وزير اسرائيلي يثير "اشمئزاز" واشنطن بالدعوة لمحور قرية فلسطينية

الولايات المتحدة تطلب من نتنياهو التنصل من تصريحات بتسلئيل سموتريتش علنا.
الفلسطينيون يدعون المجتمع الدولي لمحاكمة سموتريتش لتحريضه على الارهاب
المعارضة الاسرائيلية تندد بدعوات محو مدينة حوارة الفلسطينية

القدس - طالب وزير المالية الإسرائيلي اليميني بتسلئيل سموتريتش الأربعاء بمحو قرية حوارة الفلسطينية التي تعرضت قبل أيام لهجمات المستوطنين وسط تنديد دولي خاصة من قبل واشنطن التي عبرت عن اشمئزازها من تلك الدعوات فيما يطالب الفلسطينيون بحماية دولية بعد أيام من هجمات مروعة لمستوطنين أدت لمقتل فلسطيني وجرح آخرين وحرق عدد من المنازل.
وقال سموتريتش خلال كلمة له في مؤتمر نظمه موقع "ماركر" الاقتصادي الإسرائيلي بالقدس الغربية."قرية حوارة يجب أن تُمحى أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وليس، لا سمح الله، أفراد عاديين".
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وزير المالية كان يرد على سؤال عن سبب إعجابه بتغريدة لنائب رئيس مجلس المستوطنات شمالي الضفة الغربية دافيدي بن تسيون الذي دعا إلى أن "تُمحى حوارة اليوم".
والأحد، أعاد وزير المالية نشر تغريدة بن تسيون قبل أن يبادر لحذفها لاحقا ولكنه كرر نفس الموقف بأقواله اليوم.
وتعرضت قرية حوارة جنوبي نابلس وبلدات مجاورة، مساء الأحد، إلى هجوم نفذه مئات المستوطنين الإسرائيليين ما أدى إلى مقتل فلسطيني وجرح العشرات إضافة إلى إحراق والتسبب بأضرار لعشرات المنازل والسيارات.
وقوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين بإدانات دولية واسعة بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورفض سموتريتش وهو أيضا وزير إضافي بوزارة الدفاع الإسرائيلية، اعتبار ما قام به المستوطنون "إرهابا يهوديا".
غير أنه قال لاحقا الأربعاء، في تغريدة على تويتر: "لتجنب الشك، لم أقصد بكلماتي محو قرية حوارة، ولكن فقط للتصرف بشكل هادف ضد الإرهابيين وأنصار الإرهاب بداخلها وأخذ الثمن الباهظ منهم لاستعادة الأمن لسكان المنطقة" أي المستوطنين.
إلا أن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد قال في تغريدة على تويتر "دعوة الوزير سموتريتش إلى محو حوارة تحريض على جريمة حرب". مضيفا "لقد خرجت هذه الحكومة عن مسارها".

نتنياهو قارن بين احداث حوارة واحتجاجات المعارضة في تل ابيب
نتنياهو قارن بين احداث حوارة واحتجاجات المعارضة في تل ابيب

وعبرت الولايات المتحدة عن انزعاجها من التصريحات حيث  قالت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء إن تصريحات وزير المالية تصل إلى حد التحريض على العنف، وطلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التنصل منها علنا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحفيين إن تصريحات سموتريتش "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز". مضيفا "مثلما نندد بالتحريض الفلسطيني على العنف، فإننا نستنكر هذه التصريحات الاستفزازية التي تصل أيضا إلى حد التحريض على العنف".
لكن نتنياهو سعى لاستغلال العنف في حوارة سياسيا وذلك بالمقارنة بين تلك الأحداث والاحتجاجات ضد حكمه في تل أبيب.
وقال "لن نقبل انتهاك القوانين والعنف لا في حوارة ولا في تل أبيب ولا في أي مكان".
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير المالية الإسرائيلي بـ "الإرهابي"، وبأن دعوته لمحور بلدة حوارة هي "دعوة إرهابية عنصرية يعلنها وزير إرهابي في حكومة الاحتلال".
وطالب الشيخ في تغريدة عبر تويتر، "المنظمات الدولية الحقوقية بمحاكمة هذا الإرهابي بتهمة الدعوة لارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني".

بدورها، اعتبرت حركة "حماس" تصريحات سموتريتش "مؤشرا خطيرا على مستوى الإجرام والتحريض العلني لارتكاب المستوطنين المزيد من المجازر بحق شعبنا الفلسطيني بغطاء رسمي من حكومة الاحتلال".
وقال عبداللطيف القانوع المتحدث باسم الحركة، في بيان "التصريحات تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً للجم تطرف وعنف الاحتلال ومحاسبة قادته على جرائمهم التي تجاوزت كل حدود".
وأضاف القانوع "شعبنا وشبابنا الثائر سوف يقابل هذه المطالبة الصهيونية بمزيد من الوحدة والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال".
وتقع قرية حوارة، جنوب مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، ويمر من خلالها آلاف المستوطنين يوميا للوصول إلى مستوطناتهم المقامة على أراضي محافظة نابلس.