واقعية ودبلوماسية العاهل المغربي الهادئة تعزل البوليساريو

الحكومة المغربية تعلن أن 50 دولة سحبت في السنوات القليلة الماضية اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية، متوقعة تواصل مسار سحب الاعترافات في قادم الأيام.

أقلّية معزولة فقط لاتزال تعترف بالبوليساريو
تراجع لافت للدعم الدولي لـ'جمهورية الوهم' الانفصالية
البوليساريو تعيش حالة من الإرباك والتخبط بعد استقالة بوتفليقة
الواقعية المغربية تحشر البوليساريو في الزاوية

الرباط - تقلص إلى حدّ كبير عدد الدول التي تعترف بجبهة البوليساريو الانفصالية الكيان غير الشرعي الذي يتمسك باستفتاء على تقرير المصير في الصحراء المغربية وذلك بفضل الدبلوماسية الهادئة والمعالجة الواقعية التي أرساها العاهل المغربي الملك محمد السادس ضمن جهود واسعة من بينها استعادة المملكة لعضويتها في الاتحاد الإفريقي بعد نحو ثلاثة عقود من الانسحاب من المنظمة الإفريقية إضافة إلى التوسع الاقتصادي والسياسي في العمق الإفريقي وتحصين المملكة أمنيا.

وبحسب الحكومة المغربية فإن عدد تلك الدول التي وفّرت في السابق دعما لـ'شرعية' وهمية للبوليساريو، تراجع بشكل كبير ما يؤكد وجاهة الخيار المغربي والمعالجة الواقعية للنزاع في الصحراء المغربية عبر اقتراح سابق بحكم ذاتي تحت سيادة المملكة وهو الخيار الذي دعمته وأشادت به العديد من الدول العربية والغربية وأيضا عبر الاحتكام للشرعية الدولية والتفاوض المدروس دون تنازل عن الثوابت الوطنية.

وتلقى المغرب في الفترة الماضية دعما كبيرا وواسعا لوحدته الترابية في مواجهة دعوات الانفصال التي تقودها البوليساريو في ما يتعلق بالنزاع القائم حول الصحراء والتي تؤججها أطراف خارجية.

وأعلن مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن حوالي 50 دولة سحبت اعترافها بالجبهة الانفصالية في السنوات الأخيرة، مضيفا أن "الكيان الوهمي الذي كان قبل عقود يتحدث عن أزيد من 80 دولة تدعمه، اليوم هذا العدد تقلص بكثير وباتت أقلية محدودة جدا تعترف به".

قيادة البوليساريو تعيش حالة من التخبط مع تراجع الدعم الدولي وتواتر سحب الاعترافات بالكيان غير الشرعي
قيادة البوليساريو تعيش حالة من التخبط مع تراجع الدعم الدولي وتواتر سحب الاعترافات بالكيان غير الشرعي

وفي الأيام القليلة الماضية انضمت السلفادور وحكومة باربادوس للدول التي سحبت اعترافها بالكيان غير الشرعي الذي يعيش حالة من الإرباك مع انحسار دعايته الخارجية تحت غطاء المظلومية ومع تراجع الدعم الجزائري بفعل انشغال السلطة الانتقالية بأزمتها الداخلية. وشكّلت الجزائر لعقود حاضنة قوية للجبهة الانفصالية ووفرت لها دعما سياسيا خارجيا.

وتحدث الخلفي اليوم الخميس في المؤتمر الأسبوعي الذي يعقب عادة اجتماعا لمجلس الحكومة عن صفعة قوية تلقتها البوليساريو بإعلان السلفادور وحكومة باربادوس سحب اعترافهما بها.

وأشار إلى أن المغرب على يقظة تامة للتعامل مع استفزازات خصوم الوحدة الترابية للمكلة، موضحا أن الرباط تتوافر على نظام لليقظة يعمل على التصدي فورا لكل المحاولات التي تهدف إلى المس بقضيته الوطنية.

ويؤكد المغرب أن وحدته الترابية خط أحمر ويتمسك بسيادته كاملة على الصحراء وهي من الثوابت الوطنية غير القابلة للمساومة.

وقال الخلفي إن "خير دليل على ذلك هو التعبئة الجماعية لمصالح المغرب بخصوص واقعة الكاف (الاتحاد الإفريقي لكرة القدم)، التي انتهت بتقديم اعتذار رسمي إلى المملكة المغربية".

وتوقع أن مسار سحب الاعترافات بـ"الجمهورية الوهمية" (في إشارة إلى الكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية الصحراوية) سيتواصل في قادم الأيام بفضل ما يحققه المغرب في هذا المجال من مكتسبات.

وكانت حكومة السلفادور قررت سحب اعترافها بما يسمى بالجمهورية الصحراوية ودعم الوحدة الترابية للمغرب، مؤكدة أنها ستبلغ منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية بهذا القرار.

وأكدت أيضا أنها تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية ومبادرتها للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي.

والأسبوع الماضي أعلنت أيضا حكومة باربادوس سحب اعترافها بالكيان غير الشرعي بعد أن كانت قد استبقت هذا القرار في 2013 بتجميد اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية.

كما قررت حكومة التي سبق أن جمدت اعترافها بـ "الجمهورية الصحراوية" الوهمية سنة 2013، الأسبوع الماضي، سحب اعترافها بالكيان الانفصالي.

وتتماشى قرارات عدة دول بسحب اعترافاتها السابقة بالكيان الانفصالي، مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.