"وجوه أماكن" فيلم تسجيلي لأكبر مخرجة سنًّا في العالم

المخرجة الفرنسية آنيّس فارادا قامت بتجربة جديدة عليها، إذ اشتركت مع الفنان جي آر بإخراج فيلم تسجيلي فني بعنوان "وجوه قرى" وتُرجم إلى الإنجليزية "وجوه أماكن".
آنيَس كانت الأنثى الوحيدة بين مجموعة مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة التي ظهرت في فرنسا في الستينيات، حيث انتهجت أسلوب الموجة في أعمالها 
جي آر له تجارب سينمائية في مجال الفيلم التسجيلي، تروي قصص أناس عاديين في أماكن عامة في أرجاء العالم سينما

عمّان ـ عندما أتمت المخرجة الفرنسية آنيّس فارادا عامها التسعين كانت أكبر مخرجة سنًّا في العالم، وقامت بتجربة جديدة عليها، إذ اشتركت مع الفنان جي آر بإخراج فيلم تسجيلي فني بعنوان "وجوه قرى" وتُرجم إلى الإنجليزية "وجوه أماكن".
 جي آر اشتهر بلوحاته الجدارية الفوتوغرافية، التي كان يطبعها خاصة على الجدران في القرى التي كان يتردد عليها.
كانت آنيَس الأنثى الوحيدة بين مجموعة مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة التي ظهرت في فرنسا في الستينيات، حيث انتهجت أسلوب الموجة في أعمالها. 
اهتمت فاردا بالتصوير الفوتوغرافي، العامل المشترك بينها وبين أشهر الفنانين البصريين في وقتنا الحالي جي أر، الفرنسي صاحب العديد من الأعمال الفنية التي تقوم بأساسها على التصوير، وقد نفذ أعمالاً مهمة غطت أماكن شهيرة مثل مدخل وساحة متحف اللوفر في باريس، وأخرى في عدد من الولايات في أميركا. 
كما أن له تجارب سينمائية في مجال الفيلم التسجيلي، تروي قصص أناس عاديين في أماكن عامة في أرجاء العالم. وهو العمل المشترك الثاني الذي مهد لولادة فيلم "وجوه أماكن". كما أن كل واحدٍ منهم مطلع ومعجب بأعمال الآخر وفنه.
بدأت فكرة تصوير الفيلم عندما اقترح جي. أر على فاردا مشاركته في رحلة يتوجهان فيها إلى القرى في شمال فرنسا، تختار هي القرى التي تعجبها، وتقرر فكرة العمل الفني الذي ترغب بطباعته على الجدران، ليصنع هو جداريات تمثل قصص الناس هناك، ويكون هو وفريقه تحت تصرفها في التنفيذ. 
خلال رحلتهما يمران بإحدى القرى، فيطبعان وجوه المارة على جدار حجري، وفي أفواههم رغيف خبزٍ فرنسي. ثم إلى قرية أخرى، كان يسكنها عمال المناجم قديماً وسيتم هدمها. يسكن تلك القرية العجوز جانين التي ترفض أن تغادر بيتها لأنه يمثل لها حلقة وصل مع ذكرى والدها، فيطبعان صور عمال المناجم الأرشيفية، ويزيدان عليها صورة جانين.  

French cinema
يحتفي بالناس العاديين 

 وهكذا تتوالى القصص، من المزارع الذي يزرع ويعمل في أرضه الشاسعة دون أي مساعدة. ومزرعة أخرى تقوم بتربية الماعز، حتى تصل إلى شاطئ البحر الذي كان يوماً جزءًا من فيلمها الجميل "شواطئ أنييس" فتتذكر زوجها المخرج الفرنسي جاك ديمي، وتحكي خلال الرحلة العديد من القصص والمخاوف الشخصية التي تراودها. 
في كل مكانٍ يزورانه يتركان جدارية تصور سكان المنطقة أو أحد الأشخاص فيها، بعملٍ يحتفي بالتجربة الإنسانية وبالإنسان.
تقوى صداقة جي آر وآنيَس خلال الرحلة، يشارك كلُ منهم تفاصيل وذكريات الآخر. يقوم جي آر بطباعة عيني أنيس وإلصاقهما على حافلة تجول أنحاء فرنسا، لتتمكن من رؤية الأماكن التي لم تزرها من قبل، ويصحبها لزيارة جدته البالغة من العمر مائة عام ويرجع الفضل إليها في استطاعته التعامل مع المسنين. 
وتقرر هي في رحلتهما الأخيرة، زيارة صديقها المخرج الفرنسي جان لوك غودار، بعد فترة انقطاع دامت خمس سنوات. نظّارات جي آر تذكرها بنظّارات غودار التي يلبسها على الدوام، وتذكر كيف خلعها عندما مثَّل في فيلمها "كليو من الخامسة إلى السابعة".
نستطيع أن نقسم الفيلم الى ثلاثة أجزاء، على اختلافها، قدمت سرداً فنياً متكاملاً. جزء مكتوب ومتفق عليه، وهو ما حدث في أول الفيلم وفي مشهد فحص نظر آنيّس عبر مجموعة من البشر تحمل حروفًا. وجزء تسجيلي مع الأشخاص الذين حكوا وشاركوا قصصهم في القرى. أما الجزء الثالث فهو التصوير الفوتوغرافي يتبعه تعليق صوتي. أغلب الحوار بين آنيّس وجي. آر تعليقً صوتيً.
"وجوه أماكن" يحتفي بالناس العاديين وجوههم وقصصهم، يحتفي بآنيّس كعلامة مضيئة في تاريخ سينما، يحتفي بشخصياتها الفريدة ويبحث عن قصص الماضي والحاضر ويثبتهم على الجدران والأبنية، على المكان الباقي، لتبقى ثابتة في الذاكرة. 
الفيلم الفرنسي تعرضه مؤسسة عبدالحميد شومان بعمّلت، عند السادسة والنصف من مساء.