وصول 'مفاجئ' لظريف يربك جدول قمة مجموعة السبع

قصر الاليزيه يعتبر أن دعوة ظريف إلى بياريتس تشكل استمرارا للجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الفرنسي مع الإيرانيين والأميركيين منذ عدة أشهر.

لقاء مفاجئ لجواد ظريف مع نظيره الفرنسي على هامش قمة بياريتس
ترامب أُبلغ بوصول ظريف لمكان انعقاد قمة السبع
فرنسا: لا لقاءات بين الأميركيين والإيرانيين في الوقت الراهن
فرنسا تتوسط بين واشنطن وطهران لتخفيف حدّة التوتر

بياريتس (فرنسا) - ألقى حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بياريتس حيث تعقد قمة مجموعة السبع التي يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بظلال ثقيلة على أجواء القمة التي تعقد بدورها وسط توترات على خلفية ملف إيران النووي والحرب التجارية.

وأربكت الزيارة جدول أعمال القمة فيما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفاجأة كبرى الأحد بدعوته ظريف إلى بياريتس لبحث الملف النووي الإيراني مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية بعد هبوط الطائرة الرسمية الإيرانية في مفاجأة كبرى بدلت أجواء قمة السبع "نؤكد حضور محمد جواد ظريف إلى بياريتس وهو يتباحث حاليا مع جان إيف لودريان".

وأفاد قصر الإليزيه أن "لا لقاء مقررا في هذه المرحلة مع الأميركيين" المشاركين في القمة في جنوب غرب فرنسا وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الزيارة تجري بمبادرة من باريس وليس من مجموعة السبع، غير أن مصدرا دبلوماسيا فرنسيا أفاد ضمنا بأن ترامب أُبلغ بوصول ظريف.

وقال المصدر "تباحث الرئيس ساعتين مع دونالد ترامب حول طاولة الغداء السبت. إننا نتعامل بشفافية تامة مع الولايات المتحدة. وأجرى الرئيس محادثات مع جميع قادة مجموعة السبع. بالطبع، المعلومات تنتشر".

وأوضح أن قرار دعوة ظريف إلى موقع انعقاد قمة مجموعة السبع بعد يومين على استقباله في الإليزيه الجمعة "يندرج ضمن استمرارية ما يفعله إيمانويل ماكرون منذ عدة أشهر: إيجاد الظروف لخفض حدة التصعيد وبحث ما ينبغي أن يحصل بعد انتهاء مدة الاتفاق حول النووي الإيراني، ومناقشة برنامج إيران البالستي".

وأضاف أن دعوة ظريف تشكل استمرارا للجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الفرنسي "مع الإيرانيين والأميركيين منذ عدة أشهر، إذ أن الرئيس يتحدث إلى دونالد ترامب و(الرئيس الإيراني) حسن روحاني".

وختم الدبلوماسي الفرنسي بالقول إن "جواد ظريف حضر إلى بياريتس بسبب المحادثات الجوهرية مع قادة مجموعة السبع مساء السبت. بناء على ذلك، من المهم جدا استعراض الوضع لمواصلة التقريب بين وجهات النظر" وبحث سبل تسوية الأزمة، مشيرا إلى أن الدعوة تقررت في ختام حفل العشاء مساء السبت.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات حول النووي الإيراني بين ظريف والمسؤولين الفرنسيين على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس بعد ظهر الأحد كانت إيجابية وستستمر".

واستمرت الاجتماعات نحو ثلاث ساعات، أولا مع وزير الخارجية جان إيف لو دريان ثم مع الرئيس إيمانويل ماكرون لمدة نصف ساعة في مبنى بلدية بياريتس.

وأعلنت الرئاسة مشاركة مستشارين دبلوماسيين ألمان وبريطانيين في جزء من اللقاء. وفي ختام الاجتماعات، غادر ظريف بياريتس بالطائرة.

وأوضحت الرئاسة أن مجيء ظريف كان "بالاتفاق" مع الولايات المتحدة، مضيفة "تم كل شيء في غضون ساعات قليلة. ومنذ أصبح ذلك ممكنا، أبلغنا الدول الأوروبية والأميركيين". وقالت إن ماكرون أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذلك شخصيا.

وقال ظريف لاحقا، إنه التقى الرئيس الفرنسي على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس (جنوب غرب فرنسا) حيث وصل بعد ظهر الأحد لمناقشة الملف النووي.

وكتب ظريف على تويتر "التقيت إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس بعد مناقشات مفصلة" مع وزير الخارجية جان إيف لو دريان ووزير المالية برونو لو مير. وقام بنشر صورتين للاجتماع، مضيفا أن "الطريق صعب، لكنه يستحق المحاولة".

وتأتي زيارة ظريف لفرنسا بينما قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسي اليوم الأحد إن إيران تريد تصدير 700 ألف برميل يوميا من النفط على الأقل كبداية وما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا فيما بعد إذا أراد الغرب أن يتفاوض مع طهران لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وقال مسؤول إيراني كبير "كبادرة حسن نية وخطة صوب إتاحة المجال للمفاوضات، قمنا بالرد على اقتراح فرنسا. نريد تصدير 700 ألف برميل يوميا من النفط ونحصل على الأموال نقدا... وهذه مجرد بداية. يجب أن نصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا".

وقال مسؤول ثان "لا يمكن التفاوض بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ولن يحدث. أوضحنا ذلك تماما وبصراحة".