وفاة عضو من حزب الله مطلوب للولايات المتحدة

حزب الله ينعى علي عطوي المتهم بالضلوع في اختطاف طائرة أميركية في يونيو 1985، بوصفه بـ"فقيد الجهاد والمقاومة" وأحد "رجاله الأوفياء".
واشنطن خصصت مكافأة بـ5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن عطوي

بيروت - توفي علي عطوي، العضو في حزب الله اللبناني الذي تتهمه الولايات المتحدة بالضلوع في اختطاف الرحلة 847 التابعة لشركة "تي دبليو ايه" الذي استمر 17 يوما وأودى بحياة جندي أميركي، على ما أفاد أحد أفراد عائلته.

وقال المصدر رافضا الكشف عن هويته إن عطوي توفي جراء إصابته بمرض السرطان، من دون أن يفصح عن المكان الذي توارى فيه طيلة السنوات الماضية أو أي تفاصيل أخرى. ونعى حزب الله عطوي، واصفا إياه بأحد "رجاله الأوفياء" و"فقيد الجهاد والمقاومة". وأعلن تقبل التعازي بوفاته السبت، على أن يشيع عند الثانية بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد أبرز معاقل الحزب.

وسبق للولايات المتحدة أن عرضت مكافأة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار في مقابل تزويدها بمعلومات عن عطوي التي وجهت إليه اتهامات بـ"التآمر لارتكاب قرصنة جوية وخطف رهائن.. والتدخل في عمل طاقم جوي أثناء الطيران ووضع عبوة ناسفة على متن طائرة".

وفي الرابع عشر من حزيران/يونيو العام 1985، بدأت أطول عملية اختطاف في تاريخ الطيران للرحلة رقم 847 التابعة لشركة تي دبليو ايه الأميركية.

ولدى إقلاعها من مطار أثينا متجهة إلى روما، قام لبنانيان تبين لاحقا أنهما من حزب الله، هما محمّد علي حمادة وحسن عزالدين باختطاف الطائرة وهي من نوع بوينغ-727 وأجبراها على تغيير مسارها إلى بيروت. وكان على الطائرة طاقمها المؤلف من ثمانية أشخاص، بالإضافة إلى 143 راكبا بينهم 85 أميركيا والمغني اليوناني الشهير الراحل ديميس روسوس.

وطالب الخاطفان بـ"إدانة الممارسات الأميركية في العالم العربي" والإفراج عن جميع "الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية". وكان لبنان حينها يشهد حربا أهلية واحتلالا إسرائيليا لجنوب البلاد.

وأجبر الخاطفون قائد الطائرة على التوجه من بيروت لمرتين إلى الجزائر، حيث تم تحرير عدد من الرهائن. ولدى وصولها لأول مرة من الجزائر، أعدم الخاطفان الجندي في المارينز روبرت ستيثيم (24 عاما) برصاصة في الرأس، بعدما ابرحاه ضربا والقيا بجثته على مدرج المطار.

وكانت الشرطة اليونانية قد اعتقلت عطوي في مطار أثينا قبل أن يتمكن من الالتحاق بالرحلة 847، وأرسلته إلى الجزائر.

وعادت الطائرة للمرة الثالثة إلى بيروت، حيث بقيت في المطار توازيا مع إجراء مفاوضات مكثفة. واستلم زعيم حركة أمل ووزير العدل حينها نبيه بري (رئيس البرلمان حاليا)، زمام الأمور وساهم في نقل معظم الرهائن إلى أماكن احتجاز مختلفة. وتمت عمليات تحرير الرهائن على دفعات آخرها في 30 يونيو/حزيران.

واعتقل حمادة أحد الخاطفين الأساسيين، بعد عامين من العملية في فرانكفورت، لنقله متفجرات، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ثم أفرج عنه في العام 2005 بعد 19 عاما أمضاها في السجن في ألمانيا، وما زال مطلوبا من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي. ولم يتم العثور على عزالدين إلى الآن.