وزير خارجية تركيا يبحث في الرياض رأب الصدع مع السعودية

أزمة تركيا الاقتصادية وعزلتها السياسية تدفعانها لاتخاذ خطوات براغماتية على طريق إصلاح علاقتها مع السعودية باعتبارها شريكا تجاريا مهما ولاعبا سياسيا محوريا في المنطقة.
جاويش أوغلو يبحث في السعودية الاعتداءات الإسرائيلية في القدس
أنقرة تسعى لتحسين علاقاتها مع الرياض والقاهرة لتلافي عزلة متفاقمة

الرياض - وصل وزير الخارجية التركي مولود تجاويش أوغلو الاثنين إلى الرياض لإجراء محادثات، في أول زيارة من نوعها لرأب الصدع مع العلاقات وتحسين العلاقات المتوترة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في 2018.

وتأتي الزيارة في وقت تحاول تركيا ردم الهوة مع خصومها الإقليميين، بما في ذلك مصر والسعودية.

جاءت الزيارة أيضا في وقت تجددت فيه المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وكتب وزير الخارجية التركي في تغريدة على تويتر "نحن موجودون في المملكة العربية السعودية بهدف البحث في علاقاتنا الثنائية ومناقشة القضايا ذات الشأن التي تهم منطقتنا، وعلى رأسها الاعتداءات على المسجد الأقصى واضطهاد الشعب الفلسطيني".

وأكدت الخارجية التركية في بيان أن زيارة تجاويش أوغلو إلى الرياض، ستستمر ليومين، يلتقي خلالها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود.

والعلاقات متوترة بين السعودية وتركيا منذ أعوام بسبب خلافات في السياسة الخارجية وموقف البلدين تجاه جماعات الإسلام السياسي. وتصاعد التوتر بشدة بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وقُطّعت أوصال الصحافي الذي كان يكتب مقالات تنتقد الحكومة السعودية في "واشنطن بوست"، داخل قنصلية المملكة في اسطنبول حيث توجّه للحصول على وثائق لإتمام زواجه من خطيبته التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حينذاك إن الأوامر بقتل خاشقجي صدرت عن كبار المسؤولين السعوديين.

كما حاكمت تركيا غيابيا مساعدَين مقرَّبين من ولي العهد السعودي إضافة إلى 24 مشتبها آخرين.

وكانت وسائل الإعلام التركية شنت حملة تشويه ضد المملكة وحولت ملف خاشقجي لورقة تركية للضغط على المملكة وابتزاز قادتها.

لكن أزمات تركيا المتناثرة سياسيا واقتصاديا دفعت أنقرة لاتخاذ خطوات براغماتية على طريق إصلاح علاقتها مع السعودية التي تعد شريكا تجاريا مهما.

وتحدّث إردوغان الثلاثاء هاتفيا مع الملك عبدالعزيز بن سلمان، لكن لم تنشر تفاصيل المكالمة التي ناقشا خلالها العلاقات الثنائية.

وتسعى تركيا إلى تحسين العلاقات مع السعودية لتلافي عزلة تتجه نحو الأعمق بسبب نهجها العدواني في المنطقة وتدخلاتها العسكرية في أكثر من جبهة صراع.

ويأتي تعديل أنقرة بوصلة المصالحة نحو السعودية بعد مصر، تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا وهو ما دفعها إلى محاولة التقرب من المملكة أحد الشركاء الاقتصاديين الهامين بالنسبة للاقتصاد التركي طيلة سنوات قبل تدهور العلاقات.

وأقر رجال أعمال سعوديون في العام الماضي مقاطعة البضائع التركية ردا على ما وصفوه بالعداء من أنقرة مما قلص قيمة التجارة بن البلدين بنسبة 98 بالمئة.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي لرويترز الشهر الماضي إن اردوغان والملك سلمان أجريا "اتصالا وديا" في أبريل/نيسان وإن وزيري خارجية البلدين اتفقا على الاجتماع.

وتقوم أنقرة منذ بضعة أشهر بحملة لاستئناف التواصل مع الرياض، في خطوة تأتي بينما واجهت تركيا خلال السنوات الأخيرة عزلة بسبب تدخلاتها العسكرية في سوريا وليبيا وانتهاكاتها في مياه شرق المتوسط وتوفيرها ملاذا لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنف لدى دول عربية كالسعودية ومصر جماعة إرهابية.