل ذلك أن يتلقى خبراؤنا دعما غير مشروط في تحقيقهم".
وفي أوتاوا، أفاد بيان بأن وزير الخارجية الكندي أجرى اتصالا نادرا مع نظيره الإيراني للتشديد على رغبة بلاده في التحقيق في تحطم الطائرة.
وبحسب البيان "شدد الوزير على الحاجة إلى سرعة السماح لمسؤولين كنديين بدخول إيران لتقديم خدمات قنصلية والمساعدة في تحديد هوية الضحايا والمشاركة في التحقيق".
واضاف ان "لدى كندا والكنديين أسئلة كثيرة ستحتاج إلى الإجابة عنها".
وتحدث الوزيران في وقت متأخر من مساء الأربعاء لكن البيان صدر الخميس. ولا ترتبط كندا بعلاقات دبلوماسية مع إيران منذ 2012.
أما في ايران، فقد نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الخميس عن رئيس هيئة الطيران المدني بالبلاد نفيه ما اسماها "الشائعات غير المنطقية".
وقال علي عابد زادة للوكالة "من الناحية العلمية، من المستحيل أن يضرب صاروخ الطائرة الأوكرانية ومثل هذه الشائعات غير منطقية".
وقال المسؤول الإيراني عن الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما الأربعاء، إنّ "لدى إيران وأوكرانيا القدرة على تحميل المعلومات" التي يحملها الصندوقان.
ولكنه استدرك بالقول "لو كانت ثمة ضرورة إلى اتخاذ تدابير أكثر تخصصا لاستخراج معلومات وتحليلها، فبإمكاننا القيام بها في فرنسا أو دولة أخرى".
ونفت الخطوط الجوية الأوكرانية وجود أعطال في الطائرة المنكوبة، مؤكدة أنها جديدة وتم فحصها قبل يومين.
وبحسب العناصر الأولية للتحقيق الذي تجريه هيئة الطيران المدني الإيرانية، فإنّ الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت بعد وقت قليل من إقلاعها من طهران، كانت في طريق العودة الى المطار بعد مواجهتها "مشكلة" واندلاع حريق على متنها.
ووقعت كارثة الطائرة الاوكرانية في ظل توتر شديد بين ايران والولايات المتحدة، وبعد قيام طهران باطلاق صواريخ على قواعد تستخدمها قوات أميركية في العراق.