وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

السبسي توفي اثر نقله الى المستشفى العسكري بعد تعرضه لوعكة صحية حادة.
رئيس البرلمان التونسي سيتولى منصب رئيس البلاد مؤقتا وفقا للدستور
رئيس الحكومة يعلن الحداد الوطني في البلاد لسبعة أيام
هيئة الانتخابات تقرر تغيير موعد الانتخابات الرئاسية بعد وفاة الرئيس وفق مقتضيات الدستور
رئيس البرلمان سيؤدي اليمين الدستورية وسط مخاوف من ازمة بسبب غياب المحكمة الدستورية
السلطات التونسية تنظم جنازة وطنية للباجي قائد السبسي

تونس - أعلنت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على الفايسبوك الخميس وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي عن عمر يناهز الـ92 سنة.

وتعرض قائد السبسي الاربعاء إلى وعكة صحية حادّة تمّ على إثرها نقله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة التونسية.

وكان الرئيس التونسي تعرض الى وعكة حادة نهاية حزيران/يونيو نقل بعدها الى المستشفى العسكري بتونس لإجراء تحاليل وفحوص طبية لكنه عاد لمباشرة عمله.

والإثنين ظهر الرئيس التونسي، مع وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، في لقاء رسمي هو الأول منذ أكثر من أسبوعين.

وكان من المنتظر، أن يتوجه بكلمة إلى الشعب التونسي، الخميس بمناسبة احياء الذكرى ال 62 لإعلان الجمهورية وهو اليوم الذي تم فيه إلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري سنة 1957.
ويقود السبسي البلاد منذ ديسمبر/كانون الأول 2014، وتنتهي ولايته في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. 

وقال رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر الخميس إنه سيتولى منصب رئيس البلاد مؤقتا وفقا للدستور. ودعا في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إلى الوحدة.

ومن المنتظر ان تثير وفاة الرئيس التونسي ازمة دستورية في البلاد خاصة مع غياب المحكمة الدستورية وقبل فترة وجيزة من اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

ويؤدي رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية التونسية، وذلك بعد اجتماع مع أعضاء الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية المشاريع (هيئة مؤقتة تشكلت بانتظار تشكيل المحكمة الدستورية)، للنظر في مآلات انتقال السلطة وعملية آداء اليمين الدستورية.
والمحكمة الدستورية؛ التي أخفق البرلمان في استكمالها في 7 جلسات عامة، هي هيئة قضائية وقع إقرارها بموجب دستور 2014، وتضم 12 عضوا، 4 منهم ينتخبهم البرلمان، و4 يختارهم "المجلس الأعلى للقضاء" (مؤسسة دستورية مستقلة)، و4 يعينهم رئيس الجمهورية.
وحسب الدستور، فإن المحكمة الدستورية هي الوحيدة المخوّلة باتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة شغور منصب رئاسة الجمهورية، فيما يخشى مراقبون من أن يتسبب غيابها بعرقلة إجراءات انتقال منصب الرئاسة في مثل الوضعيات المذكورة.
وفي وقت لاحق الخميس، يُتوقع أن يعقد مكتب البرلمان (أعلى هيئة)، اجتماعا طارئا للنظر في مسألة سدّ شغور منصب رئيس الجمهورية، وذلك بحضور رؤساء الكتل البرلمانية.
وقال أستاذ القانون الدستوري الحبيب خذر إنّ "رئيس البرلَمان سيؤدي اليمين الدستورية بوصفه رئيس مؤقتا، ويباشر صلاحيات رئاسة الجمهورية لمدة أقصاها 90 يوما يجب أن تجرى خلالها الانتخابات الرّئاسية بدورتيها عند الاقتضاء، بما يسمح بمباشرة الرئيس الجديد لمهامه قبل تجاوز ذلك الأجل الدّستوري".

وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد الحداد الوطني في البلاد لسبعة أيام. وقال مصدر إن الناصر سيؤدي القسم في الساعة 1300 بتوقيت غرينتش فيما اكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي تنظيم جنازة وطنية للرئيس السبسي يوم السبت.

وأعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون في تصريح لاذاعة "موزاييك" المحلية أنّ الهيئة ستعمل على تغيير موعد الانتخابات الرئاسية وتعديل مواعيد الانتخابات بعد وفاة الرئيس.

وقال بوفون ان ذلك يأتي احتراما لما جاء في نص الدستور بخصوص شغور منصب الرئيس مؤكدا ان الدستور يقول بان انجاز الانتخابات الرئاسية يتم في غضون 3 اشهر على اقصى تقدير بعد شعور المنصب.

وكان قائد السبسي ثبت بمرسوم رئاسي الموعد المقرر سلفا للاستحقاق الانتخابي.

ومن المقرر أن تجري تونس انتخاباتها التشريعية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل تليها الرئاسية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتحدثت مصادر من البرلمان التونسي ان رئيسا الحكومة والبرلمان يعقدان اجتماعا لبحث الأوضاع بعد وفاة الرئيس التونسي.

ونعى الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، الخميس، الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وقال المرزوقي في تدوينة عبر صفحته على فيسبوك: "رحم الله رئيس الجمهورية الأستاذ الباجي قائد السبسي، وتلقاه بواسع غفرانه، ورزق أهله جميل الصبر والسلوان".
وأضاف في تدوينته: "أصدق التعازي لعائلته وأصدقائه وللشعب التونسي الذي فقد اليوم رئيسه".
ودعا الشعب التونسي إلى "تناسي وإلغاء كل الخصومات في هذه الظروف الدقيقة والتمسك بالدستور وبمؤسسات الدولة ولا شيء غير ذلك" مطالبا "بالتحلي بالمزيد من الهدوء وضبط النفس وبروح المسؤولية تجاه الوطن وسلامته.
وتابع: "لن تزيدنا الظروف الصعبة إلا نضجا وقوة وتلاحما وقدرا أكبر من حسن الإعداد لأزمات الحياة المتلاحقة".

وقدمت حركة النهضة شريك الحكم في تونس تعازيها في وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وذلك في بيان نشر على صفحتها الرسمية بالفايسبوك.

وجاء في البيان "ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس في ذكرى عيد الجمهورية التي بذل الجهد لها من يوم إعلانها إلى اختياره كأول رئيس منتخب من الشعب، مساهما في بناء الجمهورية الثانية .

وتابعت الحركة في بيانها "وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم حركة النهضة بأحر التعازي لعائلة الفقيد وللشعب التونسي راجين من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وان يسكنه فسيح جنانه، ويرزق أهله جميل الصبر والسلوان.

وإذ تؤكد الحركة على تمسكها باستكمال مسار بناء الجمهورية وتركيز المؤسسات الدستورية فإنها تدعو كافة الشعب التونسي بنخبه ومواطنيه إلى الوحدة الصماء واللحمة الوطنية".