
وساطة خليجية في صفقة تبادل سجناء مع روسيا
أبوظبي/واشنطن - نجحت وساطة إماراتية سعودية في الإفراج عن نجمة كرة السلة الأميركية بريتني جرينر في صفقة تبادل سجناء مع روسيا.
وقال بيان إماراتي سعودي مشترك اليوم الخميس إن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قادا جهود الوساطة للإفراج عن جرينر، مضيفا أن اللاعبة وصلت إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة قادمة من موسكو بعد إفراج السلطات الروسية عنها.
لكن البيت الأبيض قال لاحقا إن إطلاق سراح بريتني جرينر جاء نتيجة مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا فقط، نافيا مزاعم أي دور للسعودية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير ردا على سؤال حول دور السعودية "الدولتان الوحيدتان اللتان تفاوضتا بشأن هذه الصفقة هما الولايات المتحدة وروسيا ... لم تكن هناك وساطة".
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بريتني جرينر أُفرج عنها في صفقة تبادل سجناء مع روسيا وهي الآن في طريقها للعودة إلى الولايات المتحدة في تصريح جاء قبل وصولها إلى الولايات المتحدة حيث استقبلها بايدن في البيت الأبيض.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها أطلقت سراح جرينر مقابل إفراج الولايات المتحدة عن مواطنها فيكتور بوت، وهو مورد أسلحة سابق. وذكرت وكالات أنباء روسية أن صفقة المبادلة تمت في مطار أبو ظبي.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض "إنها في أمان. إنها على متن طائرة. إنها في طريق العودة للوطن بعد شهور من احتجازها ظلما في روسيا، واحتجازها في ظروف لا تُحتمل".
وأٌلقي القبض على جرينر (32 عاما) نجمة فريق فينكس ميركوري بالرابطة الوطنية لكرة السلة للسيدات في 17 فبراير/شباط. وأدى غزو روسيا لأوكرانيا في 24 من الشهر ذاته وما نجم عنه من توتر عميق للعلاقات بين واشنطن وموسكو إلى تعقيد المحادثات بشأن إطلاق سراحها.
وقال مسؤول أميركي إن بايدن ونائبته كمالا هاريس تحدثا هاتفيا مع جرينر من المكتب البيضاوي. ونشر البيت الأبيض صورة للمكالمة.

وأُلقي القبض على جرينر الحاصلة على ميدالية ذهبية أولمبية مرتين، في مطار بموسكو عندما عثرت السلطات على خراطيش سجائر إلكترونية تحتوي على زيت الحشيش، المحظور في روسيا، في حقيبتها.
وحُكم عليها في الرابع من أغسطس/آب بالسجن تسع سنوات في مستعمرة جنائية بتهمة حيازة وتهريب المخدرات. وأقرت جرينر بالذنب في التهم الموجهة إليها لكنها قالت إنها ارتكبت "خطأ غير مقصود" ولم تتعمد مخالفة القانون.
ونُقلت الشهر الماضي إلى مستعمرة جنائية في منطقة موردوفيا الروسية لقضاء فترة عقوبتها.
وكان بوت، البالغ من العمر 55 عاما ويُطلق عليه "تاجر الموت" و"مُدمر العقوبات" لقدرته على الالتفاف على عمليات حظر الأسلحة، واحدا من أكثر الرجال المطلوبين في العالم قبل اعتقاله.
وأصبح بوت على مدى تجاوز العشرين عاما أشهر تجار السلاح في العالم إذ باع أسلحة للدول المارقة والجماعات المتمردة وقادة الحرب القتلة في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية. ووفقا لخبراء الأجهزة الأمنية الروسية، فإن اهتمام موسكو المستمر ببوت يشير بقوة إلى علاقته بالمخابرات الروسية.
لكن الرئيس الأميركي الذي عبر عن شكره للجهود التي بذلتها دولة الإمارات لانجاح صفقة التبادل، لفت إلى أن بلاده لم تنجح بعد في الإفراج عن العسكري السابق بول ويلن المسجون في روسيا.
وقال أفراد من عائلة ويلن الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عاما في روسيا بتهمة "التجسس"، إنهم "سعداء" للإفراج عن غراينر، لكنهم "لا يزالون محبطين" لأن بول لا يزال في سجن روسي مع اقتراب عيد الميلاد الذي ستقضيه الأسرة "للمرة الرابعة" بدونه.