وزير مصري يطالب اثيوبيا بالتعليق على احتمال انهيار سد النهضة

مع جمود المحادثات وعدم جدواها منذ اشهر، وزير الري المصري "يتمنى" الا ينهار السد الاثيوبي الضخم ويتحدث عن آليات تفاوض جديدة.

القاهرة – أعرب وزير مصري السبت عن تمنياته بألا ينهار سد النهضة الاثيوبي الضخم، مطالبا اديس ابابا بالتعليق على نتائج دراسة شارك فيها وتطرح احتمالية الانهيار للسد الذي تعتبره مصر خطرا وجوديا.
ويدور النزاع حول سد النهضة منذ أن باشرت إثيوبيا أعمال بنائه في العام 2011. وترى كل من السودان ومصر بأنه يمثّل مصدر تهديد لهما نظرا إلى اعتمادهما على مياه النيل، بينما تعتبره إثيوبيا أساسيا لتنميتها ومصدرا للطاقة.
وفي حين تتعثر المفاوضات حول السد منذ اشهر، أعلنت إثيوبيا في تموز/يوليو الماضي أنها حققت هدفها للعام الثاني على صعيد ملء خزان السد، وهو ما رفضته مصر بشدة.
وقال وزير الري المصري محمد عبدالعاطي في تصريحات تلفزيونية متحدثا عن الدراسة "لم نبلغ الجانب الإثيوبي بها لكنها موجودة ويمكن أن يردوا عليها ويقولوا لن يحدث هبوط".
واضاف ان السد اذا انهار "سيكون مشكلة كبيرة نتمنى ألا تحدث".
وحول مستقبل المفاوضات قال الوزير ان "لدينا إرادة سياسية وجاهزون للتفاوض بآليات تشمل مدة تفاوض محددة ومشاركة مراقبين دوليين".

وأوضح عبد العاطي الذي يترأس الفريق الفني المصري بمفاوضات السد ان "المفاوضات تنجح عندما تكون هناك إرادة متبادلة. لدى مصر تلك الإرادة ولكن لا تتوفر للجانب الإثيوبي وليست لديه قدرة على التوقيع فكلما نقترب من حل يخرج بأمر جديد يستهلك به الوقت".
وشدد على أن بلاده "لديها الحرية لو لم يتم اتفاق أن تتعامل مع ما يحفظ حقوقها بالوسائل المختلفة القانونية والسياسية".
وأثار المشروع الذي يهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكرومائية في إفريقيا لدى إنجازه، أزمة دبلوماسية بين أديس أبابا من جهة، ودولتي المصب مصر والسودان من جهة ثانية.
وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، لكن اثيوبيا اصرت على ملء السد.
وتقول إثيوبيا إن السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار ضروري للتنمية الاقتصادية وتوفير الكهرباء، غير أن السد أثار المخاوف من نقص المياه في مصر والسودان اللذين يعتمدان أيضا على مياه النيل.
وفي أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا، منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال السيسي في 30 مارس/ آذار الماضي، إن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".