واشنطن لن تترك الهجوم على أرامكو يمرّ دون ردّ

نيويورك - أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الخميس أن واشنطن لن تسمح للهجمات على أرامكو السعودية أن تمر دون رد، مضيفا "لن نتسامح مع من يتسترون على تلك الفظائع".

وحذر بومبيو من أن العقوبات الأميركية على إيران ستتواصل في حال واصلت طهران سياساتها الحالية. وقال في تصريحات خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك "حققنا تقدما ملموسا في الملف الإيراني ومستمرون في حملة الضغط القصوى على النظام الإيراني".

 وأضاف "فرضنا عقوبات على بعض الشركات الصينية التي تعاملت مع إيران وضغوطنا مستمرة على طهران التي تمثل التهديد الحقيقي في المنطقة والعالم كله".

وتابع "ما نطلبه من طهران هو السلم وليس زعزعة الأمن"، لافتا إلى أن طهران ليست مستعدة لتغيير سلوكها والتصرف بصفتها دولة طبيعية، مشيرا إلى أن إيران تتحمل مسؤولية الهجوم على منشآت شركة أرامكو بالسعودية، لافتا إلى أن الهجمات كانت ضخمة ومعقدة للغاية.

وفي 14 من الشهر الجاري، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة وصواريخ كروز تبنتها جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن.

وتمسكت إيران اليوم الخميس بإنكار مسؤوليتها عن هجوم 14 سبتمبر/أيلول الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين وتسبب في توقف نصف إنتاج المملكة تقريبا وإحداث حالة من الإرباك في سوق النفط.  

ومع أن التقييم الأولي الأميركي السعودي وبقايا الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم، إيرانية، تحدّى الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس الدول التي تتّهم طهران بالوقوف خلف قصف منشآت نفط سعودية هذا الشهر بأن تقدّم أدلّة على ذلك.

وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك غداة كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "يجب على من يطلقون الاتهامات تقديم الأدلة اللازمة. ما هو دليلكم؟".

وأوضح أنّه خاطب الزعماء الأوروبيين الذين وجّهوا الاتّهام إلى بلاده الاثنين بالوقوف خلف الهجمات سائلا إيّاهم "ما هي أدلّتكم؟"، مضيفا "لقد ردّوا بالقول إنّه ليس لديهم مثل هذه المعلومات"، مضيفا أنّه تحدّاهم بالقول "إذا كان لديكم أيّ دليل أو مستندات، فأرجوكم أن تبرزوها لي".

وكان قادة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اعتبروا في بيان مشترك صدر في ختام قمة ثلاثية في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين أنّه "من الواضح بالنسبة إلينا أنّ إيران تتحمّل المسؤولية (عن الهجمات على المنشآت النفطية السعودية). لا يوجد تفسير آخر ممكن".

وبإعلانها هذا انضمت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى واشنطن والرياض اللتين اتهمتا إيران بالتورط في الهجمات التي استهدفت السعودية وتبناها المتمردون الحوثيون في اليمن.

وتنفي طهران باستمرار أي علاقة لها بهذه الهجمات التي أدت إلى تراجع إنتاج النفط السعودي بشكل كبير وارتفاع أسعار برميل النفط.

وتقود السعودية حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على أجزاء من الأراضي اليمنية.

وشدّد روحاني على أن "اليمنيين لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم"، مطالبا الرياض التي تقود تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية في مواجهة المتمرّدين الحوثيين، إلى وقف هذه "الحرب غير المجدية"، مضيفا "أنصح أميركا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا بالكف عن إمداد المملكة العربية السعودية بالأسلحة".

ودأبت إيران على إنكار أي مسؤولية لها على أي نشاط مزعزع للمنطقة. وأنكرت مرارا تزويد الحوثيين بالأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ولا يملك المتمردون القدرة على تطوير الأسلحة في الوقت الذي قدم التحالف العربي في أكثر من مناسبة أدلة قاطعة على أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها المتمردون إيرانية الصنع.