وساطة إثيوبية لحل الأزمة السودانية

رئيس وزراء إثيوبيا يصل الخرطوم للقيام بوساطة بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية بعد أحداث فض الاعتصام.
قادة الاحتجاجات يؤكدون تلبية دعوة رئيس الوزراء الاثيوبي
جامعة الدول العربية تدعو الأطراف السودانية إلى ضبط النفس

الخرطوم - وصل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إلى العاصمة السودانية الجمعة للقيام بوساطة بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية، بعد أحداث فض الاعتصام.

وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس من مطار الخرطوم الدولي أن أحمد وصل إلى المطار وسيعقد سلسلة لقاءات مع قادة المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، قبل عقد لقاء في وقت لاحق مع قادة الاحتجاجات.

وقال أحد أبرز قادة الاحتجاجات عمر الديجير "تلقينا دعوة من السفارة الإثيوبية للقاء رئيس الوزراء الإثيوبي عند الساعة 11,00 صباحاً (09,00 ت غ) وسنلبي الدعوة".

وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين، اقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام وسط الخرطوم ما أدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" الذي يقود التظاهرات.

من جهتها أفادت السلطات السودانية عن حصيلة بلغت 61 قتيلاً.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أعمال العنف هذه.

وقرر الاتحاد الإفريقي، الخميس، تعليق عضوية السودان في جميع أنشطته لحين تسليم السلطة للمدنيين.
وكان مدني عباس مدني أحد الشخصيات البارزة في المعارضة السودانية اكد الثلاثاء إن المعارضة رفضت خطة المجلس العسكري إجراء انتخابات خلال تسعة أشهر.

فض الاعتصام في الخرطوم
السلطات السودانية تؤكد ان حصيلة الاحداث بلغت 61 قتيلاً

وقال مدني العضو بتحالف المعارضة (إعلان قوى الحرية والتغيير) "نرفض كل ما ورد في بيان رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان".

وذكر المجلس في وقت سابق الثلاثاء أنه ألغى جميع الاتفاقات مع تحالف المعارضة الرئيسي ودعا إلى انتخابات خلال تسعة أشهر.

وقال مدني إن العصيان المدني مستمر "بهدف إسقاط المجلس العسكري بعد أن تنصل عن كل التزاماته".

وكان رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اكد في خطابه الثلاثاء إن "القوى السياسية التي تحاور المجلس العسكري تتحمل ذات المسؤولية في إطالة أمد التفاوض بمحاولة إقصاء القوى السياسية والقوى العسكرية والانفراد بحكم السودان لاستنساخ نظام شمولي آخر يُفرض فيه رأي واحد يفتقر للتوافق والتفويض الشعبي والرضاء العام".
وذكر أن المجلس قرر إلغاء كل الاتفاقات مع جماعات المعارضة والدعوة لانتخابات خلال تسعة أشهر. وأضاف أن الانتخابات ستكون خاضعة لإشراف إقليمي ودولي.
وأعلن أنه سيتم تشكيل حكومة على الفور لإدارة البلاد لحين إجراء الانتخابات.

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الجمعة الأطراف السودانية إلى "ضبط النفس" وتجنب "الجنوح عن النهج السلمي" بشأن انتقال السلطة في البلاد بعد أحداث دامية شهدتها الخرطوم أودت بالعشرات من السودانيين.

وجاء في بيان صادر عن الجامعة العربية أن أبو الغيط دعا "كافة الأطراف السودانية إلى إعمال ضبط النفس وتجنب أية تصرفات من شأنها أن تسهم في تأجيج الموقف وتصعيده أو تؤدي إلى الجنوح عن النهج السلمي لاتمام عملية الانتقال السياسي في البلاد".

وأضاف "أنه يتابع بقلق واهتمام بالغين التطورات الأخيرة التي شهدها السودان، وبشكل خاص سقوط عشرات القتلى والمصابين في أعمال العنف التي وقعت في الثالث من يونيو في العاصمة الخرطوم، وأدت الي توقف الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي وحركة إعلان قوى الحرية والتغيير".

وطالب أبو الغيط في بيانه بـ"بذل الجهد من أجل العمل علي تقريب المواقف والرؤى الإقليمية والدولية المساندة للأطراف السودانية لتمكينها من استكمال وإنجاح مسار الانتقال الديمقراطي دون أي تدخل أو ضغط خارجي".