وزير السياحة الإيراني يغرد خارج سرب السلطة الدينية

وزير السياحة الإيراني يدخل بدعوته لانفتاح اجتماعي وانتقاده أسلوب القمع في التعامل مع النساء، في مواجهة مع المحافظين المتشددين.
وزير إيراني يدعو لتخفيف القيود الاجتماعية واستبدال القسوة باللين
وزير السياحة الإيراني يقر بضيق الحال بسبب القيود الاجتماعية والقمع

طهران - أقر وزير السياحة الإيراني عزت الله ضرغامي بحالة الضيق التي تعاني منها إيران جراء القيود المشددة على النساء، داعيا للمزيد من الانفتاح الاجتماعي خاصة بالنسبة للمرأة، مشيرا إلى أن الإيرانيات شوهدن خلال الاحتجاجات بلا حجاب، مشددا على ضرورة تفهم الناس بدلا من القسوة معهم، وفق ما نقلت عنه اليوم الخميس وسائل إعلام محلية.

وتأتي تصريحات ضرغامي بينما تواصل السلطة الدينية التي تحكم قبضتها على البلاد منذ العام 1979، حملة قمع تعتبر الأكثر قساوة مع تصعيد في وتيرة الإعدامات والاعتقالات بحق المحتجين ومواجهتهم بالحديد والنار في الشوارع.

وقال الوزير الإيراني "ضيق الأفق موجود للأسف في البلاد ولكن لم يعد بإمكاننا أن نكون قاسين على الناس"، مضيفا "لتطوير السياحة وتحسين الحياة الاجتماعية، يجب فتح المجال، وتفهّم الناس وألا نكون صارمين معهم".

ودعا إلى مزيد من الانفتاح في المجال الاجتماعي، بينما تستمر الاحتجاجات بوتيرة أزعجت السلطة الدينية بعد نحو أربعة أشهر من اندلاعها احتجاجا على وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني بعد احتجازها بأيام من قبل شرطة الأخلاق وسرعان ما تحولت إلى محاكمة للنظام الديني وتمردا على تعليماته الصارمة.

وإثر اجتماع حكومي الأربعاء، ألمح وزير التراث الثقافي والسياحة عزت الله ضرغامي إلى حقيقة أن المزيد من النساء شوهدن مكشوفات الرأس في الأماكن العامة منذ بدء حركة الاحتجاج، في حين أن القانون يقضي بارتداء الحجاب منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) وعدد من الصحف اليومية عن الوزير قوله "أنصح الرجل الذي يتصرف بقسوة" تجاه امرأة لا ترتدي الحجاب "أن يغضّ البصر إذا كان النظر إليها يثيره".

وكان ضرغامي قد تعرض لانتقادات شديدة من المحافظين المتشددين في أكتوبر/تشرين الأول بعد شجبه ممارسات شرطة الأخلاق المسؤولة عن الإشراف على ارتداء النساء الحجاب.

ونقلت وسائل الإعلام عن الوزير قوله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "اليوم فتياتنا وطالباتنا يمشين في الشارع بلا حجاب. ماذا حدث؟".

من جهتها، قالت السلطة القضائية في 10 يناير/كانون الثاني إنها تريد تفعيل قانون ينصّ على عقوبات شديدة، مثل النفي للنساء اللواتي لا يحترمن إلزامية وضع الحجاب.

وتهزّ إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن أوقفتها "شرطة الأخلاق" في طهران بشبهة خرقها قواعد اللباس الصارمة التي تفرض خصوصا على النساء.

وتشير السلطات الإيرانية بشكل عام إلى الاحتجاجات على أنها "أعمال شغب" تشجعها دول ومنظمات معادية لإيران.