وفاة أمّ أو طفلها خلال الولادة كل 11 ثانية في العالم

استمرار التفاوت بين بلدان العالم على صعيد النفاذ إلى الخدمات والرعاية الصحية اللازمة لتوفير عمليات ولادة آمنة، وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء تعاني من الوضع الأسوأ.
أمهات كثيرات يمتن جراء مضاعفات خلال الحمل أو الولادة
بلدان العالم تتعهد بتقليص وفيات المواليد الجدد
وفيات الأمهات ترتفع في بلدان تشهد نزاعات أو أزمات

واشنطن – تراجعت وفيات الأطفال والأمهات لدى الولادة بصورة كبيرة في العقود الأخيرة، غير أن إحصائيات جديدة أصدرتها الأمم المتحدة الخميس تظهر تفاوتا في نسب التقدم على هذا الصعيد مع تسجيل وفاة أمّ أو طفلها خلال الولادة بواقع مرة كل 11 ثانية.
وبيّن تقريران لوكالات أممية عدة تقدما عالميا واضحا على صعيد تقليص عدد النساء الحوامل أو الأمهات الجدد والأطفال الصغار الذين يتوفون سنويا، وذلك خصوصا بفضل تحسين النفاذ إلى خدمات صحية ذات جودة عالية وبتكلفة مقبولة.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم في بيان "في البلدان المتقدمة التي تمد جميع سكانها بخدمات صحية سليمة وميسورة الكلفة وعالية الجودة، تتاح للنساء والأطفال فرصة البقاء والصمود".
ومنذ مطلع القرن الحالي، تراجع عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة بواقع النصف تقريبا مسجلا 5,3 ملايين وفاة حول العالم العام الفائت.
ووقع ما يقرب من نصف هذه الوفيات في الشهر الأول من حياة هؤلاء الأطفال، ما يعني أن ما يقرب من سبعة آلاف مولود جديد توفوا يوميا العام الماضي.
وفي الوقت عينه، تراجع عدد النساء اللواتي يمتن جراء مضاعفات خلال الحمل والولادة بواقع أكثر من الثلث ليصل إلى 295 ألفا في 2017 مقارنة مع 451 ألفا في العام 2000.

نساء افريقيات
ضرورة توفير الأدوية واللقاحات الأساسية

وفيما تظهر هذه الأرقام تقدما كبيرا، لا تزال أمهات كثيرات يمتن جراء مضاعفات خلال الحمل أو الولادة إذ بلغ عددهن حوالى 800 امرأة يوميا في 2017، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وفي المحصلة، تكشف الإحصائيات أن نحو 2,8 مليون امرأة ومولود جديد يموتون سنويا، وذلك لأسباب يمكن تفاديها في أكثرية الحالات.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور في بيان "الولادة تشكل حول العالم مناسبة للفرح. لكن في كل إحدى عشرة ثانية، تستحيل عملية ولادة مأساة عائلية".
وأضافت "من شأن توفير الدعم من جهات متمرسة لمساعدة الأمهات والمولودين الجدد في وقت الولادة، مع المياه النظيفة والتغذية السليمة والأدوية واللقاحات الأساسية، أن يحدث الفرق بين الحياة والموت".
وشددت على ضرورة "بذل كل ما يلزم للاستثمار في مجال التغطية الصحية الشاملة لحماية أرواح ثمينة".
وأظهر التقريران استمرار التفاوت بين بلدان العالم على صعيد النفاذ إلى الخدمات والرعاية الصحية اللازمة لتوفير عمليات ولادة آمنة.
وتعاني بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الوضع الأسوأ في هذا المجال، مع معدلات لوفيات الأمهات أعلى بحوالى خمسين مرة من تلك المسجلة في البلدان المرتفعة الدخل، كذلك مع نسب وفيات لأطفال أعلى بعشر مرات مقارنة مع البلدان الغنية.
وفي 2018، توفي طفل من كل ثلاثة عشر في المنطقة قبل بلوغه سن الخامسة، مقارنة مع حالة وفاة واحدة من كل 196 طفلا في أوروبا، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وفي الوقت عينه، تسجل وفاة امرأة من كل 37 في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء أثناء الولادة، مقارنة مع واحدة من كل 6500 امرأة في أوروبا.
وفي إطار أهداف التنمية المستدامة، تعهد العالم الحد من وفيات الأمهات خلال الولادة لتصل إلى ما دون 70 حالة لكل مئة ألف ولادة بحلول 2030.
غير أن الأمم المتحدة حذرت من أن العالم سيفوّت الهدف بفارق يزيد عن مليون وفاة إضافية مقارنة مع الرقم المنشود في حال استمرت الوتيرة الحالية.
ورغم تسجيل منحى تراجعي عام، بيّنت أرقام الأمم المتحدة أن معدلات وفيات الأمهات ارتفعت في 13 بلدا بين 2000 و2017 بينها خصوصا بلدان تشهد نزاعات أو أزمات كسوريا وفنزويلا.
غير أن الولايات المتحدة سجلت أعلى ازدياد في هذا المجال مع ارتفاع بنسبة 58% خلال الفترة المذكورة ليصل الرقم إلى 19 وفاة لكل مئة ألف ولادة.
وتعهدت بلدان العالم أيضا تقليص وفيات المواليد الجدد إلى مستوى لا يتعدى 12 وفاة لكل مئة ألف ولادة، وأيضا للأطفال دون سن الخامسة إلى ما لا يزيد عن 25 وفاة لكل ألف طفل بحلول 2030.
وقد نجحت بلدان عدة في بلوغ هذا الهدف، لكن أكثر من 50 بلدا لا تزال متأخرة.
وقال ستيفان بترسون رئيس قسم الصحة في منظمة "يونيسف" للصحافيين في جنيف "في حال لم نسرّع جهودنا، سنفقد 50 مليون طفل لأسباب يمكن تفاديها".