وثائق مسربة تسلط الضوء على البعد التركي في اقالة رئيس الوزراء القطري

تركيا أرادت إزاحة الشيخ عبدالله لتجنب اية عوائق امام تمرير اتفاقية امنية موسعة تشمل حماية وتنظيم مونديال 2022.
تركيا تحمي قطر وتشارك في تنظيم كأس العالم
وحدات من الشرطة التركية تؤمّن مسابقة كأس العالم وما بعدها
الاتفاقية تتيح لقطر طلب المساعدة من تركيا في اي تهديد امني او عسكري
شراكة ثنائية استراتيجية في تجهيز وتنظيم المونديال تمتد خمس سنوات قابلة للتجديد

لندن – سلطت وثائق مسربة الضوء على مدى قوة التاثير التركي في إزاحة رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ عبدالله بن ناصر عن منصبه بهدف تمرير اتفاقية أمنية شاملة تستهدف حماية وتنظيم مسابقة كاس العالم 2022.
وينظر الى الشيخ عبدالله بن ناصر على انه من مؤيدي المصالحة مع الخليج ومن غير الراضين عن تزايد التغلغل التركي في شؤون قطر من موقعه سابقا كوزير للداخلية ايضا، خصوصا فيما يتعلق بالمونديال القادم.
وكشفت الوثائق التي نشرها موقع "نوردك مونيتور" الاخباري عن فحوى الاتفاقية التي وقعت مؤخرا  في انقرة، وتتضمن نشر وحدات من الشرطة التركية لحماية وتنظيم العرس الكروي العالمي.
وطبقا للوثيقة التي كشف عنها موقع نوردك مونيتور الاخباري، فإن الاتفاقية صالحة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد وتشمل ايضا توفير الحماية للفعاليات الأخرى الكبيرة التي تنظمها قطر بعد المونديال. 
ومع وجود القاعدة التركية التي تضم الاف الجنود وتم تعزيزها قبل اشهر بقوات برية وبحرية وجوية، يمكن للدوحة -بحسب الاتفاقية الجديدة- طلب المساعدة من انقرة في أي تهديد عسكري او امني قد تتعرض له.

كاس العالم مبررا للتوغل التركي في قطر!
كاس العالم مبررا للتوغل التركي في قطر!

وذكر معلقون على مواقع التواصل ان تركيا ارادت استبعاد رئيس الوزراء القطري السابق من موقعه ايضا كوزير للداخلية، وهو المسؤول الاول عن تامين المونديال.
وقالت تقارير ومصادر مقربة من الاسرة الحاكمة في قطر ان ازاحة الشيخ عبدالله مرتبطة اساسا بموقفه المساند لانهاء المقاطعة العربية، وهو الموقف الذي ترفضه انقرة وتعتبره خطرا على مصالحها في المنطقة.
لكن انقرة ايضا تريد تمرير الاتفاقية الامنية وحماية كأس العالم وتوسيع نفوذها في المنطقة من دون اية عوائق.
وسادت اجواء من التفاؤل قبل انعقاد القمة الخليجية التي استضافتها الرياض قبل اشهر وشارك فيها الشيخ عبدالله ممثلا لقطر وحظي باستقبال لافت من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

اتفاقية فرض حماية تركية على قطر المعزولة عن محيطها العربي

لكن سرعان ما انقلب موقف الدوحة باتجاه تكريس الازمة مع الخليج لأسباب ذكرت تقارير انها مرتبطة بصراعات داخل الاسرة الحاكمة في قطر.
وبحسب التصريحات الرسمية، تهدف الاتفاقية التي ابرمت نهاية اكتوبر/تشرين الاول في انقرة الى بناء "شراكة استراتيجية" في تجهيز وتأمين المونديال. لكن الاتفاقية لا تقتصر على المونديال ولا تتوقف عنده.
وقال مراقبون ان هذه الاتفاقية بمثابة "فرض حماية" من تركيا على قطر المعزولة عن محيطها العربي وتمثل حصيلة الهرولة القطرية نحو تركيا منذ قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة قبل اكثر من سنتين.
والعلاقات متأزمة ايضا بين تركيا والدول الاربع. ومن شأن تطبيق هذه الاتفاقية ان تشحن المنطقة بالمزيد من التوترات وتطرح تحديات وتهديدات للأمن في العالم العربي.
وفقا للاتفاقية "يتعاون البلدان في تدابير مكافحة الجريمة ومكافحة الارهاب والمشاركة في المهام الميدانية المتصلة بالفعاليات الكبيرة"، بالاضافة الى "المشاركة في التنفيذ والتخطيط" لهذه الفعاليات.

تركيا عززت وجودها في قطر بقوات بحرية ومنشآت طيران حربي والاف الجنود المشاة
تركيا عززت وجودها في قطر بقوات بحرية ومنشآت طيران حربي والاف الجنود المشاة

وهذا يعني ان تركيا ستشارك فعلا في تنظيم مسابقة كاس العالم، التي طالما رفضت قطر اي شكل من المشاركة العربية في تنظيمها.
ووقع الاتفاقية نائب وزير الداخلية التركي محترم انجي  ورئيس اللجنة الأمنية القطرية الخاصة بتنظيم المونديال العميد ابراهيم خليل المهندي في انقرة أواخر اكتوبر/تشرين الثاني.
وكانت صحيفة الصباح الموالية لحكومة الرئيس رجب طيب اردوغان، قالت ان تركيا سترسل جنودا الى قطر من قوات التدخل العاجل والعمليات الخاصة وازالة الالغام والقنابل والحماية من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية.
وكان "نوردك مونيتور" كشف في تقرير سابق عن خطط الحكومة التركية لتوسيع قاعدتها في قطر لتشمل قوات بحرية ومنشآت جوية وجنود مشاة.